الموجز
رئيس التحريرياسر بركات
السبت 6 يوليو 2024 03:13 صـ 30 ذو الحجة 1445 هـ
أهم الأخبار

عمر زهر الدين.. فلسطيني يرفض الخدمة العسكرية في اسرائيل

في رسالة ترددت أصداؤها في عمق المؤسسة الاسرائيلية، اختار الشاب عمر زهر الدين سعد من "فلسطينيي 1948" اعلان رفضه للخدمة العسكرية الاجبارية التي تفرضها اسرائيل على أبناء الطائفة الدرزية من هذه الشريحة الفلسطينية، فجلس مع اشقائه قبالة مكتب التجنيد التابع للجيش الاسرائيلي في طبريا وعزفوا مقطوعتين موسيقيتين عن السلام والانسانية، لتكون رسالته: "لن استبدل آلتي الموسيقية ببندقية قاتلة، ولن يأتي اليوم الذي اشهر فيه سلاحي امام ابناء شعبي في فلسطين ولبنان وسورية".
الشاب عمر سجل من خلال أسلوبه رفض الخدمة، يوماً خاصاً ومميزاً في تاريخ رافضي الخدمة الاجبارية من فلسطينيي ثمانية واربعين أبناء الطائفة الدرزية. إذ جاءته الاوامر للحضور إلى مكتب التجنيد في طبريا لاداء الخدمة المفروضة عليه، غير أن مبادءه الوطنية التي تربى عليها دفعته إلى الرد في شكل قاطع عبر رفض الالتحاق بالخدمة العسكرية. واختار ورفاقه أن تكون صرختهم هذه المرة مدوية فوصلوا جميعا في الموعد الذي حدده الجيش الاسرائيلي لبدء خدمتهم الاجبارية، وأمام مكتب التجنيد في طبريا، رفعوا شعارات احتجاجية وهتفوا منددين بسياسة الاحتلال والقتل التي تمارسها اسرائيل بحق الشعب الفلسطيني. وقبل الموعد قام واشقاؤه بعزف المقطوعتين.
وأكد عمر انه سيواصل الطريق الوطني الذي تربى عليه في مواجهة سياسة الاحتلال الاسرائيلي تجاه ابناء شعبه الفلسطيني والسياسة الحربية التي تنتهجها الحكومات الاسرائيلية ولم تتوقف عن التهديد بها تجاه شعوب المنطقة، مؤكداً انه سيكون على استعداد للبقاء في السجن الاسرائيلي طوال حياته على ان يلتحق بجيش الاحتلال الاسرائيلي.
ورافق عمر سعد في طريقه الى السجن شخصيات قيادية من فلسطينيي 48 بينهم النائب العربي، محمد بركة، الذي اكد امام سعد والحضور ان "الموقف الوطني يظهر بأسمى تجلياته حينما يكون صاحبه مستعد لدفع أغلى ثمن وهو حريته الشخصية. وها هو عمر سعد يفعل ذلك، ونحن نعتز بقرار عمر، فهذا الموقف العنيد هو دليل على أن البيت العائلي والسياسي نجح في التنشئة على الوطنية والتمسك بها." وتابع بركة: "المعركة ضد القانون الجائر المفروض على أبناء شعبنا العرب الدروز مستمرة ولم تتوقف منذ اليوم الأول لفرض هذا القانون، ونأمل أن تكون معركة عمر هذه نبراسا للذين لم يحسموا موقفهم بعد الى جانب شعبهم، ويشجعهم على رفض هذا القانون".
وعبّر عمر سعد من جهته، عن موقفه امام رفاقه، مؤكداً انه من طائفة ظُلمت بقانون ظالم، ولن يقبل ان يقف كجندي عند الحواجز، وسأل: "كيف يمكن أن أكون جندياً يعمل على حاجز قلنديا أو أي حاجز احتلالي آخر، وأنا مَن جرّب ظلم الحواجز؟ كيف أمنع ابن رام الله من زيارة القدس مدينته؟ كيف أحرس جدار الفصل العنصري؟، كيف أكون سجَاناً لأبناء شعبي وانا أعرف أنّ غالبية المسجونين هم أسرى وطلاب حق وحرية؟".
وأضاف: "أنا أعزف للفرح، للحرية، للسلام العادل القائم على وقف الاستيطان وخروج المحتل من فلسطين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس، وإطلاق سراح جميع الأسرى في السجون، وعودة اللاجئين المهجّرين إلى ديارهم".
وكانت الشرطة وعناصر الجيش، الذين فوجئوا بالجمهور الذي رافق عمر سعد واسلوبه في التعبير عن رفض التجنيد، قاموا بالتهجم على المتواجدين واستفزازهم واعتقلوا اثنين للتحقيق. وتصدّى لهم النائب بركة وحذرهم من مخاطر اسلوبهم الاستفزازي، معتبرا أن تصرفاتهم وسيلة للقمع والترهيب.
nawy