ما هو أجر سماع القرآن الكريم؟.. الإفتاء تُجيب

الموجز

ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول أجر سماع القرآن الكريم، وقد أجابت الدار بأن قراءة القرآن الكريم أو الاستماع لتلاوته كلاهما عبادة من أفضل العبادات، واستشهدت بالنصوص الشرعية المؤكدة لفضلهما وثوابهما وهو ما يستعرضه الموجز في هذه السطور.

حيث جاء في السنة النبوية الشريفة أن من قرأ حرفًا من كتاب الله فله به حسنة، والحسنة بعشر أمثالها، كما أن الاستماع إلى آيات الذكر الحكيم يترتب عليه أجر عظيم.

فضل قراءة القرآن الكريم وسماعه

أوضحت دار الإفتاء المصرية أن السنة النبوية عامرة بالأحاديث الدالة على فضل تلاوة القرآن الكريم وسماعه، فقد ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال:

«مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللَّهِ فَلَهُ بِهِ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لا أَقُولُ الم حَرْفٌ، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ» (رواه الترمذي).

أما الاستماع إلى القرآن الكريم، فقد ثبت عن أبي هريرة رضي الله عنه أنَّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال:

«مَنِ اسْتَمَعَ إِلَى آيَةٍ مِنْ كِتَابِ اللهِ عَزَّ وَجَلَّ كُتِبَ لَهُ حَسَنَةٌ مُضَاعَفَةٌ، وَمَنْ تَلَاهَا كَانَتْ لَهُ نُورًا يَوْمَ الْقِيَامَةِ» (رواه الإمام أحمد).

حثّ القرآن الكريم على الاستماع للقرآن

أكدت دار الإفتاء المصرية أن الله سبحانه وتعالى قد حث عباده على الاستماع إلى القرآن الكريم والإنصات له، فقال في كتابه العزيز:

﴿وَإِذَا قُرِئَ الْقُرْآنُ فَاسْتَمِعُوا لَهُ وَأَنْصِتُوا لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ﴾ [الأعراف: 204].

القرآن الكريم

وبيّنت الدار أن هذه الآية تشير إلى أن الإصغاء إلى القرآن والإنصات له من أسباب الرحمة الإلهية، حيث يكون ذلك سبيلًا لفهم آياته والتأثر بعظاته والامتثال لأوامره.

ونقلت دار الإفتاء قول الإمام الطبري في تفسيره "جامع البيان"، حيث قال: "إن الله تعالى أرشد المؤمنين إلى الإصغاء عند سماع القرآن الكريم والتدبر في آياته ليكون ذلك سببًا في نيل رحمته سبحانه وتعالى".

لماذا كان يستمع النبي صلى الله عليه وسلم للقرآن من غيره ؟

ذكرت دار الإفتاء المصرية أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يحب أن يستمع إلى القرآن من غيره، وهو ما يدل على فضل الاستماع إليه، فقد ثبت في الحديث الصحيح عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه قال: قال لي النبي صلى الله عليه وآله وسلم:

«اقْرَأْ عَلَيَّ»، قُلتُ: «آقْرَأُ عَلَيْكَ وعَلَيْكَ أُنْزِلَ؟»، قالَ: «فَإِنِّي أُحِبُّ أنْ أسْمَعَهُ مِن غَيرِي»، فَقَرَأْتُ عليه سُورَةَ النِّسَاءِ، حتَّى بَلَغْتُ: ﴿فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا﴾، قالَ: «أمْسِكْ»، فَإِذَا عَيْنَاهُ تَذْرِفَانِ» (متفق عليه).

وأوضحت الدار أن هذا الحديث يدل على فضل سماع القرآن الكريم، وأثره العميق في النفس المؤمنة، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم يتأثر بآياته ويبكي من خشية الله تعالى عند سماعه.

اجتماع الصحابة الكرام على تلاوة القرآن الكريم والاستماع إليه

أشارت دار الإفتاء المصرية إلى أن الصحابة الكرام كانوا إذا اجتمعوا أمروا أحدهم أن يقرأ القرآن، بينما يستمع إليه البقية، وكان هذا نهج التابعين والعلماء من بعدهم.

وقد ورد عن أبي نضرة أنه قال: «كَانَ أَصْحَابُ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذَا اجْتَمَعُوا تَذَاكَرُوا الْعِلْمَ وَقَرَءُوا سُورَةً» (أخرجه الخطيب البغدادي في "الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع").

القرآن الكريم

ثواب سماع القرآن الكريم

أكدت دار الإفتاء المصرية أن المسلم يُؤجر على سماع القرآن الكريم، سواء استمع إليه من قارئ مباشر، أو من خلال وسائل الإعلام الحديثة كالإذاعة والتلفاز والهاتف المحمول، ويعد ذلك من العبادات التي تقرب العبد إلى الله وتزيده خشوعًا وإيمانًا.

وأضافت الدار أن الاستماع للقرآن الكريم يكون محمودًا ومأجورًا، بشرط حضور القلب والتدبر في معانيه، وعدم الانشغال عنه بأمور الدنيا، مشيرةً إلى أن الاستماع يعد وسيلة لنيل الأجر، حتى لمن لم يتمكن من القراءة.

وقد استدلت دار الإفتاء بقول الله تعالى:﴿فَاتَّقُوا اللَّهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾ [التغابن: 16]، وبحديث النبي صلى الله عليه وسلم: «إِذَا أَمَرْتُكُمْ بِأَمْرٍ فَأْتُوا مِنْهُ مَا اسْتَطَعْتُمْ» (رواه البخاري).

اقرأ أيضا:

ضبط تردد قناة القرآن الكريم على جميع الأقمار استعدادًا لشهر رمضان 2025

ما حكم قراءة وختم القرآن الكريم من الهاتف في رمضان؟

 

تم نسخ الرابط