الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 6 يوليو 2024 02:05 صـ 29 ذو الحجة 1445 هـ
أهم الأخبار

مستشار هيئة الطاقة النووية السابق كشف الأسباب الحقيقية لإقالته

إبراهيم العسيري:
إسرائيل وأمريكا وراء تأخر تنفيذ المشروع النووى وهناك أيادي خفية داخل مصر تريد إجهاضه
- الجهات الأمنية لم تعترض على شخصي.. ووزير الكهرباء لم يحترم تاريخي ويبلغنى بالإقالة رسميا
- الطاقة النووية أفضل لمصر من الطاقة الشمسية.. وقوانين الهيئة لا تحتاج إلى تعديل
إيمان سعيد
بدون ابداء أى أسباب، أو سابق إنذار قررت هيئة الطاقة النووية إنهاء عمل الدكتور إبراهيم العسيرى مستشار الهيئة السابق بعد من 47 عاما من العمل الجاد والدفاع الصارم عن "الحلم النووى المصرى".
ورغم أن هناك من يرى أن "الجهات الأمنية" هى التى تقف وراء قرار إنهاء التعاقد مع "العسيرى" إلا أن الرجل يرجع السبب الرئيسي فى ذلك إلى تصريحاته الإعلامية التى لم تلقى قبول قيادات الوزارة أو الهيئة.
ويأتى هذا الحوار مع الدكتور إبراهيم العسيرى حيث يكشف الأسباب الحقيقية التى تقف وراء إقالته كما يكشف أيضاً عن أسباب تأخر إنشاء المشروع النووى المصرى حتى الآن، وما هى حقيقة وجود ضغوظ خارجية تمارس على مصر من أجل إجهاض هذا المشروع.. وإلى نص الحوار.
* فى البداية.. ما هى الأسباب الحقيقية لإنهاء تعاقدك مع هيئة المحطات النووية كمستشار فني لها؟
-- تم إنهاء عقدى مع الهيئة بسبب تصريحاتي فى الجهات الإعلامية سواء فى التليفزيون أو الصحف أو الإذاعة فالهيئة لم ترد لأى شخص أن يتكلم عن الطاقة النووية، فهل يعقل أن يكون هذا هو السبب الحقيقي وهل يعقل أن يأتى أحد ليسألنى عن المشروع النووى ولا أجيبه أو أخفى شيئاً.
والغريب أن المسئولين فى وزارة الكهرباء يرددون أنهم أنهوا التعاقد معى وباقى المستشارين لكى يوفروا فى النفقات، مع العلم أن المرتب الذى أتقاضاه لا يتعدى مرتب حديثى التخرج الذى يتم تعيينه فى الوزارة.
* ولكن يتردد أن مرتب المهندس النووى أعلى من أى موظف آخر فى الدولة؟
-- مرتبى لا يتجاوز 4 الآف جنيه شهريا كمستشار فني بدون أى حوافز أو بدلات أو مكافآت فهل هذا توفير بالنسبة للوزارة أو الهيئة كما يدعون.
* بعد صدور هذا القرار.. هل لجأت لوزير الكهرباء لمعرفة حقيقة الأمر؟
-- لم أذهب إليه ولم ولن أكلمه إطلاقا نظرا لأنه لم يأخذ رأيي قبل إصدار هذا القرار، ولم يبلغنى به بشكل رسمى، وهذا يعتبر عدم احترام لشخص خدم فى الطاقة النووية أكثر من 47 سنة.
ولم يكتفوا بذلك فقط بل ردد المسئولون فى الوزارة شائعات بأننى أظهر فى البرامج التليفزيونية والإذاعية مقابل مبالغ كبيرة سواء فى مدينة الإنتاج الإعلامى أو ماسبيرو.. فهل يعقل هذا لشخص فى منصبى؟.
* هناك من يردد أن إنهاء عقدك كان بسبب اعتراض الجهات الأمنية عليك.. ما ردك؟
-- اعتراض الجهات الأمنية لم يكن السبب فى إنهاء تعاقدى بل كان سبباً فى انهاء تعاقد الدكتور محمد منير مجاهد نائب رئيس هيئة المحطات النووية للدراسات والشؤون النووية سابقا، نظرا لأن عقده انتهى بالفعل ولم ترد الهيئة تجديد عقده لوجود تحفظات أمنية على شخصه ولا أعلم السبب فى ذلك، أما عقدى فكان من المقرر أن ينتهى يوم 1\12\2015 مما يعنى أنه لا يزال 3 أشهر ولكن رئيس الهيئة والوزير هم من أرادا إلغاء عقدى.
والغريب أنه بعد إعفائى من منصبى قامت الهيئة بتعيين متحدث إعلامى لها، فكان أحرى بهم عمل هذا القرار من البداية ولكن لكى يغطوا على قرارهم قاموا بذلك فضلا عن إلغاء وظائف المستشارين الآخرين.
* لماذا لم تتخذ أى رد فعل جاد بعد علمك بهذا القرار الذى تراه لا يحترم تاريخك؟
-- كيف أدافع عن قرار متعنت مثل هذا فأنا أعرف قدرى جيدا وعندما أقول معلومة أخرجها بدقة ولا أؤلفها كما يفعل البعض، ووزير الكهرباء لم يقدر مكانة مستشارين الهيئة الذين تم إنهاء التعاقد معهم ولم يتصل بهم ليشكرهم على ما قدموه طوال الفترة الماضية لخدمة بلدهم، فقد خدمت بالوكالة الدولية للطاقة الذرية لمدة 18 سنة وبعد عودتى عملت بهيئة المحطات النووية كما أننى حصلت على جائزة الدولة التشجيعية ووسام استحقاق من الدرجة الأولى وجائزة نوبل وبرغم كل هذا لم يقدر الوزير هذه الخبرات، وتجاهل مجهودى وعرقى طوال السنوات الماضية ويشهد لى بذلك كل طلابى وزملائى فى العمل ولكن للأسف كانت الإقالة مكافأتي على كل هذا التاريخ.
* بالنسبة للمشروع النووى المصرى.. ما هى أسباب تأخر تنفيذه كل هذا الوقت من وجهة نظرك؟
-- هناك ممارسات خارجية لمنع مصر من دخول السباق النووى، عبر ضغوط خارجية من الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل وعدد من الدول الغربية، إضافة إلى بعض الأصابع الداخلية التى تقف ضد مشروعات الطاقة النووية فى مصر، والدليل على ذلك قيام أحد الكتاب بنشر مقال يؤكد فيه أن مصر لم تعد بحاجة لإقامة محطة نووية بعد اكتشاف حقل الغاز، فهل هذا يعقل أن يصدق أى عالم أو مسئول هذا الكلام الواهى، فإيران لديها غاز ولديها محطة نووية والسعودية بها 35% من البترول وتريد إقامة 16 محطة نووية ووفرت لها 200 مليار دولار وروسيا أيضا تصدر غاز ولديها كم هائل من المحطات النووية وهناك أيضا الصين والولايات المتحدة الأمريكية وبالتالى لا أعلم لماذا نتجاهل كل ذلك ونسير وراء أناس لا يريدون التقدم لمصر.
* ما هى الإجراءات التى يجب على النظام الحالى اتخاذها لإجهاض أية ممارسات خارجية وداخلية تريد إفشال المشروع؟
-- الأيادى الخفية موجودة بالفعل داخل مصر وبكثرة وتريد عدم إقامة المحطة النووية فى مصر وأنا متأكد من هذا سواء بقصد أو من غير قصد، وبالتالى أطالب الرئيس عبدالفتاح السيسى بسرعة الانتهاء من المفاوضات والعمل بأسرع وقت لتنفيذ المحطة النووية الأولى لأنها الأفضل لمصر.
* البعض يردد أن الطاقة الشمسية أفضل من الطاقة النووية.. ما تعليقك؟
-- استخدام الطاقة النووية فى إنتاج الكهرباء يحافظ على نظافة البيئة أكثر من الطاقة الشمسية، فضلا عن أن الكيلو وات ساعة من المحطات النووية أرخص من جميع مصادر الطاقة الأخرى.
* ما هو الوضع الآن بالنسبة للمشروع؟
-- الجميع على أتم الاستعداد، وجاهزون تماما للتنفيذ، فقبل خروجى من الهيئة كنت مع جميع العاملين بالهيئة وهم يبذلون قصارى جهدهم فقد كانت هناك مباحثات مع روسيا بخصوص هذا الشأن ولكننى لم أتابع الموضوع منذ فترة إنهاء تعاقدى معهم.
* هل تم توقيع مذكرات لتفاهم مع دول أخرى غير روسيا؟
-- هناك مذكرتين تفاهم مع الصين ومذكرات أخرى مع عدد من الدول مثل فرنسا والرئيس السيسى سيقوم فى نوفمبر المقبل بزيارة كوريا الجنوبية واليابان لمناقشة سبل التعاون بالمشروع.
* بعد توقيع مذكرات تفاهم مع روسيا والدول الأخرى.. هل هناك زيارات متبادلة لإبداء وجهات النظر حول آلية التعاون فى المشروع؟
-- بالطبع، أتى الكثير من علماء هذه الدول العام الماضى وقاموا بإجراء مجموعة من الندوات والمناقشات لبحث جميع تفاصيل إنشاء المشروع معهم لكن الباب مفتوح لجميع الدول الأخرى للمشاركة ولن يقتصر الموضوع على إنشاء 4 محطات نووية، فهو مستمر مثلما تستمر مشروعات إنشاء محطات الغاز والبترول.
* ماذا عن التعاون مع بين مصر والسعودية في المجال النووي؟
-- التعاون بين مصر والسعودية هدف إيجابي وبداية جيدة للطرفين نظرا لأن مصر لديها مخزون من اليورانيوم تستطيع استغلاله في إنتاج طاقة نظيفة، وسوف تستفيد من هذا من خلال الدعم المالي الذي تقدمه المملكة في مجال الكهرباء وفي مجال تحلية المياه، حيث إننا نعاني من فقر مائي، كما أن الجانب السعودي سيستفيد من هذا عن طريق الخبرة المصرية في هذا المجال.
* هل هناك دور للقوات المسلحة فى هذا المشروع؟
-- بالطبع، فالهيئة الهندسية للقوات المسلحة شاركت معنا فى إعادة تأهيل البنية التحتية لموقع الضبعة لأنه بعد ثورة 25 يناير تم تدمير كل الموقع بكل منشآته ولكن الضبعة حاليا جاهزة.
* من وجهة نظرك .. متى سيتم تنفيذ المشروع؟
-- عندما يتم الانتهاء من مرحلة التفاوض مع الدول
* هل هناك قوانين فى الهيئة تحتاج إلى تعديل؟
-- لا اعتقد أن قوانين الهيئة تحتاج إلى تعديل فالقوانين تعطى الحق فى إجراء الدراسات وبناء المحطات النووية لإنتاج الكهرباء وتحلية المياه فضلا عن الأبحاث والدراسات والتدريب