وثيقة خطيرة تكشف دور «تركيا» في إشعال الحرب بين أذربيجان وأرمينيا
كشف بيان عسكري سري حصل عليه موقع «نورديك مونيتور» السويدي، عن الدور التركي في إشعال الحرب بين حليفتها أذربيجان وأرمينيا، واستعدادها لحالة الحرب منذ عام 2015، بعد تأكدها من الدعم الروسي لأرمينيا.
ووفقًا للبيان العسكري حول برنامج تدريبي للقوات المسلحة التركية في 2015-2016، أكد خلوصي أكار، رئيس هيئة الأركان العامة آنذاك ووزير الدفاع الحالي، على إمكانية نشوب حرب بين أذربيجان وأرمينيا.
وفي بيان وجهه خلوصي أكار إلى القوات المسلحة وخفر السواحل في يونيو 2016، قال أكار إن روسيا يمكن أن تدعم أرمينيا ضد أذربيجان في حالة الحرب، وبالتالي يجب على تركيا دعم القوات المسلحة الأذربيجانية من خلال توفير التدريب العسكري وتنظيم مشترك تمارين عسكرية.
وعثر الموقع السويدي على بيان التوجيه العسكري في ملف قضية قضائية في أنقرة أرفق به المدعي العام سيردار كوشكون وثائق سرية في التحقيق. الذي جرى بمقر هيئة الأركان العامة في أعقاب الانقلاب الفاشل في 15 يوليو 2016.
واكتسبت العلاقات العسكرية بين أنقرة وباكو زخماً، وأصبحت أذربيجان سوقاً مهمة لمقاولي الدفاع الأتراك في السنوات الأخيرة. بعد عام على صدور ذلك التوجيه العسكري، إذ وقعت تركيا وأذربيجان على اتفاق تعهد فيه البلدان بتعميق العلاقات الثنائية في مختلف المجالات الدفاعية، خلال الزيارة الرسمية التي قام بها الرئيس رجب طيب أردوغان لحضور مجلس التعاون الرفيع المستوى بين تركيا وأذربيجان، الذي عقد في باكو في 31 أكتوبر 2017.
وفي الاتفاقية يتعهد كلا البلدين بالتعاون في تحسين قدرات صناعة الدفاع من خلال تعاون أكثر فعالية في مجالات التطوير والإنتاج والمشتريات وصيانة المعدات العسكرية والدفاعية، وكذلك الدعم التقني واللوجستي وتبادل المعلومات والبحوث في هذا المجال.
وقد أعلن وزير الدفاع الأذربيجاني ذاكر حسنوف، مؤخرًا أن باكو مستعدة لشراء طائرات بدون طيار من تركيا، وفقًا لوكالة أنباء الأناضول المملوكة للدولة التركية.
وأكد حسنوف في حوار تليفزيوني حول مشتريات أذربيجان الجديدة لقواتها المسلحة، أن الحكومة التركية ستقدم دعمًا ماليًا للشراء وفقًا لبروتوكول التعاون المالي العسكري الذي وقع عليه حسنوف ونظيره التركي، خلوصي أكار، خلال زيارة الرئيس أردوغان الرسمية إلى باكو في 25 فبراير 2020.
ووفقًا للصفقة، التي وافق عليها البرلمان الأذربيجاني في 31 مايو، ستقدم تركيا 200 مليون ليرة تركية أي ما يعادل حوالي 30 مليون دولار، لحليفها في بحر قزوين لشراء السلع والخدمات للأغراض العسكرية من شركات صناعة الدفاع التركية.
وتعتبر أذربيجان سوقًا مهمًا لموردي الدفاع الأتراك، كما تحرص الحكومة التركية على دفع التعاون بين الطرفين في مجال الدفاع باعتباره عنصرًا أساسيًا في إطار تجاري أكبر. وفي عام 2019، بلغ حجم التجارة بين تركيا وأذربيجان حوالي 4.5 مليار دولار، وهدفهما هو زيادته إلى 15 مليار دولار بحلول عام 2023.
بعد الاشتباكات الحدودية بين القوات الأذربيجانية والأرمينية التي قتل فيها أربعة جنود أذربيجانيين، دعا وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أرمينيا إلى التكاتف جنبًا إلى جنب، قائلًا إن تركيا تقف مع أذربيجان بكل ما لديها، حسبما أفادت الأناضول. وشدد على أن «أيا كان الحل الذي تفضله باكو للأراضي المحتلة وكاراباخ، فسوف نقف إلى جانب أذربيجان».
وبالمثل، استقبل أكار نائب وزير الدفاع الأذربيجاني وقائد القوات الجوية الفريق رامز طاهروف، وقائد القوات الخاصة لجمهورية نخجوان ذات الحكم الذاتي، الجنرال كرم مصطفى في الأسبوع الماضي في أنقرة.
وفي الاجتماع الذي حضره أيضًا رئيس هيئة الأركان العامة التركية الجنرال يشار جولار وكبار المسئولين بالوزارة، أكد أكار والمسئولون الأذربيجانيون على الأخوة بين البلدين.
وشدد أكار خلال الاجتماع الذي عقد على خلفية هجمات أرمينيا المجاورة، على أن تركيا ستقف دائما مع إخوانها الأذربيجانيين. وفيما يتعلق بأمن أذربيجان والمنطقة، قال أكار إن تركيا والقوات المسلحة التركية ستواصلان القيام بما يتعين عليهما، مضيفًا أنه لا ينبغي لأحد أن يشك في ذلك.