حكم امتناع المرأة عن زوجها بسبب تقصيره في النفقة ورأي الشرع فيه
تعد النفقة من الواجبات الأساسية التي يلتزم بها الزوج تجاه زوجته وأبنائه، حيث أمر الإسلام الزوج بالإنفاق على بيته بما يتناسب مع إمكانياته، حتى تتحقق المودة والاستقرار في الحياة الزوجية، ولكن، ماذا لو امتنع الزوج عن النفقة دون مبرر؟ وهل يحق للمرأة أن تمتنع عن معاشرته لهذا السبب؟
يعرض لكم الموجز حكم امتناع المرأة عن زوجها لتقصيره في الإنفاق عليها.
رأي الشرع في امتناع المرأة عن زوجها
أكدت دار الإفتاء أن للمرأة الحق في الامتناع عن زوجها إذا كان مقصرًا في النفقة بغير عذر، لأن النفقة تعد من الحقوق الأساسية للزوجة، وأوضحت الفتاوى الشرعية أن المرأة لا تُلزم بطاعة زوجها في هذه الحالة، لأنه لم يؤدِ حقها المادي الذي أوجبه الله عليه.
متى يجوز الامتناع؟
يختلف الحكم حسب سبب امتناع الزوج عن النفقة:
- إذا كان الزوج معسرًا: في هذه الحالة يُستحب للمرأة الصبر والتعاون معه حتى تتحسن ظروفه، وإذا لم تستطع التحمل فلها الحق في طلب الطلاق.
- إذا كان الزوج قادرًا لكنه يرفض الإنفاق: هنا يحق للمرأة الامتناع عن معاشرته، كما يجوز لها اللجوء إلى القضاء لطلب إجباره على الإنفاق أو فسخ الزواج.
دور القضاء في حل النزاع
إذا استمر الزوج في الامتناع عن الإنفاق دون سبب مشروع، فإن للزوجة الحق في رفع الأمر إلى المحكمة، حيث يمكن للقاضي إلزامه بالنفقة أو الحكم بفسخ الزواج في حال استمرار تقصيره.
أهمية التفاهم والحوار بين الزوجين
يُفضل قبل اللجوء إلى أي إجراء قانوني أو ديني أن يتم التفاهم والحوار بين الزوجين لحل المشكلات المالية داخل الأسرة، فقد يكون الزوج يمر بضائقة مالية مؤقتة أو يواجه صعوبات في العمل، مما يستدعي من الزوجة التحلي بالصبر ودعمه في هذه المرحلة، كما أن التفاهم المشترك والتواصل الجيد يسهمان في الحفاظ على استقرار الأسرة وتجنب الخلافات التي قد تؤثر على الأبناء والعلاقة الزوجية بشكل عام.
النفقة واجب أساسي على الزوج، وإذا امتنع عن تأديتها دون عذر، فللزوجة الحق في الامتناع عن معاشرته حتى يحصل التوازن في الحقوق والواجبات، مع ضرورة اللجوء إلى الحلول الودية قبل التصعيد إلى القضاء.
اقرأ أيضا : دعاء توديع شهر شعبان واستقبال رمضان.. نفحات إيمانية قبل الشهر الفضيل
هل يقبل الصيام لمن لا يصلي؟.. الشيخ إسلام النواوي يجيب
