معلومات مثيرة عن العارف بالله صاحب مقام ” سيدى الذوق”

رجل من تراث خاص ، صاحب مقام وعقل وحكمة، أحبه المصريين والتفوا حوله، لم تكن له كرامات لكنه كان كريما مع الجميع ، وجه قبلته إلى مصر بعدما ترك بلاد الشام، واستقر به الحال فى حى الجمالية، تعلم الكثير من المصريين وأيضا تعلموا منه الكثير وأصبح بينهم رمزا للذوق، فأطلقوا عليه صاحب الذوق، وعندما فارق الحياة بنوا له مقاما وكتبوا عليه ضريح العارف بالله سيدى الذوق، ولونوا قبته باللون الاخضر، لأن صاحبه كان عاشقا للسلام ، ومنذ تلك اللحظة اشتهرت مقولة "الذوق مخرجش من مصر".
يقع مقام سيدى الذوق أسفل سور القاهرة الفاطمى الشمالى، فى نهاية شارع المعز، ملاصقا للجانب الأيمن لبوابة النصر التاريخية، تعود حكاية "الذوق" إلى عصر المماليك فى مصر، وكان الذوق تاجرا فى منطقة الحسين، اسمه حسن الذوق، والذوق ليس لقب العائلة، بل صفة اكتسبها الرجل، فكانت هذه الفترة يلقب الأشخاص بالصفات التى عرفوا بها،
وكان للفتوات في ذلك الوقت دورا تاريخيا بالغ الخطورة ،وكان حسن الذوق أحد فتوات المحروسة بالمعنى الشعبي، وكان رجل ذو بأس وقوة، وحكمة ورجاحة عقل، وكانت له خشية وهيبة في نفوس أهل المحروسة، فاتخذوه حكمًا، يفصل بينهم في المشادات والمشاحنات ويصلح ويحكم بينهم بالعدل.
وفى إحدى الايام نشبت مشاجرة كبيرة بين فتوات منطقة حى الجمالية وحاول "حسن الذوق" أن يتدخل لفضها والصلح بين المتشاجرين، ولكنها كانت المرة الأولى التي يفشل فيها في الصلح بين المتخاصمين، ووصل الأمر للحاكم العسكري الذي أمر بحبسهم في السجون العسكرية، بعدها قرر حسن أن يخرج من مصر لاستشعاره الحرج، ولكنه لم يتحمل ألم الفراق ، فسقط متوفياً فور مروره عند باب الفتوح وهنا تجمهر الناس حوله، فكان الخبر المفجع "لقد مات الذوق"، فقرروا دفنه مكان سقوطه، يمين باب الفتوح من الداخل، ووضعوا على قبره الصغير تعريفا "ضريح العارف بالله سيدى الذوق"، ومن بعده كلما احتدم الصراع بين الفتوات ليصل لصراع دموى، يخرج أحدهم صارخا : "يا جماعة عيب " ده الذوق مخرجش من مصر" ويقصدون "حسن الذوق "المدفون بينهم .