نيويورك تايمز : ضم كندا للولايات المتحدة هو فرصة للديمقراطيون وهزيمة لترامب

تناولت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية في تقرير لها عدد من الجوانب السلبية التي يغفلها الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في خضم إصراره البالغ على أن تصبح كندا هي المقاطعة الأمريكية الـ51 المزيد من التفاصيل تسردها الموجز في التقرير التالي.
ضم كندا ترامب يقدم للديمقراطيون فرصة ذهبية
وأوضحت الصحيفة في حين ينظر الرئيس ترامب إلى الشمال ويكرر مراراً وتكراراً أحاديثه عن ضم كندا بإعتبارها "الولاية رقم 51"، فإن الكثير من الديمقراطيون ذوو التوجه السياسي، المخالفين بشكل كامل لأجندة الرئيس الجمهوري ، أنفسهم أمام فرصة إنتخابية عظيمة محتملة إذا أنضمت كندا للولايات المتحدة .
و أضافت الصحيفة لا يأخذ الكثيرون في واشنطن هذا الاحتمال على محمل الجد بالطبع، لقد أوضحت كندا أنها لا تهتم بالانضمام إلى الولايات المتحدة، ويبدو من غير المرجح أن يرسل ترامب الفرقة المحمولة جواً رقم 82 لإجبارهم على هذا الأمر ، ولكن إذا كانت الفكرة تروق السيد ترامب بأنه قد يصبح بذلك القرار شخصية تاريخية تبني الإمبراطورية، فقد يقوض ذلك آفاق حزبه.
و نوّهت الصحيفة إن كندا دولة تقدم لرعاياها الرعاية الصحية و الاجتماعية ولديها سياسات هجرة الودية وتلتزم بحماية البيئة، وليست بالضبط أرض صالحة لتطبيق مصطلح MAGA " لنجعل الولايات المتحدة عظيمة من جديد" الخاص بترامب.
وأشارت نيويورك تايمز إلى أن نتائج بعض الدراسات المبكرة للرأي العام وأنماط التصويت، والتي بيّنت أن إنضمام كندا قد يكلف الجمهوريين خوض معارك لفرض السيطرة على مجلس النواب، وتقليص أغلبيتهم في مجلس الشيوخ مما يزيد من صعوبة فوزهم بالبيت الأبيض في الانتخابات المستقبلية.
ونقلت الصحيفة عن النائب السابق ستيف إسرائيل من نيويورك، الذي ترأس لجنة الحملة الانتخابية الديمقراطية في الكونجرس: "لا أصدق أنني أقول هذا، لكنني أتفق بشدة مع دونالد ترامب، كندا تنتمي إلى يسار الوسط إلى حد كبير، وجعلها الولاية رقم 51 يعني المزيد من الديمقراطيين في الكونجرس وأصوات المجمع الانتخابي، ناهيك عن توفير الرعاية الصحية الشاملة ومكافحة تغير المناخ".
ولكن هل يدرك ترامب أن ضم كندا قد يكون مدمرا للحزب الجمهوري؟
و أوضحت نيويورك تايمز ليس من الواضح ما إذا كان ترامب يدرك أن ضم كندا قد يكون مدمراً للذات بالنسبة للحزب الجمهوري، مشيرةً إلى أنه لم يكن منخرطاً بشكل خاص في بناء الحزب، ولم يبد إهتماماً كبيراً بما قد يحدث سياسيا بعد مغادرته منصبه.
وخلال الحملة الانتخابية العام الماضي، قال لأنصاره المسيحيين "لن تضطروا إلى التصويت بعد الآن" بعد انتخابه في نوفمبر.
وقال دوجلاس هيه، وهو استراتيجي جمهوري قديم: "بالطبع إذا حدث ذلك، فسوف يكون نعمة سياسية للديمقراطيين.
ولكن هذا ليس حتى جزءً من المناقشة يعتمد ترامب على الأصوات الصاخبة للحصول على رد فعل - وسجله هناك مرتفع للغاية".
ترامب يثير غضب الكنديين
وتابعت الصحيفة أن الواقع أن حديث ترامب عن ضم كندا يبدو وكأنه وسيلة لمضايقة جيرانه الشماليين كجزء من ضغوطه من أجل التجارة وغيرها من التنازلات.
لافتةً إلى أن مقترح ترامب قد نجح في إثارة غضب الكنديين فقد قال رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو لمجموعة من قادة الأعمال في تعليقات تسربت أنه لا يعتبر الأمر مزحة بل في الواقع "شيئا حقيقيا".
وكان جميع رؤساء وزراء المقاطعات والأقاليم الثلاثة عشر في كندا إلى واشنطن الأسبوع الماضي كجزء من مهمة مشتركة لتعزيز العلاقات بين كندا والولايات المتحدة ونزع فتيل الحرب التجارية التي بدأها ترامب.
و بعد الاجتماع، قال جيمس بلير، نائب رئيس موظفي البيت الأبيض، عبر الإنترنت إنه عندما يتعلق الأمر بتعليقات السيد ترامب حول أن تصبح كندا الولاية رقم 51، يجب على المسؤولين هناك "أن يأخذوا ما يقوله على محمل الجد".
لكن فكرة كندا كدولة، مهما كانت سخيفة وغير محتملة، أثارت اهتمام الطبقة السياسية وكانت مصدرًا لألعاب الصالون في واشنطن مع 40 مليون نسمة و3.8 مليون ميل مربع، ستصبح كندا على الفور أكبر ولاية وأكثرها أكتظاظًا بالسكان في الاتحاد، متفوقة على جميع الولايات الخمسين الأخرى مجتمعة من حيث مساحة الأرض ومتفوقة قليلاً على كاليفورنيا من حيث عدد السكان.
كما ستكون كندا أكثر تأييدًا للحزب الديمقراطي من كاليفورنيا سياسيًا، استنادًا إلى الاتجاهات السابقة فقد قال ما يقرب من ثلثي الكنديين، أو 64 في المائة، لخبراء استطلاعات الرأي إنهم كانوا سيصوتون لصالح كامالا هاريس بينما قال 21 في المائة فقط إنهم كانوا سيدعمون السيد ترامب، وفقًا لمسح أجرته شركة استطلاعات الرأي ليجر.
إقرأ أيضاً
بعد دعوة ترامب.. تاريخ الهوس الأمريكي بكندا ترامب قدم المقترح لترودو كمُزحة
باحث روسي: علينا ألا نتخذ كل تصريحات ترامب بشكل جاد