زكي رستم.. امتنع عن الزواج بعد انتحار حبيبته وفقدانه للسمع أجبره على الاعتزال

زكي رستم
زكي رستم

يُعد الفنان القدير زكي رستم واحدًا من أعظم نجوم السينما المصرية في العصر الذهبي، فقد امتلك موهبة فريدة جعلته أحد رواد مدرسة الاندماج في التمثيل، فقد كان قادرًا على تجسيد أدوار الخير والشر ببراعة مذهلة، وهذا دفع مجلة "باري ماتش" الفرنسية لاختياره ضمن قائمة أفضل عشرة ممثلين في العالم بسبب إجادته دور المسكين والشرير، كما وصفته مجلة "لايف" الأمريكية بأنه أحد أعظم ممثلي الشرق، وحصل على وسام العلوم والفنون من الرئيس جمال عبد الناصر، وترك بصمة خالدة في تاريخ الفن المصري إلى رحيله في يوم 16 فبراير 1972.  

سبب خوف النجمات من تمثيل المشاهد العنيفة مع زكي رستم

ويرصد موقع الموجز في السطور التالية، أبرز المعلومات والمحطات في حياته، عُرف زكي رستم بشدة اندماجه في الأدوار التي يلعبها، لدرجة أن بعض النجمات كانوا يخشون تمثيل المشاهد العنيفة معه، بسبب خوفهم من واقعية أدائه التي قد تؤدي لتلقيهن صفعات حقيقية، ومن أبرز هؤلاء النجمات ماجدة، التي شاركته بطولة فيلم "أين عمري"، ولعب خلاله دور الباشا الغني المتزوج من فتاة صغيرة ويقوم بتعذيبها. 

 

معلومات عن زكي رستم 

اسمه زكي محرم محمود رستم، ولد في عام 1903 في قصر عائلته الموجود في حي الحلمية، فقد كان مقرًا للأرستقراطية المصرية في ذلك الوقت، ووالده هو محرم بك رستم وكان سياسيًا بارزًا وعضوًا في الحزب الوطني، وكان أيضاً صديقًا مقربًا للزعيمين مصطفى كامل ومحمد فريد، وبعد وفاة والده تولى مصطفى بك نجيب، والد الفنان سليمان نجيب رعايته، ومن هنا نشأت علاقته بعالم المسرح والفن. 

 

زكي رستم 

سبب القطيعة بين زكي رستم وعائلته

ظهرت موهبة زكي رستم في التمثيل خلال دراسته عندما كان طالباً في البكالوريا، حيث انضم لفرق مسرحية عديدة، قبل أن يلتحق بفرقة رمسيس عام 1925، وبعد ذلك انضم للفرقة القومية عام 1935، ورغم عشقه للتمثيل، كان أيضًا رياضيًا متميزًا، حيث حصل على المركز الثاني في بطولة رفع الأثقال بمصر خلال عام 1923، وفي عام 1924 حصل على شهادة البكالوريا لكنه رفض أن يكمل تعليمه الجامعي، فقد فضل اختيار طريق الفن، فقد رفض الالتحاق بكلية الحقوق وهذا تسبب في قطيعة بينه وبين عائلته التي اعتبرت التمثيل مهنة غير لائقة.  انضم بعد ذلك لفرقة جورج أبيض، لكن والدته لم تعجب بقراره وطردته من المنزل، ومنعته أيضاً من أن يتواصل مع إخوته، وأرسلت شقيقه الأصغر لكي يدرس في إنجلترا لكي لا يتأثر به، ولكي يكون في رعاية شقيقه الكبير وجيه باشا رستم الذي كان يعمل في ذلك الوقت سفير مصر في فرنسا، ثم تألمت والدته لهذا الفراق وأصيبت بالشلل، حتى توفيت.  

كان للفنان الراحل عبد الوارث عسر دور مهم في حياته الفنية، فقد قدمه لفرق الهواة المسرحية، وهذه كانت نقطة فارقة في حياته، ثم التحق بعد ذلك بفرقة "عزيز عيد"، ثم "اتحاد الممثلين"، لكنه لم يستمر فيها طويلًا، وانتقل بعد ذلك إلى "الفرقة القومية" وبقى فيها لمدة عشرة أعوام، ومن أعماله المسرحية الشهيرة هي "مجنون ليلى" و"مصرع كليوباترا".  

زكي رستم 

جذب أداء زكي رستم أنظار السينمائيين، لذا اختاره المخرج محمد كريم ليقدم بطولة فيلم "زينب" الصامت، وبعد ذلك توالت عليه الأعمال الفنية التي قدم فيها أدوار الشر وأصبح واحداً من أبرز نجوم السينما المصرية، وعلى صعيد حياته الشخصية فقد كان إنسانًا طيب القلب، محبًا للعزلة، ولا يهتم بالسهرات الفنية أو الحفلات.  

أفلام زكي رستم 

شارك في العديد من الأفلام الهامة من بينها فيلم "الوردة البيضاء"، الذي كان أول أفلام عبد الوهاب، كما تعاون مع كبار نجوم السينما مثل فاتن حمامة، صباح، ماجدة، زبيدة ثروت، ليلى مراد، عمر الشريف، وكمال الشناوي، ووصل رصيده السينمائي إلى 230 فيلمًا خلال 35 عامًا، من أبرزهم "أين عمري"، "الفتوة"، "نهر الحب"، "بائعة الخبز"، "ليلى بنت الصحراء"، "الشريد"، "النائب العام"، و"الحرام"، الذي كان آخر أفلامه.  

كما اختير ثمانية من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية، وهم "العزيمة"، "أين عمري"، "السوق السوداء"، "النائب العام"، "صراع في الوادي"، "امرأة على الطريق"، "الفتوة"، و"الحرام".  

عاش زكي رستم حياته أعزب، فقد أحب مرة واحدة فقط وكانت محبوبته فتاة أرستقراطية، لكن أسرتها رفضت زواجهما منها نتيجة عمله كمشخصاتي وأن هذا لا يتناسب مع مستوى أسرتها، و دفعها ذلك إلى الانتحار، وتأثر بهذا الحدث بشدة لذا قرر عدم الزواج نهائيًا، واكتفى بالفن رفيقًا له حتى وفاته.  

سبب اعتزال زكي رستم 

في بداية الستينيات، بدأ يعاني زكي رستم من ضعف السمع، لكنه أصر على مواصلة العمل، واعتمد وقتها على قراءة شفاه الممثلين أمامه، لكن الأمر تفاقم خلال تصوير فيلم "إجازة صيف"، حيث كان ينسى بعض الجمل الحوارية ويرفع صوته بطريقة مسرحية، وهذا جعله يشعر بالعجز ودفعه لاتخاذ قرار الاعتزال عام 1968، فقد رفض استخدام سماعة طبية.  

رغم العروض المغرية التي تلقاها، ظل زكي رستم متمسكًا بمبادئه، لدرجة أنه رفض عرضًا من شركة كولومبيا السينمائية العالمية لبطولة فيلم معادٍ للعرب عام 1962، وهذا دفع الرئيس جمال عبد الناصر لتكريمه ومنحه وسام الفنون والعلوم والآداب.  

من المواقف الطريفة في حياته أنه رفض العمل في فيلم "جعلوني مجرمًا" بعدما طلب أجرًا قدره 800 جنيه، وعندما حاول المنتج استعجاله للتصوير، بقوله بكرة الصبح تكون موجود عشان هنصور، قام بتمزيق العقد غاضبًا، ليحل محله الفنان سراج منير بأجر 400 جنيه فقط، وقال له وقتها:"أنا فنان مش مركون على الرف أنا لازم استعد واتقمص الدور وأدرسه مش تقولى الصبح من بدرى تكون موجود علشان التصوير".

اقرأ أيضاً:

في ذكرى وفاته.. تعرف على سبب كره زكي رستم للنساء وسبب اعتزاله الفن
عبد الناصر استولى على ثروته.. وعائلته الأرستقراطية تبرأت منه ولقبته بـ المشخصاتي.. وإنتحار حبيبته تسبب في عزوفه عن الزواج.. أسرار من حياة باشا السينما زكي رستم

تم نسخ الرابط