حكم رد الهدية دون سبب شرعي في الإسلام.. دار الإفتاء توضح
حكم رد الهدية دون سبب شرعي.. يعتبر تقديم الهدايا من أبرز وسائل التعبير عن المودة بين الناس، وهي سلوك اجتماعي يشجع على تعزيز الروابط الإنسانية.
ولكن، قد تثار بعض الأسئلة حول حكم رد الهدية دون سبب شرعي، هل يعتبر ذلك جائزًا في الشريعة الإسلامية؟ وما هي الضوابط التي يجب مراعاتها في هذا الشأن؟ في هذا التقرير، يعرض موقع الموجز فيما يلي، رأي الفقهاء في حكم رد الهدية دون سبب شرعي، مع التركيز على الأبعاد الدينية والاجتماعية لهذا التصرف وكيفية تأثيره على العلاقات بين الأفراد.
حكم رد الهدية دون سبب شرعي
ورد إلى دار الإفتاء المصرية سؤال حول حكم رد الهدية من دون سبب شرعي، حيث ذكر السائل أنه أهدى صديقًا له بعض الهدايا إلا أن الأخير رفض قبولها، مما سبب له حزنًا كبيرًا، وتساءل السائل عن حكم رفض الهدية بدون سبب شرعي وهل يتفق ذلك مع سنة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأجابت دار الإفتاء بأن الشرع الشريف قد حث على التهادي لما له من دور كبير في تعزيز المحبة والوئام بين الناس، ويزيل الضغائن ويؤلف القلوب، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم دائمًا يرحب بالهدايا ويقبلها، كما ورد في حديث صحيح البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه، حيث قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لَوْ دُعِيتُ إِلَى ذِرَاعٍ أَوْ كُرَاعٍ لَأَجَبْتُ، وَلَوْ أُهْدِيَ إِلَيَّ ذِرَاعٌ أَوْ كُرَاعٌ لَقَبِلْتُ»، وأوضحت دار الإفتاء أن غالبية العلماء يرون أن قبول الهدية أمر مستحب، وأنه لا يجب رفضها إلا إذا كان هناك سبب شرعي يقتضي ذلك.
هل هناك حالات شرعية لرفض الهدية؟
وقد نهى النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن رد الهدية إلا إذا كان هناك سبب شرعي يدعو لذلك. فقد رَوَى الإمام أحمد في "مسنده" وابن حبان في "صحيحه" أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: «أَجِيبُوا الدَّاعِيَ، وَلَا تَرُدُّوا الْهَدِيَّةَ، وَلَا تَضْرِبُوا الْمُسْلِمِينَ».
كما رَوَى الإمام أحمد في "المسند" عن خالد بن عدي الجهني رضي الله عنه، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ بَلَغَهُ مَعْرُوفٌ عَنْ أَخِيهِ مِنْ غَيْرِ مَسْأَلَةٍ وَلَا إِشْرَافِ نَفْسٍ فَلْيَقْبَلْهُ، وَلَا يَرُدَّهُ، فَإِنَّمَا هُوَ رِزْقٌ سَاقَهُ اللَّهُ إِلَيْهِ».
وقال الإمام ابن حبان في "روضة العقلاء ونزهة الفضلاء" (ص: 242): "الواجب على المرء إذا أهديت إليه هدية أن يقبلها ولا يردها، ثم يثيب عليها إذا استطاع ويشكرها، إذ الهدية تورث المحبة وتذهب الضغائن".
بناءً على ذلك، قبول الهدية مستحب، ويُكره ردها إلا إذا كان هناك مانع شرعي من قبولها. كما يُستحب أن يوضح من يمتنع عن قبول الهدية لعذرٍ السبب للمُهدي، تطييبًا لقلبه وجبرًا لخاطره.
اقرأ أيضا:
موعد رؤية هلال شهر رمضان 2025.. متى سيكون أول يوم صيام؟
الفرق بين رفع الأعمال في شعبان وأيام الاثنين والخميس .. الافتاء تجيب