معلومات الوزراء: 224 مليون طفل متضرر وفى حاجة ماسة إلى الدعم التعليمى 2024

يُعتبر التعليم أحد الحقوق الأساسية التي لا يمكن التنازل عنها في عالم اليوم، كما أنه يعد حجر الزاوية لبناء المجتمعات وتطوير رأس المال البشري.
ففي حين يعتبر الحق في التعليم أساسياً من حقوق الإنسان، إلا أن تأثيره يمتد ليشمل العديد من المجالات الأخرى مثل تحسين الابتكار، وزيادة التنافسية، وتمكين الأفراد من تطوير مهاراتهم ومعارفهم المتنوعة.
وفي الوقت الذي يربط فيه التعليم المعرفة بالقيم الإنسانية، يصبح ضرورياً لتعزيز التضامن والعدالة في المجتمع.
ويقدم موقع الموجز التفاصيل الكاملة.
التحديات العالمية في تحقيق "التعليم الجيد للجميع"
من خلال تحليل مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار بمجلس الوزراء، يتضح أن المجتمع الدولي لم يحقق بعد وعده بتحقيق "التعليم الجيد للجميع" بحلول عام 2030.
فقد أسهمت النزاعات المسلحة والنزوح القسري، بالإضافة إلى التغيرات المناخية والأزمات المستمرة، في تدهور الوضع التعليمي لأكثر من 224 مليون طفل حول العالم.
وقد ارتفعت هذه الأعداد بشكل كبير من 75 مليون طفل في 2016 إلى هذا الرقم في 2024، مما يعكس تحديات هائلة تواجهها العديد من المجتمعات العالمية.
التسرب من التعليم: أحد أبرز التحديات
التسرب من التعليم يعد من أبرز التحديات التي تعيق استمرارية الطلاب في العملية التعليمية، ويعود ذلك إلى عدة أسباب، منها ضعف النظم التعليمية والتحديات الاقتصادية والاجتماعية التي تحول دون تمكين الطلاب من الحصول على التعليم. هذا الضعف في استمرارية التعليم ينعكس بشكل سلبي على تقدم المجتمعات وازدهارها.
وفقاً لتقرير منظمة اليونسكو لعام 2024، يبلغ عدد الأطفال والشباب غير الملتحقين بالمدارس 251 مليونًا، بينهم 129 مليونًا من الذكور و122 مليونًا من الإناث، مما يظهر التحديات المستمرة في تقليص الفجوة بين الجنسين في التعليم.
التحديات الأمنية وتأثيرها على التعليم
استمرار النزاعات المسلحة يشكل تهديدًا حقيقيًا لقطاع التعليم، فقد أفاد تقرير التحالف العالمي لحماية التعليم من الهجمات لعام 2024 بتعرض ما يقرب من 6000 هجوم على الطلاب والمعلمين والمدارس خلال الفترة من 2022 إلى 2023.
هذا بالإضافة إلى الهجمات العسكرية على المنشآت التعليمية، مما يؤدي إلى تعطل العملية التعليمية في العديد من الدول التي تشهد صراعات مسلحة.
تمويل التعليم في حالات الطوارئ: ضرورة ملحة
في الوقت الذي تزداد فيه احتياجات التعليم في حالات الطوارئ، يعاني تمويل التعليم من تراجع ملحوظ.
فقد كشف تقرير "النتائج ضد كل الصعاب" لعام 2023 أن إجمالي التمويل الإنساني للتعليم انخفض بنسبة 3%، ليصل إلى 1.17 مليار دولار أمريكي مقارنة بـ 1.2 مليار دولار في عام 2022.
هذا الانخفاض في التمويل يعيق تحقيق أهداف التعليم في الأزمات المستمرة.
التفاوت في تمويل التعليم بين الدول
التفاوت بين الدول في تخصيص الأموال للتعليم يُعد أحد العوامل الرئيسية التي تعرقل تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
فبينما تخصص بعض البلدان موارد ضخمة للتعليم، تظل العديد من البلدان منخفضة الدخل تنفق مبالغ ضئيلة على تعليم أطفالها.
على سبيل المثال، في عام 2022، أنفقت الدول منخفضة الدخل 55 دولارًا فقط لكل طفل في التعليم، بينما أنفقت الدول مرتفعة الدخل نحو 8532 دولارًا.
التكنولوجيا والتعليم: رافعة للتغيير
يشهد العالم تحولًا كبيرًا في الأنماط التعليمية بفضل التطور التكنولوجي، الذي يقدم فرصًا جديدة لتوسيع نطاق التعليم وتحسين جودته.
فالتعليم الرقمي والتعليم عن بُعد أصبحا من الحلول الفعالة لمواجهة تحديات التسرب من التعليم، خاصة في المناطق النائية أو التي تعاني من نقص في البنية التحتية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتكنولوجيا التفاعلية في الفصول الدراسية أن تساهم في جذب الطلاب وتقليل معدلات التسرب، مما يسهم في تقليص الفقر وزيادة فرص العمل.
التعليم قبل الجامعي والتعليم المهني: أساس التنمية المستدامة
ينبغي أن يكون التعليم قبل الجامعي والتعليم المهني أحد أولويات الدول في تطوير مهارات الأجيال القادمة.
تحسين النوعية والكمية في التعليم الابتدائي والثانوي، بما في ذلك إدماج الفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة، هو أمر بالغ الأهمية لضمان تعليم شامل يعزز التنمية المستدامة.
كما أن توسيع نطاق التعليم الجامعي وتقديم تعليم متخصص في مجالات تقنية ومهنية ضروري لتلبية احتياجات سوق العمل المتغيرة.
أهمية التعاون بين القطاعين الحكومي والخاص
إن التحديات التي يواجهها قطاع التعليم تتطلب تعاونًا وثيقًا بين القطاعين الحكومي والخاص.
من خلال هذا التعاون، يمكن تكييف المناهج الدراسية لتتناسب مع احتياجات سوق العمل، وتعزيز التدابير اللازمة لمواجهة الأزمات التعليمية.
كما يجب العمل على تطوير موارد التعليم لتواكب التحولات التكنولوجية وتلبية احتياجات الطلاب في المستقبل.
إن التعليم ليس مجرد حق من حقوق الإنسان بل هو استثمار في مستقبل الأجيال القادمة، وهو ما يوجب على جميع الأطراف المعنية بذل المزيد من الجهد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في هذا القطاع الحيوي.
اقرأ أيضًا:
التعليم تحدد أجزاء منهج امتحان شهر مارس 2025.. وموعد التقييمات
متوفر رابط تقييمات الطلاب الأسبوعية لجميع الصفوف للترم الثاني