كيف تؤثر وفاة الشريك بمصير الشركة وحقوق الورثة ؟ دار الإفتاء توضح
دار الإفتاء.. تلقى دار الإفتاء المصرية استفسارًا حول مصير الشركة بعد وفاة أحد الشريكين، حيث كان المتوفى شريكًا في تجارة مع أحد أصدقائه، ولديه بعض المتأخرات المالية المتعلقة بالإيجارات، إلى جانب وجود بضائع في المخازن.
أوضحت دار الإفتاء أن وفاة أحد الشركاء تعد من أسباب انقضاء الشركة، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة إنهاءها، إذ يمكن استمرارها في حال اتفاق الورثة مع الشريك الآخر على استكمال النشاط التجاري، وفق ضوابط محددة.
وفي هذه الحالة، يتم خصم الديون المستحقة على الشريك المتوفى من نصيبه في الشركة، وما يتبقى من هذا النصيب يصبح ميراثًا شرعيًا للورثة، ويمكن للورثة إما دفع المتأخرات المستحقة لضمان استمرار الشركة أو السماح بخصمها من حصتهم في رأس المال، بحيث يصبح المتبقي هو نصيبهم في الشركة.
مشروعية الشركات في الإسلام
أكدت دار الإفتاء أن عقد الشركة من العقود المشروعة التي أباحها الشرع الحنيف، نظرًا لما توفره من تيسير في المعاملات المالية وتعاون على تحقيق الكسب الحلال.
وقد أجمعت الأمة على مشروعيتها منذ عهد النبي ﷺ وحتى يومنا هذا، واستشهدت الدار بما قاله الإمام ابن مودود الموصلي الحنفي في كتابه الاختيار لتعليل المختار، حيث ذكر: "بُعث رسول الله صلى الله عليه وسلم والناس يتعاملونها فلم يُنْكِر عليهم، وتعاملوا بها إلى يومنا هذا من غير نكير، فكان إجماعًا".
شركة العِنان: النموذج الفقهي الأقرب للحالة
الشركة التي كان الشريك المتوفى جزءًا منها تُصنَّف فقهيًا ضمن شركة العِنان، وهي نوع من الشركات التجارية التي تقوم على مشاركة شخصين أو أكثر برأس مال يُدمج معًا دون تمييز بين الحصص، على أن يتولى جميع الشركاء إدارة النشاط التجاري بصورة مشتركة، مع اقتسام الأرباح والخسائر حسب نسبة مساهمة كل طرف.
التكييف القانوني للشركة وفق التشريعات المصرية
وفقًا لأحكام القانون المدني المصري، يُطلق على هذا النوع من الشركات اسم "شركة الأشخاص"، كما ورد في المادتين 505 و506، وهي تقوم على وجود رابطة شخصية قوية بين الشركاء، سواء كانت قائمة على القرابة أو الصداقة أو الثقة المتبادلة.
تهدف هذه الشركات إلى ممارسة نشاط تجاري مشترك مع توزيع الأرباح والخسائر بين الأطراف حسب الاتفاق المسبق.
اقرأ أيضا
عدد الايام المتبقية علي شهر رمضان 2025.. روائح الشهر الكريم
هل يجوز الصيام في النصف الثاني من شعبان 2025.. الأزهر يرد