بالصور..من هو البطريرك 116 الذي تحتفل الكنيسة بقدسيته اليوم؟
تحل اليوم الذكري السابعة لاعتراف المجمع المقدس بمنح البابا كيرلس السادس البطريرك الـ116 من تاريخ باباوات الإسكندرية على الكرسي الباباوي، لقب "القديس".
وكان المجمع المقدس للكنائس الأرثوذكسية قد منح البابا كيرلس السادس، لقب "القداسة" في 20 يونيو عام 2013م، برئاسة قداسة البابا تواضروس الثاني بابا الإسكندرية بطريرك الكرازة المرقسية، تكريمًا لدوره وإسهاماته وبركاته التي مازالت الكنيسة الأرثوذكسية تنعم بها، هو أحد أبرز الشخصيات القبطية تأثيرًا في حياة الكنيسة منذ تولية رعاية أبنائها.
وُلد القديس الراحل باسم "عازر يوسف عطا" في 2 أغسطس عام 1902م، ببلدة طوخ النصاري بدمنهور، وولد محبا للكنيسة القبطية منذ طفولته إذ كان أبويه متعبدين مؤمنين، واشتهروا بالصلاح وحب الخير، وحرصهم الدائم على حفظ التراث القبطي الأرثوذكسي.
وساعدت هذه البيئة المحبة للعقيدة والإيمان في زرع محبة الكهنوت والانعزال من أجل الصلاة والإيمان وتلاوة الإنجيل، ومارس بعض الأعمال الدنياوية في بادئ الأمر، والتحق بإحدى شركات الملاحة، ثم استقال عام 1927م، وتوجه حينها إلى الحياة الديرية، فكان يقضى أوقاته بحجر الرهبان، وظل يمارس الطقوس الأرثوذكسية للعبادات والصلوات لمدة خمس سنوات.
قرر "عازر" الانخراط في سلك الرهبنة، والتحق بدير البراموس في حبرية البابا كيرلس الخامس بطريرك الكرازة المرقسية الـ112، وظل عدة أشهر ناسكا متعبدا، ثم زكاه الرهبان ليكون راهبا، وسيّم باسم الراهب "مينا البراموسي" في 24 فبراير عام 1928م، ثم رسّم قسًا بذات الاسم 18 يوليو عام 1931م، وحرص القديس كيرلس في تطوير التعاليم المسيحية، فتوجه إلى كلية الرهبان اللاهوتية بحلوان، وحين دوا سمعه بنبأ ترشيح البابا يؤانس له ليكون أسقفا، توجه إلى دير القديس الأنبا شنودة، رئيس المتوحدين بسوهاج.
وحين عاد إلى البطريرك "يؤانس" كشف له رغبته بممارسة الإيمان الرهباني والتوحد، فأمر البابا يؤانس بتحقيق رغبته تحت إرشاد شيخ الرهبان، التقى القمص عبدالمسيح المسعودي، فتوحد في مغارة وعاش في طاحونة قديمة ومهجورة بمصر القديمة عام 1936م، وبدأ يصنع المعجزات لأهل المنطقة، وذكرت الكتب التراثية أنه ظل ينشر الإيمان والتعاليم حتى أحبه كل من لجأ إليه من أبناء المنطقة، وكان يقيم القداسات اليومية حتى مطلع عام 1941م.
سندت إليه رئاسة دير "الأنبا صموئيل المعترف" بجبل القلمون بمغاغة، فعمره وجدد كنيسته وشيد قلالي (مساكن) الرهبان، وتتلمذ على يديه نخبة من الرهبان الأفاضل ثم انتقل إلى مصر القديمة عام 1947م، وشيد كنيسة القديس مارمينا، وكان يقوم بالبناء بنفسه مع العمال، ثم قام بتطوير المباني داخل الكنيسة، وألحق بها منزلا لإيواء الطلبة المغتربين عام 1949م.
وترشح للباباوية في نوفمبر عام 1957م، وتم اختياره بابا الكنيسة الأرثوذكسية في أبريل عام 1959م.