ملاذ الهاربين من كورونا.. مدينة دهب المصرية..ما لا تعرفه عن أجمل مدن العالم
نشرت شبكة سي إن إن الأمريكية تقريرا مثيرا عن مدينة دهب المصرية كشفت فيه كيف أصبحت هذه البقعة الصغيرة أجمل مدن العالم. الموجز ينشر نص التقرير
" في أحضان جبال سيناء المصرية، تقع مدينة دهب التي تعد بمثابة وجهةٍ مغرية لدرجة أن البعض اختاروا جعلها موطناً لهم بعد قضاء وقت قصير في زيارتها.
ومن بلدة صيدٍ بدوية صغيرة، أصبحت دهب واحدة من أفضل منتجعات الغوص في البحر الأحمر، والتي تجذب الباحثين عن الإثارة وعشاق الطبيعة. وفي الآونة الأخيرة، تستقطب السياح العالقين بسبب فيروس كورونا.
يجب على الزوار القيام برحلة قصيرة فوق هذه الكثبان الرملية الضخمة للوصول إلى هذا التكوين الصخري المثير للإعجاب
وتقع دهب على بعد ساعة بالسيارة من شرم الشيخ، ومع أنها تعد مدينة نابضة بالحياة، إلا أنها توفر أيضاً أجواء ساحلية خالية من الإجهاد، حيث يمكن للزوار الجلوس والاستمتاع بمناظر مياهها الزرقاء.
وبنيت هذه الجنة على الأرض، حول ممشى ملون مليء بأماكن الإقامة بأسعار معقولة، ومحلات الحرف اليدوية، والمطاعم والمقاهي متعددة الثقافات، ولكل منها أجواء مميزة للغاية.
ويتكون مجتمعها النابض بالحياة متعدد الثقافات من البدو المحليين، جنباً إلى جنب مع المصريين، بالإضافة إلى الوافدين الدوليين الذين فُتنوا بجمال دهب وموقعها الذي يوفر الوصول إلى جميع مناطق الجذب في سيناء.
وقالت جوليا ليمونوفا، المغتربة الروسية التي انتقلت للعيش في دهب قبل 3 أعوام: "هنا تشعر بنفسك ويمكنك العثور على دائرتك لأن هناك العديد من الأشخاص المختلفين مثل الغواصين، وراكبي الأمواج، وممارسي التأمل".
وأضافت ليمونوفا :"هناك جنسيات مختلفة مثل الروس، والأوكرانيين، والألمان، والإيطاليين".
وتعد دهب أيضاً واحدة من الأماكن القليلة في المنطقة التي يوجد بها اتصال بالإنترنت، مما يجعلها وجهة جذّابة للعاملين عن بُعد والباحثين عن "مكتبٍ" هادئ على البحر.
وبعد الإبلاغ عن أول حالة إصابة بفيروس كورونا في مصر، أغلقت الحكومة المصرية جميع المقاهي والمطارات، وفرضت حظر التجول وشجعت السكان على البقاء في منازلهم.
ولكن قاعدة التباعد الاجتماعي في المدن المزدحمة، مثل العاصمة القاهرة، قد يكون صعباً في بعض الأحيان، ولهذا السبب اختار البعض الانتقال إلى دهب أثناء الجائحة.
وتشرح رحمة زين، التي اختارت قضاء العزلة الذاتية في دهب بناءاً على نصيحة الأصدقاء، أن لا أحد يتحدث هنا عن فيروس كورونا، إذ يتعرض القاطنون في القاهرة إلى موجة من الأخبار المستمرة، ما يتسبب بالفعل في إجهاد نفسي.
وتعتقد زين أنه عندما تسوء النفسية فإن ذلك يؤثر سلباً على مناعة الجسم، مشيرةً إلى أن التواجد هنا وعدم الانغماس في الحديث عن فيروس كورونا يساعدك حقاً بأن تكون على سجيتك ويمنحك مستوى معين من الحياة الطبيعية.
ووفقاً لزين، فإن كثرة المغامرات المتاحة في دهب، من الغوص الحر إلى المشي لمسافات طويلة، تجعلها المكان المثالي للعزلة الذاتية خلال هذه الأوقات غير المستقرة.
وفي يوم عادي، تستقيظ زين ثم تذهب لممارسة الغوص بعد تناول الإفطار، بعد ذلك تتمشى على الشاطئ، وتذهب لتناول الطعام، ثم تذهب للنوم. وبين أنشطتها اليومية، تقوم بإنجاز عملها، بحسب ما قالته.
"الثقب الأزرق"
ومن بين أشهر مواقع الغوص في دهب، يعد موقع "الثقب الأزرق" أكثر أماكن الغوص دموية في العالم.
ومع ذلك، فإن سمعته المرعبة عززت فقط جاذبية الحوض المثير للإعجاب بين الغواصين الشجعان الباحثين عن تجربة تسلق أعلى الجبال المحفوفة بالمخاطر، ولكن تحت الماء.
ونزولًا إلى أقصى عمق 328 قدماً، يمكن الوصول إلى الثقب الأزرق بسهولة من الشاطئ، فهو محمي من التيارات، لذا فإن مياهه هادئة نسبياً.
وتوفر دهب الظروف المثالية للغواصين الحرصين على التعلم، بالإضافة إلى الغواصين المتقدمين الذين يتطلعون إلى تحدي أنفسهم في سباق ضد العمق.
وفي حين أنه من الممكن الغوص تحت الماء بأمان داخل "الثقب الأزرق"، إلا أنه اكتسب سمعته من ممر مشهور معروف باسم القوس، والذي يربط الموقع بالبحر المفتوح.
وقد يتعرض الغواصون الذين يبحثون عن القوس، الذي يقع على عمق 184 قدماً تحت سطح الماء، إلى الإغماء، و فقدان التركيز، وفقدان الهواء في نهاية المطاف.
وتسببت شعبية بقعة الغوص في تدمير النظام البيئي البحري الدقيق على مر السنين.
ولتهدئة الإقبال على هذه البقعة، أنشأت مجموعة محلية من الغواصين متحفاً تحت الماء مليئ بتماثيل ضخمة مصنوعة من مواد معاد تدويرها، مما أدى إلى إنشاء شعاب اصطناعية.
ويعد التمثال الأكثر إثارة للإعجاب هو فيل بالحجم الطبيعي، يزن 700 كيلوغرام، جذب انتباه عدد لا يحصى من السياح الذين يبحثون عن مغامرة خيالية تحت الماء.
وتكاد تكون محاولة الغوص في جميع مواقع دهب في غضون أسبوع مهمةً مستحيلة، حيث توجد العديد من المواقع البارزة، بدءاً من الشعاب المرجانية إلى موقع حطام سفينة "S.S Thistlegorm" من أيام الحرب العالمية الثانية المحفوظة جيداً.
وهناك أيضاً خيارات لا حدود لها في المياه الضحلة للغواصين الراغبين في تجنب مناطق الغوص المزدحمة.
ويمكن للمسافرين المشي أو التنزه على ظهر الإبل إلى محمية رأس أبو جالوم الوطنية، التي تغطي 400 كيلومتر مربع من الساحل، وتقدم لمحة أفضل عن الحياة المرجانية البكر والحياة البحرية.
كما يعد موقع الغوص "ثري بولز" بخليج العقبة أيضاً ملاذاً آمناً للأشخاص الذين يحبون الضياع بين أشكال متنوعة من الأسماك الملونة.