الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الأحد 14 يوليو 2024 09:28 صـ 8 محرّم 1446 هـ
أهم الأخبار

خالد النبوي لـ”الموجز”: شعرت بالفخر لحظة صعود ”جيمي كارتر” للثناء على تجسيدي لشخصية ”السادات”.. وأحمد زكى مثلى الأعلى

أقل ما يقال عنه أنه نجم عالمي وفنان من الطراز الفريد، يمتلك مقومات البطل بأدائه الراقي المميز، استطاع من خلال موهبته الفذة أن يسافر بفنه إلى العالمية ويجسد أدوار محورية ليستكمل رحلة الفنانين المصريين إلى سينمات هوليود بجوار أفضل فنانين العالم.
خالد النبوي.. لم يكن همه في يوم من الأيام أن يكون نجم شباك، لكنه كان يحرص على اختيار نوعية مختلفة من الأدوار الذي يقدّمها لجمهوره، فضنع لنفسه خطًا مميزًا ومكانة خاصة في مصاف النجوم.. بمشاهدتك له لا تستطيع بأي حال من الأحوال أن تقارنه بغيره من الفنانين أو النجوم على حد سواء، حتى لو ابتعد عن البطولة المطلقة تظل أدواره في ذاكرة الجميع وأداءه أمام أعينهم، لذا يحرص جميع من يجاوره في عمل أن يذاكره جيدًا ويؤديه بشكل معين حتى يتسطيع أن يتماثل للنهاية.. فالنبوي يعرف جيدًا كيف يتسحوذ على الكاميرا.
النبوي انتهى مؤخرًا من تجسيد شخصية الرئيس الرحل محمد أنور السادات في المسرحية العاملية "كامب ديفيد" وبعد عودته لمصر اختص "الموجز" بتصريحات عن مشواره الفني ورحلته إلى العالمية وكيف استطاع أن يكون سفيرًا للفن المصري وفخرًا لكل فنان عربي.
عبّر خالد النبوي في بداية حديثة عن سعادته البالغة بحجم النجاح الذي وصل إليه نحو العالمية، مشيرا إلى أنه يشعر بالفرحة الغامرة ويستشعر الفخر في عين الجمهور المصري لمشاركته في المسرحية الأمريكية "كامب ديفيد" وتجسيد دور الرئيس الراحل أنور السادات.
وقال النبوي، إن أي خطوة فنية جديدة تضيف له وتضاعف المسؤولية الملقاة على عاتقه، مضيفًا أنه كان دائمًا يحمل تلك المسؤولية لكنها تضاعفت مؤخرًا، فلم يعد مقبولًا منه غير المستوى الذي ظهر عليه سواء كان ذلك في عملًا دراميًا أو سينمائيًا أو مسرحيًا، مؤكدًا في الوقت ذاته أنها مهمة شاقة للغاية.
أمّا عن التجربة ذاتها تابع النوبي: "هذه التجربة تعد حدثًا فريدًا ومهمًا في حياتي على الإطلاق، فكل شيء في "كامب ديفيد" مختلف تمامًا عن تجاربي السابقة، ولقد تعلّمت منها الكثير وكانت البداية منذ عشرة شهور تقريبًا حينما تلقيت اتصالًا تليفونيًا من مديرة أعمالي بأمريكا تخبرني بترشحي للمشاركة في عمل مسرحي بواشنطن ففرحت جدًا بهذا الخبر لكن عندما علمّت بأنني سأجسد شخصية الرئيس السادات تراجعت ورفضت هذه التجربة على الفور لأنني أرى نفسي بعيدًا كل البعد من الناحية الشكلية عن السادات وأخر ما أتمناه أن اكون الممثل الخطأ لدور كبير كهذا، لكن مديرة اعمالي أخبرتني بإصرار مخرجة العمل علي تجسدي لهذه الشخصية ورغبتها في التواصل معي لاقناعي وبالفعل أجرينا محادثة هاتفية طويلة اقنعتني خلالها بقدرتها على تحويلي لشخص السادات نفسه وتقريب الشكل بيننا".
وتابع النبوي: "ثم بدأت مرحلة شاقة من التدريبات على الشخصية استمرت لثمانية أشهر تقريبًا منها ستة أشهر داخل مصر وشهرات بالولايات المتحدة الأمريكية وهذه تعد أطول مدة استغرقتها في التحضير لشخصية في تاريخي الفني على الإطلاق، وكان كل شيء في منتهى الصعوبة فالسادات شخصية مميزة ولها أبعاد وجوانب وتفصيلات كثيرة وينبغي أن ألم بها جميعًا وبالفعل الحمد لله أتقنتها بمنتهى الدقة.. والأمر الذي كان صعبًا أيضًا هو تجسيدي لدور السادات باللغة الإنجليزية ويتطلب منّي أن أصل لدرجة صوته المعروفة والمميزة على الإطلاق بين رؤساء العالم جميعًا وبتوفيق الله وفضله وبالتدريب المستمر استطعت فعل ذلك وأشاد الجميع بدوري في المسرحية".
وعن مشاعرة ليلة العرض الأول ولحظة دخوله إلى خشبة المسرح، أضاف النبوي: "كان الإحساس في تلك الليلة غريب جدًا فهو خليط من مجموعة من المشاعر التي تداعت جميعها في وقت واحد فما بين إحساس بالرهبة من حجم المسؤولية الملقاة على عاتقي، حيث أنني أجسد شخصية رئيس بلدي أمام العالم وينبغي أن تخرج في أفضل صورة، وإحساس آخر بالسعادة لأنني أشارك بعمل مسرحي عالمي وأمثّل فيه مصر، فستكون مصر حاضرة علي المسرح بالرئيس السادات أمام العالم كله وستظهر فيه بوجهها الحقيقي كبلد للسلام وهذا شيء مهم جدًا لمصر في هذا التوقيت الحساس الذي تُصوّر فيه مصر بالخارج على أنها دولة غير مستقرة يرتع فيها الإرهاب وتخرج منه التنظيمات الإرهابية، وأعتقد أن هذا العمل غير الصورة نوعًا ما وأعاد لأذهان الأمريكيين الوجه الحضاري لمصر".
وأردف: " وأسعد لحظة مررت بها خلال هذا العرض هي لحظة صعود الرئيس الأمريكي جيمي كارتر والسيدة جيهان السادات إلي خشبة المسرح لتحية فريق العمل بعد حضور العرض وفي هذة اللحظة شعرت بنجاحي في أداء الدور وبفخر كبير بنفسي وبرئيسي وببلدي" مشيرًا إلى أن مضمون العمل تم الاعتماد خلاله على مذكرات الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، وهو يركز على فترة مباحثات كامب ديفيد بكل تفاصيلها والأبعاد الشخصية والنفسية للشخصيات الثلاث "كارتر وبيجن والسادات" والمعاناة التي تكبدوها طوال هذه الفترة لحين الوصول للحظة الاتفاق، كما أن العمل في مجمله يعطي الأمل في الوصول إلى السلام مهما كانت الخصومة وحجمها ومهما كانت العقبات وصعوبتها ومهما كانت المعقوات وشدتها،
وعن المقارنة التي بدأ البعض يجريها بينه وبين النجم الراحل أحمد زكي، في تجسيده للشخصية، أكد النبوي، أن مجرد ذكر اسم أحمد زكي يثير شهيته للحديث عنه، مستطردًا: "أحمد زكي بكل لغات العالم هو سقف التمثيل العالي ويشرفني أن أقول وبمنتهى الوضوح أن أحمد زكي هو مثلي الأعلى في نوعية الأداء الذي يقدّمه والذي يعتمد علي إلغاء شخصيته وتقمص شخصية الدور تمامًا ولكن المقارنة بيننا هنا لا تجوز لاختلاف طبيعة العملين فهذا فيلم يتناول حياة الشخصية بالكامل؛ بينما أنا أجسد الشخصية في موقف محدد ومن خلال عمل مسرحي وهذا قطعا أمر مختلف".
وتمنى خالد النوبي، بعد هذه النقلة الكبيرة في حياته الفنية أن يسير على نفس النهج ويشرّف مصر دائمًا في جميع الأعمال عالميًا، وأن يحفظ الله مصر ويعيد لها الاستقرار دائمًا، مشددًا على أنه سيكون حريصًا على ذلك خاصة أن تلقى العديد من العروض بالخارج للمشاركة في أفلام كثيرة.
nawy