محمد الفايد .. أحزان الملياردير المصرى فى ”عاصمة الضباب”

محمد الفايد
محمد الفايد

سلطت العديد من الصحف البريطانية، الضوء على قرار تخلي الملياردير المصري محمد الفايد، عن إدارة فندق "ريتز" في باريس، كما أن زوجته هياني واذين، وابنه عمر لم يعودا يشغلان منصبي مديرا الفندق.
وكان الفايد، الذي يبلغ من العمر 90 عامًا، قد اشترى الفندق عام 1979، وهو الفندق الذي قضى فيه ابنه عماد الفايد "دودي الفايد" والأميرة البريطانية ديانا، ليلتهما الأخيرة قبل مصرعهما في حادث سيارة عام 1997.
وكانت السيارة التي مات فيها دودي مع ديانا، يقودها هنري بول، وكان رئيس قسم الأمن في فندق ريتز باريس، وقد مات هو الآخر في الحادث.
وقالت صحيفة "ميرور"البريطانية، إن الفايد استقال من إدارة المجلس.
وأوضح بيان صادر عن فندق ريتز باريس، "أنه بعد عقودٍ من العمل المستمر، قرَر الفايد أنه حان الوقت لتمرير مهمة إدارة المجلس إلى شخص آخر".
واشترى الملياردير المصري محمد الفايد، مجمع هارودز التجاري في لندن بعد ست سنوات من شراء ريتز باريس، ثم باعه في عام 2010 بمبلغ وصل إلى 1.5 مليار جنيه استرليني، وتمتلك شركةٌ أخرى فندق ريتز في لندن.
وقدرت مجلة "فوربس" الأمريكية، ثروة الفايد بحوالي 2.150 مليار دولار عام 2010، وجاء اسمه في المرتبة الـ34 في قائمة أغنياء العالم بثروة تقدر بـ 2 مليار دولار في عام 2004.
ولد الملياردير المصري ورجل الأعمال محمد الفايد، في 27 يناير 1929، بمدينة الإسكندرية في منطقة "راس التين" من أب بسيط كان يعمل مدرسًا للغة العربية، وعمل الفايد في صغره في أعمال كثيرة منها العمل "عتال بضائع" بميناء الإسكندرية .
بدأ الفايد عمله الخاص في تجارة الشحن في مصر، ودخل عام 1966 في نشاطات تجارية مع سلطان بروناي، الملك محمد حسن البلقية، أحد أغنى رجال العالم، وأصبح لاحقًا مسئولًا عن ثرواته وكان الواجهة لاستثمارات السلطان، وأقنعه بالاستثمار في بريطانيا.
تزوج الفايد من سميرة خاشقجي الكاتبة وشقيقة رجل الأعمال السعودي المعروف عدنان خاشقجي، وكون ثروة بعد عمله مع عدنان خاشقجي، ومن ثم في دبي بعد أن أصبح من مؤسسي إمارة دبي، فكان هو أول من وضع أرصفة لميناء دبي مما جعل فيها الحياة وأصبح لدبي مرسى سفن من جميع أنحاء العالم.
وظل ميناء دبي تحت مسئولية وإدارة الفايد لمدة 25 عاماً، وساهم الفايد في العديد من المشاريع في دبي وكان سبب النهضة والنقلة التاريخية التي انتقلت بها دبي من مباني طينية إلى ناطحات السحاب، وبعد ذلك نقل نشاطه إلي بريطانيا واستقر بالإقامة فيها منذ عام 1974، وقد اشتري فندق "دور شستر" في لندن وحقق ثروة بعد شرائه فندق "ريتز" الشهير في باريس الفخم عام 1979.
تركزت العيون على الفايد حينما اشتري قصر دوق وندسور في باريس، وقام بإرسال قائمة بمحتوياته من التحف إلي الملكة إليزابيث الثانية لكي تختار منها ما تشاء.
في عام 1983 اشترى محمد الفايد في صفقة فريدة من نوعها محلات هارودز الشهيرة التي ضاعفت أرباحه بمقدار 3 أضعاف، والتى باعها في مايو 2010 لشركة قطر القابضة التي تمثل مصالح الأسرة الحاكمة في قطر، وتمت عملية البيع مقابل 1.5 مليار جنيه استرليني .
وامتلك الفايد نادي فولهام اللندني بصفقة قيمتها 6.25 مليون جنيه استرليني في العام 1997، قبل بيعه إلى الباكستاني شهيد خان عام 2013.
الفايد، الذي لديه 4 أبناء من زوجته الفنلندية هيني واثين، الذي تزوجها في عام 1985، لديه ممتلكات عديدة في سري قرب لندن، وقلعة من القرن الثامن عشر في اسكتلندا وقصرًا في منتجع جشتاد السويسري وآخر في سان تروبيز.
وتتوزع أملاك الملياردير المصري بين الولايات المتحدة ولندن ودبي وباريس وسويسرا والريفيرا واسكتلندا وعشرات الأماكن الأخرى في العالم.
حاول الفايد مرارًا الحصول على الجنسية البريطانية لكن تم رفض طلبه في كل مرة برغم استثماراته الواسعة ، والسبب التي أبدته سلطات منح الجنسية البريطانية هو عدم نزاهة محمد الفايد وعدم معرفة مصدر ثروته.
تردد أن الفايد عمل في تجارة السلاح مع رجل الأعمال المصري الراحل، أشرف مروان، لكنهما انقلبا على بعضهما بسبب صراع السيطرة على التجارة، وحاول مروان نزع محلات "هارودز" من الفايد للقضاء عليه معنويًا، حيث كانت تشكل بالنسبة لـ"الفايد" الاسم والتاريخ فعاند كلًا منهما ووصل حد عنادهما لإقلاق راحة بريطانيا كلها.
بدأ الخلاف بين الفايد ومروان بسبب محلات "هارودز" عندما أراد، تيني رولاند، صديق مروان شراءها حيث كان يمتلك أصلًا حوالي 30% من أسهمها وكان في مجلس إدارتها، لكن مروان كان يخطط للدخول شريكًا مع رولاند ضد الفايد.
وشن رولاند ومعه صديقه مروان، حربًا شرسة على الفايد منذ عام 1990، وأقسم أن يطرد آل فايد من بريطانيا، لكنه خسرها بعدما أنفق ملايين الجنيهات الاسترلينية.
بعد ذلك تسبب مقتل مروان في التحقيق المباشر مع الفايد كمتهم بين المشتبه فيهم الأساسيين، وحققت معه السلطات الإنجليزية خشية أن يكون قد وقف وراء مقتل مروان، وهي التهمة التي سقطت عنه بعد تحقيقات مطولة وتصريح أسرة مروان في 11 يوليو 2010 علي صفحات صحيفة "جارديان" البريطانية، بأن من قتل مروان هو جهاز الموساد الإسرائيلي.
واجه الفايد حملات صحفية شعواء في بريطانيا، بعد نشر صورة من بطاقته الشخصية، وبسببها اتهم في لندن بالتزوير في أوراق رسمية بريطانية، حيث أن اسم عائلته هو فايد وليس "الفايد"، كما أن البطاقة كشفت أن والد الفايد كان موظفًا في التربية والتعليم، ومن هنا أثيرت شكوك في بريطانيا حول حقيقة مصادر ثروة الفايد، ومن يومها وهو يعاني من ذلك الشك.
منح الفايد الملايين من الجنيهات الاسترلينية للجمعيات الخيرية البريطانية، كما مول فيلم "عربات النار" الذي شارك نجله دودي في إنتاجه.
استقر في سويسرا في منتصف عام 2002 تقريبًا، بعد إخفاقه في الحصول على جواز سفر بريطاني، بالرغم من امتلاك أبنائه الجنسية البريطانية، وقد حصل على إقامة دائمة في إمارة موناكو الفرنسية مع عائلته.
في عام 2004، وللمرة الأولى بعد 42 عامًا، عاد الفايد إلى مصر في زيارة سياحية، وزار الإسكندرية وشرم الشيخ والأقصر وأسوان، حيث لقي استقبالًا حافلًا من قبل السلطات المصرية.
ساد التوتر علاقة الفايد بالأسرة المالكة البريطانية بعد مصرع ابنه الأكبر دودي مع الأميرة ديانا في حادث سيارة في نفق "ألما" في باريس، وقيل إنه من تدبير المخابرات البريطانية بسبب غضب القصر علي علاقة دودي وديانا، ووجه الفايد الاتهام إلي الأمير فيليب زوج الملكة بأنه الرأس المدبر وراء الحادث.
ورفع الفايد دعوي قضائية ضد الحكومة البريطانية والاستخبارات الفرنسية، متهمًا فيها كلاهما بإخفاء معلومات عن مؤامرة اغتيال الأميرة ديانا وابنه دودي.
في مارس 2006، أعلن الفايد، أنه أوصى بتحنيط جثمانه بعد وفاته واستخدام المومياء كعقرب من عقارب الساعة العملاقة التي تزين قمة متجر "هارودز" الرئيسي الكائن في منطقة "نايتسبرج" اللندنية الراقية.
ولكنه في مقابلة في 2/6/2010، مع الإعلامى عمرو أديب، قال إنه لن يعود لمصر إلا بعد وفاته ما يعنى أنه عدل عن وصيته الأولى.

تم نسخ الرابط