تحذيرات من تقليل عدد الأسئلة في الامتحانات.. مخاطر وآثار سلبية على التعليم

حذر الخبير التربوي الدكتور تامر شوقي من المخاطر المحتملة لتقليل عدد الأسئلة في الامتحانات إلى النصف، مع الإبقاء على الدرجة النهائية كما هي. وأشار إلى أن هذا التغيير قد يؤدي إلى آثار سلبية على نظام الامتحانات، مشددًا على ضرورة توخي الحذر عند اتخاذ مثل هذه القرارات التربوية.
وأوضح شوقي في تصريحات صحفية أنه من الممكن تقليص عدد الأسئلة في الامتحانات، ولكن يجب أن يتم ذلك وفقًا لطبيعة الأسئلة والنظام المعتمد لتوزيع الدرجات.
ويقدم موقع الموجز التفاصيل الكاملة حول هذه القصة.
تقسيم الدرجات بين الأسئلة المتعددة والموضوعية
أكد "شوقي" على أهمية التوازن بين الأسئلة متعددة الاختيارات والأسئلة المقالية. وفقًا له، يجب أن تشكل أسئلة الاختيار من متعدد 85% من الدرجات أو أكثر، في حين يجب أن لا تتجاوز الأسئلة المقالية 15% من الإجمالي.
هذا التوزيع يضمن تحقيق تقييم شامل ودقيق للطلاب، مع مراعاة جميع جوانب المقرر الدراسي، وشدد على أن أي تغيير في هذا التوزيع قد يؤدي إلى نتائج غير مرغوب فيها.
المخاطر المحتملة لتقليص عدد الأسئلة
أوضح الدكتور تامر شوقي عدة مخاطر قد تترتب على تقليل عدد الأسئلة في الامتحانات، خاصة في حالة تقليص أسئلة الاختيار من متعدد.
من أبرز هذه المخاطر:
1. رفع درجات بعض الأسئلة بشكل غير متناسب
إذا تم تقليل عدد أسئلة الاختيار من متعدد، فقد يُضطر الممتحنون إلى رفع درجات بعض الأسئلة إلى ثلاث أو أربع درجات، وهو ما قد لا يتناسب مع الوزن النسبي لتلك الأسئلة، هذا التغيير قد يؤدي إلى تلاعب في توزيع الدرجات على حساب الفهم الحقيقي للطالب.
2. احتمالية زيادة التخمين
أحد المخاطر الأخرى هو أن الطلاب قد يحصلون على درجات أعلى عن طريق التخمين، خصوصًا في المواد التي تتميز بأسئلة اختيار من متعدد، هذا يعني أن الطالب الذي لم يذاكر جيدًا قد يحقق درجات عالية نتيجة للتخمين العشوائي، في حين أن الطلاب الذين استعدوا جيدًا قد يحصلون على درجات أقل بسبب أخطاء بسيطة.
3. تزايد فرص الغش
من ضمن المخاوف الرئيسية التي أشار إليها "شوقي" هو أن تقليل عدد الأسئلة قد يزيد من فرص الغش في الامتحانات، قد يسرع بعض الطلاب في الإجابة على الأسئلة ويكملون الامتحان في وقت قصير، مما قد يوفر فرصًا أكبر للتسريب.
4. فقدان الشمولية في التقييم
أحد المزايا الأساسية لأسئلة الاختيار من متعدد هي قدرتها على تغطية جميع أجزاء المقرر الدراسي بشكل شامل، تقليل عدد الأسئلة يؤدي إلى تقليص هذا الشمول، وبالتالي يصبح من الصعب تقييم مدى إلمام الطالب بكافة تفاصيل المادة.
5. صعوبة بناء اختبار تحصيلي جيد
أشار شوقي إلى أن بناء اختبار تحصيلي جيد يصبح أمرًا معقدًا إذا تم تقليل عدد الأسئلة إلى النصف، حيث يتطلب تصميم امتحان جيد توازنًا دقيقًا بين الأسئلة المختلفة لضمان التقييم العادل والشامل.
مقترح الخبير التربوي بشأن هيكلة الأسئلة
أكد "شوقي" على أنه إذا كان لا بد من تقليص عدد الأسئلة، فإن الحل الأمثل هو زيادة الوزن النسبي للأسئلة المقالية، ففي هذه الحالة، يجب أن تشكل الأسئلة المقالية أكثر من 85% من الدرجة الإجمالية، بينما يتم تقليص أسئلة الاختيار من متعدد إلى 15% أو أقل، هذه التعديلات من شأنها أن تساهم في الحفاظ على جودة التقييم وتقليل الآثار السلبية المحتملة على نظام الامتحانات.
دعوة لمراجعة النظام الامتحاني
وفي ختام تصريحاته، دعا الدكتور تامر شوقي وزارة التربية والتعليم إلى ضرورة الإعلان عن عدد الأسئلة في كل امتحان بعد إعادة هيكلة النظام الامتحاني.
وأكد على أهمية مراعاة جميع الجوانب التربوية في تصميم الامتحانات، وذلك لتجنب المخاطر التي قد تترتب على تقليص عدد الأسئلة، وبالتالي ضمان الحصول على نتائج دقيقة وموثوقة تعكس فعليًا مستوى تحصيل الطلاب.
اقرأ أيضًا:
وزارة التربية والتعليم تكشف عن جدول توزيع المقررات الدراسية للعام 2025