الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 6 يوليو 2024 02:04 صـ 29 ذو الحجة 1445 هـ
أهم الأخبار

مستشار المفتي: تجديد الخطاب الديني يتطلب مراجعة أمينة

قال الدكتور إبراهيم نجم، مستشار مفتي الجمهورية، إنه يجب تأكيد أهمية تجديد الخطاب الديني في هذه المرحلة، لربط الدين بالواقع من جهة، ولدحض حجج المتطرفين والغلاة في الدين من جهة أخرى، والذين ذهبوا من أجل تبرير أفعالهم الإجرامية من قتل وسفك للدماء إلى الاستدلال بآيات قرآنية وأدلة من السنة النبوية مقطوعة عن سياقها بفهم عقيم ينم عن جهل مطبق، مصدرين للآخر خطابًا دينيًّا يبرر العنف بكل أشكاله وفي حق الجميع، في الوقت الذي نهى الإسلام عن القتل والترويع.
وأضاف نجم في محاضرة ألقاها اليوم الإثنين، على الطلاب الأجانب بالجامعة الأمريكية أن مسألة ضبط وتجديد الخطاب الديني تتطلب مراجعة أمينة له، وتجديدًا مهمًّا وضروريًّا لكي يكون الخطاب الديني رادعًا للعنف والإرهاب ودافعًا للعمل ومحفزًا على الدعم والتعاون والتدافع في الأرض لإعمارها وعمارتها.
كما أوضح أنه لا بد أن يحارب الخطاب الديني الأفكار المتطرفة والهدامة التي تسعى لنشر الخراب والفتن عبر اجتزاء النصوص الدينية وتأويلها بغير حقها، وتنزيلها على وقائع وأحداث لا تمت لها بصلة.
وشدد على أنه يجب على المتصدرين للخطاب الديني أن ينتبهوا لمثل تلك الأفكار والمحاذير وأن يتصدوا لها بوعي وعلم وبصيرة عبر نشر فكر إسلامي وسطي يعبر عن صحيح الدين وسماحته وإيجابيته في الحياة الدنيا، كما أنه لا بد أن يتصف الخطاب الديني المأمول بمجموعة من الخصائص التي تناسب العصر ليكون فيه الحل لكل ما يعن للمسلم في أمر دينه، خطاب يكون قوامه الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ويتصف بالوسطية والاعتدال، ويكون خطابًا عالميًّا يخاطب الجميع ولا يقتصر على المسلمين، ويدعو إلى التفاؤل والعمل ونبذ الكسل والإحباط وغيرها من الصفات التي تقرب الناس إلى الدين ولا تكون سببًا لنفورهم منه.
وأشار نجم إلى أن مهمة دار الإفتاء المصرية الأساسية هي بيان الحكم الشرعي للمسلمين في كل ما يشغلهم في أمور دينهم ودنياهم، وهذا هو صميم عملنا بالدار، وكوضع طبيعي انتشرت في الآونة الأخيرة موجة من الشبهات والفتاوى الشاذة والآراء الصادمة التي تطعن في ثوابت الدين والصحابة، وبالتالي هبت الدار من واقع صميم عملها للرد على كل تلك الشبهات والافتراءات، وكان هذا النشاط واضح بشكل ملحوظ نتيجة الزخم الكبير حول هذه القضايا ونتيجة لانتشار الآراء المتشددة من قبل البعض.
وأضاف أن الدار من خلال مرصد الفتاوى التكفيرية والشاذة تحصل على الكثير من هذه الفتاوى والآراء نتيجة الرصد اليومي وعلى مدار الساعة من قبل الباحثين والمتخصصين في هذا المرصد، ومن ثم تقوم بالرد والتفاعل مع الأحداث ونشرها في الإعلام لإعطاء الصورة الصحيحة، ومنع حدوث البلبة والوقيعة بين الناس في ظل ما تشهده البلاد من ظروف في وقتنا الحالي، وهذا العمل سواء في الماضي أو الحاضر أو المستقبل إن شاء الله هو نابع من صميم عمل دار الإفتاء ودورها في نشر الوعي الديني الوسطي بين المسلمين.
وقال: أردنا أيضًا أن نقوم بدورنا للدفاع عن الدين وإظهار الحقائق أمام الرأي العام في الخارج في ظل ما يتعرض له الإسلام من هجمات، بالإضافة إلى وجود أقليات إسلامية في الخارج لها قضاياها الدينية التي تريد الإجابة عنها، وهذا من واقع دورنا أيضًا.
ولفت في ختام محاضرته إلى أن دار الإفتاء ستبدأ هذا العام في مشروع عالمي يهدف إلى تصحيح صورة الإسلام بالخارج عبر عدة وسائل من أهمها إرسال قوافل من علماء دار الإفتاء المصرية للقيام بجولات خارجية تجوب الخمس قارات لنشر الفكر الصحيح، وتوضيح العديد من المفاهيم التي يستغلها المتطرفون وأعداء الإسلام في تشويه صورة الإسلام والمسلمين في الخارج.