اضطراب البوليميا: النهم العصبي الذي يسرق صحتك بصمت!

البوليميا.. تسلط المسلسلات الرمضانية لعام 2025 الضوء على قضايا مجتمعية مهمة، ومن بينها اضطرابات الأكل، حيث يتناول مسلسل "أثينا" موضوع البوليميا أو النهم العصبي، هذا الاضطراب يُعد مشكلة صحية خطيرة تؤثر على ملايين الأشخاص حول العالم، خصوصًا المراهقين والشباب.
وفي هذا التقرير، يستعرض الموجز أعراض البوليميا، أنواعه، أسبابه، وتأثيره على الصحة، بالإضافة إلى طرق علاجه والتعامل معه.
ما هو مرض البوليميا؟
البوليميا، أو ما يُعرف بـ النهم العصبي، هو اضطراب في سلوكيات الأكل يتمثل في نوبات متكررة من تناول كميات كبيرة من الطعام في وقت قصير، يتبعها سلوكيات غير صحية للتخلص من السعرات الحرارية المكتسبة، مثل التقيؤ القسري، استخدام الملينات، أو الإفراط في ممارسة الرياضة.
يتميز هذا الاضطراب بعدم قدرة الشخص على التحكم في كمية الطعام التي يتناولها خلال نوبة النهم، ما يسبب مشكلات صحية خطيرة تؤثر على الجسم والعقل، وتنقسم البوليميا إلى نوعين رئيسيين، حسب طريقة تعامل المصاب مع السعرات الحرارية الزائدة:

البوليميا التفريغية (النهم التفريغي)
يتبع المصاب طرقًا غير صحية للتخلص من الطعام بعد نوبات النهم، مثل:
التقيؤ الذاتي بعد الأكل مباشرة.
استخدام الملينات أو مدرات البول بشكل متكرر.
اللجوء إلى الحقن الشرجية لتنظيف الأمعاء.
البوليميا غير التفريغية (النهم غير التفريغي)
لا يعتمد المصاب على التقيؤ أو الأدوية، ولكنه يحاول التحكم في وزنه من خلال:
الصيام لفترات طويلة بعد تناول كميات كبيرة من الطعام.
ممارسة الرياضة القاسية لحرق السعرات الحرارية.
كلا النوعين يحملان مخاطر صحية خطيرة، وقد يؤديان إلى مشكلات جسدية ونفسية إذا لم يتم علاجهما بشكل مناسب.
ما هي أسباب الإصابة بالبوليميا؟
لا يوجد سبب واحد واضح للإصابة بالبوليميا، ولكن هناك مجموعة من العوامل التي تلعب دورًا في ظهور هذا الاضطراب، منها:
العوامل الوراثية
قد يكون لـ البوليميا جانب وراثي، حيث أن الأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي من اضطرابات الأكل يكونون أكثر عرضة للإصابة به.
العوامل النفسية والعاطفية
تلعب المشكلات النفسية دورًا كبيرًا في تطور هذا الاضطراب، مثل:
القلق والاكتئاب.
تدني تقدير الذات والشعور بعدم الرضا عن شكل الجسم.
التأثر بالمجتمع ومعايير الجمال المثالية التي تروجها وسائل الإعلام.
الضغوط الاجتماعية والثقافية
بعض البيئات تدفع الأشخاص، وخاصة النساء، إلى الهوس بالنحافة، مما يزيد من مخاطر الإصابة بالبوليميا.
أعراض البوليميا: كيف تعرف أنك مصاب؟
يمكن أن تظهر العديد من الأعراض الجسدية والنفسية على المصابين بالبوليميا، وتشمل:
أعراض جسدية
ضعف العضلات والإرهاق الشديد.
الجفاف الشديد نتيجة فقدان السوائل بسبب التقيؤ المتكرر.
تورم الخدين والفك بسبب الضغط المتكرر على الغدد اللعابية.
اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل الإمساك أو ارتجاع المريء.
تلف الأسنان نتيجة التعرض المستمر للأحماض عند التقيؤ.
أعراض نفسية وسلوكية
الشعور الدائم بالذنب بعد تناول الطعام.
الهوس بالسعرات الحرارية والوزن.
العزلة الاجتماعية والخوف من تناول الطعام أمام الآخرين.
نوبات اكتئاب وقلق متكررة.
التفكير في الانتحار في بعض الحالات المتقدمة.
إذا كنت تعاني من هذه الأعراض أو تعرف شخصًا يواجهها، فمن المهم اللجوء إلى المساعدة الطبية فورًا.
كيف يمكن علاج والتعامل مع البوليميا؟
يعد علاج البوليميا ضروريًا لمنع تطور المضاعفات الخطيرة، ويتطلب مزيجًا من العلاج الطبي والنفسي، بما في ذلك:
العلاج النفسي والسلوكي
العلاج السلوكي المعرفي (CBT): يساعد على تغيير أنماط التفكير السلبية تجاه الطعام والجسم.
العلاج الجماعي والدعم الاجتماعي: التحدث مع الآخرين الذين يعانون من نفس المشكلة يمكن أن يكون مفيدًا.
الاستشارة النفسية: لمساعدة الشخص على فهم الأسباب العاطفية وراء اضطراب الأكل.
العلاج الدوائي
قد يصف الطبيب مضادات الاكتئاب أو الأدوية المضادة للقلق للمساعدة في تقليل نوبات النهم العصبي.

اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن
العمل مع أخصائي تغذية لتطوير خطة غذائية تدعم الصحة الجسدية والنفسية.
تجنب الحميات الغذائية القاسية، والتركيز على تناول وجبات منتظمة ومتوازنة.
الحصول على دعم العائلة والأصدقاء
التحدث إلى شخص موثوق يمكن أن يساعد في تقليل الشعور بالذنب والعزلة.
المشاركة في مجموعات دعم مرضى اضطرابات الأكل (البوليميا).
اقرأ أيضا
الزبادي قبل النوم.. متعة لذيذة أم عبء على جهازك الهضمي؟
طرق فعالة للصيام بدون جوع أو عطش في شهر رمضان 2025