الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
الأربعاء 3 يوليو 2024 03:57 مـ 27 ذو الحجة 1445 هـ
أهم الأخبار
تشكيل الحكومة الجديدة .. ملفّات هامة تنتظر كامل الوزير في وزارتي النقل والصناعة الجامعات التكنولوجية ومنظومة الوافدين.. ملفات على طاولة وزير التعليم العالي في الحكومة الجديدة بعد تعرضها لـ محاولة اغتيال.. تطورات الحالة الصحية لـ لونا الشبل المستشارة الخاصة لـ بشار الأسد نهيان بن مبارك: تعزيز الإبداع لدى الشباب يضمن مستقبلاً مشرقاً كولر يستقر على بديل نجم الأهلي أمام الداخلية دعم الصادرات والاستثمارات الأجنبية.. أهم الملفات على طاولة وزير الاستثمار الجديد رسميا.. «كاف» يعلن إقامة النسخة الثانية من دوري السوبر الإفريقي تؤمن بوجود الأرواح وتزوجت من جن.. حكايات إيمي طلعت زكريا منظومة الدعم وأزمة السكر.. أهم الملفات على مكتب وزير التموين الجديد سعر تحليل فيتامين د.. تعرف على أعراض نقص الفيتامين في جسمك الحكومة الجديدة.. اتحاد الكرة يهنىء وزير الرياضة بمناسبة تجديد الثقة فيه الأهلي يرد على أنباء رحيل كولر إلى الدوري السعودي

ننشر ”السيناريوهات الثلاثة” المتوقعة لمستقبل ”الإخوان” بعد قرار الحظر


1- قيادات الجماعة يديرون التنظيم من الخارج ويقومون بتحريك المظاهرات المناهضة للجيش والرافضة للإطاحة بمرسي
2- ترشح الأعضاء العاديين بالانتخابات المقبلة كمستقلين لإعادة شعبية التنظيم من جديد
3- انضمام الإخوان إلى الجماعات الجهادية واستخدام أسلوب العنف والتكفير فى مواجهة الدولة
يظل مستقبل جماعة الإخوان المسلمين غامضا عقب صدرور الحكم القضائى الأخير بحظر نشاطها .. فى هذا الصدد توقع الباحث الأمريكي إريك تريجر في تقرير له نشر على موقع معهد واشنطن لأبحاث الشرق الأدنى3 سيناريوهات لوضع جماعة الإخوان اثنان منها قد يعودا بها إلى الحياة السياسية فى ظل ماتواجهه مؤخرا فى الشارع المصرى.
وقال تريجر فى تقريره : إن الإخوان استطاعوا بعد 16 شهرا من الإطاحة بمبارك الصعود بسرعة من كهف القلعة والفوز بالانتخابات البرلمانية ثم الرئاسية وبعد ذلك بدأ تعيين أعضاء الجماعة بالمناصب التنفيذية بالحكومة ،لكن بعد 15 شهر من هذا الصعود فقدت الجماعة كل ما وصلت إليه ولم تستطع حتى العودة إلى كفها القديم ،لاسيما وأنه صدر حكم بحل جماعة الإخوان.
وأوضح أن قرار المحكمة بحل الجماعة يعزز الجهود الموجودة حاليا في مصر منذ 3 يونيو بملاحقة عناصرها ،الأمر الذي أعاق قدراتها التنظيمية بشكل كبير ،ولكن تلك الملاحقة كانت ستترك الباب مفتوحا أمام الإخوان ليعيدوا ترتيب أنفسهم من جديد وينتهجوا سياسات جديدة أقل عدوانية لكن حكم المحكمة سيكون له عواقب أطول بكثير ،فحظر جميع أنشطة التنظيم سيؤثر على شبكة الإخوان حيث ستمنع وصول الأعضاء للجمهور المصري ومن ثم تجنيد أعضاء جدد ،وبالإضافة إلى ذلك قد تواجه الجماعة ضربة جديدة بحل حزب الحرية والعدالة.
وأكد تريجر أن الرأي القائل بأن حل جماعة الإخوان لن يؤثر على الإسلام في مصر صحيح ،حيث أن الأيديولوجية الدينية تتمتع دائما بالدعم الشعبي فالشعب المصري معروف بتدينه والأحزاب الإسلامية بما فيها ذلك الحزب التابع للتنظيم (الحرية العدالة) لا دخل له بهذه الحقيقة ،ومع ذلك فالتيار الإسلامي أيضا آمن بسبب إصراره على أن الإسلام هو الحل وهو الشعار الذي صاغته الجماعة ليدل عن رؤية إسلامية متماسكة ،وبعيدا عن أي مفهوم محدد لهذا الشعار فإن هدفها المعلن بتأسيس دولة إسلامية هو أولوية التماسك الداخلي وسبب الطاعة الكاملة للتوجهات المؤسسية للتنظيم ،وهذا يعنى أن هذه الفكرة ستظل قائمة لأن الأفكار لا تموت وقد تكون هذه الفكرة السبب في استمرار الجماعة.
وأوضح تريجر أن حل الجماعة قد يؤدي إلى تدميرها على الأقل داخل مصر لكن سيترك مئات الآلاف من الأعضاء السابقين ممن يحملون نفس أفكار التنظيم وسوف يسعون إلى السيطرة الكاملة على المجتمع وأسلمته ومن ثم أسلمه الدولة ،فليس من السهل أن يتخلوا عن مباديء تعلموها داخل الجماعة على مدار 5 او 8 أعوام ليحصلوا على صفة " اخ " داخل التنظيم من خلال ما يسمى بعملية " التربية " وبعد ذلك قضوا أعواما للدفاع عن أفكارهم ومن هنا توقع الباحث ثلاث سيناريوهات لمستقبل الجماعة اثنان منها قد يؤديان إلى عودة التنظيم من جديد . الأول يستند إلى أن عدد من قيادات الجماعة على المستوى الوطني قد لجأوا إلى الخروج من مصر وتوجيه عناصر الجماعة العاديين من مقراتهم وقد انتقلت بالفعل الآلة الإعلامية الإخوانية خارج القاهرة لتنطلق من لندن كما أن ثلاثة على الأقل من الستة الكبار بالجماعة متواجدين الآن خارج مصر وهم محمود حسين الأمين العام وموجود في تركيا ،وأمين جمعة نائب المرشد وموجود في لندن ،كما أن محمود عزت نائب المرشد يعتقد أن يكون في غزة ،أما الزعيم الرابع محمود غزلان فلا أحد يعرف مكانه حتى الآن
ومن خلال هؤلاء الأربعة يتم تحريك المظاهرات المناهضة للجيش والرافضة للإطاحة بمرسي وهذا يفسر رفض الجماعة المصالحة مع الشارع المصري ،وإن كانت الفعاليات تتم عن طريق أعداد أقل بكثير من ذي قبل .. لكن الجماعة لم تكن تستطيع تنسيق أنشطتها من الخارج لولا وجود سلسلة من القيادات بالداخل تستطيع تحريك الأعضاء العاديين وبالتالي تحافظ على التربة الخصبة التي تمهد لعودة القيادات من الخارج وإعادة تأسيس التنظيم مع مزيد من الانفتاح .
أما السيناريو الثاني فهو أن يقرر أعضاء الجماعة العاديين المشاركة في الانتخابات ربما بعد بضع سنوات كمستقلين بعد أن يكونوا قد عملوا في مناطق بعينها موضحين عدم سيطرة تنظيم معين عليهم ،وأنهم فقط يريدون فرصة لتقديم أداء أفضل يكون محل تقدير في الوقت الراهن ،فحتى وإن كانت الجماعة لا تحظى بالشعبية في الوقت الحالي إلا أنها مع الوقت قد تكتسب الشعبية لاسيما مع تراجع وضع الاقتصاد المصري في ظل الحكومة الموجودة
والأهم من ذلك فإنه بالنظر إلى مستويات القيادة المحلية للجماعة والذين لم يتم القبض عليهم نجد أن لهم فرصة اختيار مرشحين أقوياء وحشد المؤيدين من خلال العلاقات الشخصية التي تتيح لهم البقاء على قيد الحياة دون التقيد بالتسلسل الهرمي لجماعة الإخوان
وقد يساعدهم أيضا على ذلك أن الحياة السياسية في مصر مليئة بالأحزاب المنقسمة والكثير منها لا يكاد يختلف عن بعضه فكريا كما أنهم لا يختلفون من ناحية سوء التنظيم ،ومن هنا فإن ميزة المستقلين من الإخوان ستكون في تنظيمهم الجيد وقد يستخدمون هذا الأمر للضغط لتحرير تنظيمهم المتوقف حاليا
أما السيناريو الثالث هو أن يتخلى أعضاء الجماعة العاديين عن التنظيم وينضمون إلى حركات إسلامية أخرى بما في ذلك الجماعات التي تنتهج العنف حيث أن الإخوان الأصغر سنا يميلون إلى أن يكونوا أكثر راديكالية من قادتهم المحافظين وقد تجنح إلى التطرف ،ولابد من الأخذ في الاعتبار أن الجماعة استخدمت العنف كأداة سياسية بشكل واضح في الماضي القريب وعلى الأخص في ديسمبر الماضي عندما قام كوادرها بالهجوم على المعتصمين أمام القصر الرئاسي والتاريخ غنى بالأحداث التي اتجهت فيها الجماعة للأنشطة الجهادية خلال فترات القمع الذي مارسته الدولة ضدهم.
وأوضح تريجر أن هذا هو السيناريو هو الذي يقلق المحللين السياسيين في مصر ، وأنه أيضا كان حجة واشنطن لرفض الإطاحة بمرسي ،بمعنى أنهم كانوا يقولون إنهم يخشون أن يعود الإخوان لحمل السلاح من جديد ،ومن هنا خلقت الإدارة الأمريكية خيار زائف بين " عنف الإخوان" خارج السلطة أو مجموعة هادئة داخلها ،على الرغم من أنه خلال السنة التي حكم فيها مرسي أثبتت الجماعة مرارا أهدافها الشمولية واستعدادها الدائم لاستخدام العنف ضد معارضيها لتحقيق تلك الأهداف وكان هذا هو السبب الذي دفع ملايين المصريين للخروج للمطالبة بالإطاحة بمرسي.
وأضاف تريجر أن في هذه النقطة بالتحديد يمكن مقارنة جماعة الإخوان في مصر بإخوان سوريا الذين خرجوا في عام 1982 ضد النظام وتعرضوا للقمع وكانوا غير متواجدين عمليا في خلال الثلاثين عاما التالية ولكن في واقع الأمر كانوا يعملون بشكل فردي أو من خلال جماعات أخرى أهلتهم للظهور مرة أخرى حاليا لمحاربة النظام من جديد .
وفى سياق متصل كانت مجلة "فورين بولسي" الأمريكية قد أشارت إلى أن مكتب جماعة الإخوان الموجود في عنوان غير معلن بلندن أصبح الفرع الأكثر نشاطا للجماعة ،مشيرة إلى انه يرسل المسئول حاليا عن إصدار بيانات الجماعة بالتنسيق مع مكاتب القاهرة وغيرها فى العواصم الأوروبية والأمريكية.
وأوضحت فورين بوليسي إن لندن هي الوطن الأصلي للإخوان خارج مصر حيث كانت في عام 2005 المقر الرئيسي لموقع الجماعة الناطق باللغة الإنجليزية والذي كان يهدف لنقل رؤية الجماعة للغرب.
ولفتت المجلة إلى أن وجود الجماعة في لندن يعود إلى فترة التسعينيات عندما تم افتتاح مركز المعلومات العالمي الذي كان يهدف إلى توصيل رسالة الجماعة إلى كل العالم.
وأكدت المجلة أن أعضاء الجماعة بفرع لندن يعملون في إطار من الغموض حيث يرفضون الإعلان عن أنشطتهم او حتى أسمائهم خوفا من ملاحقة أهلهم امنيا في مصر.
ونقلت المجلة عن المتحدثة باسم الجماعة هناك والتي رفضت ذكر اسمها بينما استخدمت المجلة لها اسما مستعارا هو " سلمي" أن المكتب في لندن ينظم مع عدد من المغتربين المصريين مظاهرات احتجاجية في شوارع عاصمة الضباب بشكل أسبوعي ،كان من بينها مظاهرة مبتكرة لسلسلة بشرية في شارع أوكسفورد ستريت بوسط العاصمة.
وأضافت المجلة أن مكتب الإخوان هناك له عدة مهام ثقيلة منها تكوين فريق من المحامين البريطانيين ذوى الشهرة الذائعة أطلق عليه اسم " فريق الأحلام" ومن بين هذا الفريق المحامي مايكل مانسفيلد الذي مثل رجل الأعمال المصري محمد الفايد في التحقيق حول وفاة الأميرة ديانا ونجله دودي الفايد ،حيث من المتوقع ان يخوض هذا الفريق معركة قضائية ضد مصر أمام المحكمة الجنائية الدولية رغم أن الإخوان يعلمون جيدا مدى العقبات التي تنتظرهم خلال هذا الطريق.
وأوضحت المجلة أن الجماعة وحزب الحرية والعدالة يتهمان الحكومة والجيش المصري بارتكاب جرائم ضد الإنسانية ،وسوف يركزون في اتهاماتهم امام المحكمة الدولية على فض اعتصامي رابعة العدوية والنهضة يوم 14 أغسطس الماضي حيث توفي أكثر من 600 شخص أثناء الاشتباكات في ذلك اليوم.
كما نقلت المجلة عن طيب على المحامي والشريك في مؤسسة آي تي إن سوليكتور البريطانية لحقوق الإنسان والذي تم توكيله لتحريك قضية ضد الحكومة المصرية عن عددا من الأشخاص الذين وكلوه تعرضوا للاعتداءات من قبل السلطات .
وحاولت المجلة معرفة عدد الأشخاص العاملين بمكتب لندن إلا ان "سلمى " رفضت الإفصاح عن العدد بشدة مكتفية بالقول بإن المجموعة منظمة للغاية ،وأنهم يعملون في لندن منذ عقدين من الزمن لأن جماعة الإخوان تنظيم دولي لا يقتصر عملها على مصر وحسب.
ونقلت الصحيفة عن خليل عناني الزميل بمعهد واشنطن قوله إنه من الواضح ان مصر حاليا تتخذ نفس الخطوات ضد الجماعة التي اتخذها في السابق جمال عبد الناصر ،مشيرا إلى ان أعضاء الإخوان سيصبحون أكثر عرضة للخطر في أعقاب قرار حظر نشاط الجماعة
ولفتت المجلة على أن خيرت الشاطر نائب المرشد العام للجماعة والموجود حاليا بالسجن كان هاربا إلى لندن ومعه عصام الحداد مساعد الرئيس السابق للشئون الخارجية والمسجون أيضا
وقالت المجلة عن "سلمى" المتحدثة باسم الإخوان هي شقيقة أحد أعضاء فريق مرسي الرئاسي والموجود حاليا في السجن, وأن أعضاء المكتب يعملون بحذر شديد جدا رغم الحرية المتاحة لهم حيث يعتقدون ان هناك ملاحقة أمنية لهم.
وتقول سلمي: إن هناك ضغوطا شديدة عليهم حيث أنهم مضطرون للعمل دون الإعلان عن هويتهم خوفا من ملاحقة عائلاتهم بمصر
وأضافت سلمي أن هناك من الجالية المصرية في لندن من هو ضد الإخوان ،وقد خرجت مظاهرات مؤيدة للجيش في العاصمة البريطانية ،مشيرة إلى أن غالبية أعضاء الجالية فضلوا شفيق عن مرسي خلال الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية.
فيما أكدت صحيفة واشنطن تايمز أن مكتب الإخوان في لندن كان يعد مركزا للأبحاث تابع للإخوان، الذي يتبع بالضرورة التنظيم الدولي للجماعة، وكان يصدر مجلة أسبوعية موجهة للغرب تحت اسم رسالة الإخوان، التي تفسر رؤية الجماعة للدين وللإصلاح الإسلامى.
وأشارت الصحيفة إلى أن قرار نقل نشاط الجماعة إلى لندن جاء نتيجة لنصيحة من التنظيم الدولي للإخوان ، الذي بات يخشى من تأثر الرسالة الإعلامية للجماعة من حظرها والتضييق عليها فى مصر، الذي يرغب فى الفترة المقبل فى حشد التأييد الخارجي والغربي لقضايا الجماعة، وتقديمهم على أنهم ضحايا.
nawy