حماس تصادر تمثالاً نادراً للإله الإغريقي ”أبولو”

الموجز
ظهر بشكل غامض تمثال نادر من البرونز لإله الشعر "أبولو"، بعد اختفائه لعقود من الزمن، ووضع تحت عهدة الشرطة فتوارى مرة أخرى عن الأنظار.
وأخذ الاعلان عن نبأ الكشف النادر بتلابيب المهتمين بالآثار، لكن الشرطة لم تستطع أن تقول متى سيظهر مجدداً التمثال البرونزي، وهو بالحجم الطبيعي وأين يمكن عرضه.
من قاع البحر
وقال صياد فلسطيني أنه انتشل تمثال أبولو وزنته 500 كيلوجرام، من قاع البحر في اغسطس ، وحمله في عربة يجرها حمار عائداً الى بيته غير مدرك لقيمته الحقيقية.
لكن آخرين عرفوا سريعاً أهميته، وظهر التمثال لفترة قصيرة على موقع إلكتروني للبيع بسعر 500 ألف دولار، وهو سعر يقل كثيراً عن قيمته الحقيقية، وسارعت الشرطة الفلسطينية في قطاع غزة الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية حماس إلى مصادرته، وقالت إنها تحقق في الأمر.
ولخيبة أمل الأثريين لم يستطيعوا مشاهدة التمثال برؤية العين، واضطروا للاقتناع بفحص عدد محدود من الصور الفوتوغرافية غير الواضحة، للتمثال المسجى على ملاءة منقوشة.
ثروة لا تقدر بثمن
ويقول علماء الآثار أن من هذه الرؤية المحدودة بوسعهم القول أن تاريخه يتراوح بين القرن الخامس والقرن الأول قبل الميلاد، وهو ما يجعل عمر التمثال 2000 عام على الأقل.
وقال المؤرخ بمعهد الآثار الفرنسي التوراتي في القدس جان ميشيل دو تاراجون: "إنه نادر، يمكنني القول إنه لا يقدر بثمن، كمن يسأل عن قيمة لوحة لا الموناليزا في متحف اللوفر".
وأضاف إنه "يندر جداً جداً العثور على تمثال ليس من الرخام أو الحجر بل من المعدن".
وذكر أن الحالة الجيدة للتمثال تشير فيما يبدو إلى أنه تم العثور عليه على اليابسة لا في أعماق البحر، وأرجع إخفاء مكان اكتشافه الحقيقي لتجنب الجدل حول ملكيته.
وقال ان هذا التمثال "لم يعثر عليه على الشاطئ أو في البحر لأنه نظيف جداً، عثر عليه على اليابسة وهو جاف"، مضيفاً أنه لا توجد أي تشوهات أو آثار لطحالب بحرية التي تظهر عادة على الأشياء المنتشلة من البحر".
رواية الصياد
لكن الصياد الفلسطيني جودت غراب قدم رواية أخرى، إذ قال الصياد (26 عاماً) إنه رأى شكلاً يشبه الإنسان في منطقة مياه ضحلة، على بعد نحو 100 متر من الساحل شمالي الحدود بين مصر وغزة.
في بادئ الأمر ظن أنه جسد محترق بشدة لكن حين غطس ليلقي نظرة عن كثب أدرك أنه تمثال، وقال إن انتشال هذا "الكنز" وسحبه إلى الشاطئ استغرق منه ومن أقاربه أربع ساعات كاملة.
بينما لم تسعد والدته كثيراً بإحضار تمثال أبولو إلى المنزل، وطالبت بتغطية الأجزاء الحساسة من التمثال العاري، وكان لون التمثال مزيجاً من الأخضر والبني، ويقف منتصباً على ساقيه القويتين، ومد أحدى ذراعيه وفتح راحة يده، وبشعر مموج، كما أن حدقة إحدى عينيه مكسوة بحجر أزرق، أما الأخرى فكان بها مجرد فجوة.
وقال غراب إنه بتر أحد أصابع التمثال ليعرضها على خبير في المعادن على أمل أن يكون التمثال مصنوعاً من الذهب، وبدون علمه بتر أحد أشقائه إصبعاً آخر ليجري تحرياته الخاصة، وقام صائغ بصهره.
وسريعاً ما تولى أفراد من الأسرة ينتمون إلى قوة مسلحة تابعة لحماس مسؤولية التمثال، وفي مرحلة ما ظهر تمثال أبولو للبيع على موقع إلكتروني، وحينها قال البائع إن المشتري بوسعه أن يحضر إلى غزة لتسلمه.
حماس تصادر
ويصعب تطبيق هذا فعلياً، فقطاع غزة منقطع في واقع الأمر عن العالم الخارجي، اذ تفرض كل من اسرائيل ومصر قيوداً صارمة على دخول القطاع الفقير الذي يقطنه 1.8 مليون نسمة.
ولم يتضح ما إذا كان ظهر فعلاً مشتر محتمل لكن حين عرفت سلطات حماس المدنية بأمر التمثال النادر، أمرت الشرطة بمصادرته.
وأبلغ مسؤولون في وزارة السياحة في غزة إن التمثال لن يعرض على الجمهور إلا بعد الانتهاء أولاً من التحقيق لمعرفة من حاول بيعه.
وقال مدير قسم الآثار في الوزارة أحمد البرش، إنه شاهد التمثال ووعد أن يحصل الصياد على مكافأة، بعد أن تحسم المسألة.
عروض عالمية
وأضاف إن هذا كنز ثمين وكشف أثري هام، وقال إن فور تسليم الشرطة التمثال لوزارته، سيقوم الخبراء بترميمه وعرضه على الجمهور في غزة.
وصرح أن المؤسسات الدولية اتصلت بوزارته وعرضت المساعدة في عملية الترميم، وأضاف إن متحفاً في جنيف واللوفر في باريس عرضا استئجاره.
بداية الغيث
وتخفي رمال قطاع غزة تاريخاً يرجع 5000 عام إلى الوراء، إذ حكمها قدماء المصريون وقدماء الفلسطينيون والرومان والبيزنطيون والصليبيون.
وحاصر الإسكندر الأكبر المدينة، وزارها الإمبراطور الروماني هادريان، لكن الأثريين المحليين تعوزهم الخبرة ليقوموا بأي استكشافات هامة ولا زال الكثير من المواقع مدفونة.
ويرى تاراجون إن تمثالاً كتمثال أبولو قد لا يكون وحده، بمعنى أنه من المحتمل أن يكون بمثابة القطرة الاولى من الغيث ليعقبه العديد من الاكتشافات.
وقال "التمثال في ذلك الوقت كان يوضع في مجمع أو معبد أو قصر، واذا كان معبداً يجب أن تكون هناك كل القطع الفنية الأخرى في الموقع" وأضاف انه يأمل أن تقدر حماس أهميته المحتملة.
تم نسخ الرابط