ماهي الأشهر الحرم والحكمة من انفراد شهر رجب عنها ؟

الأشهر الحرم.. تعتبر الأشهر الحرم في الشريعة الإسلامية من الفترات التي تتميز بمكانة خاصة، حيث يُحظر فيها القتال وتهدف إلى تعزيز السلم والهدوء بين الناسن و تتألف الأشهر الحرم من أربعة أشهر هي: ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم، ورجب.

ومع أن هذه الأشهر تشترك في حرمتها، إلا أن شهر رجب ينفرد بخصوصية تاريخية ودينية. ففي الجاهلية كان يُعتبر شهرًا مقدسًا يُمنع فيه القتال، وهذا ما جعل له مكانة بارزة في الإسلام أيضًا، في هذا التقرير، يسلط لكم موقع  الموجز الضوء على الأشهر الحرم بشكل عام، مع التركيز على الحكمة من انفراد شهر رجب عنها، ونعكس كيف أثرت هذه الأشهر في تعزيز قيم السلم والتهدئة بين المجتمعات.

الأشهر الحرم فى السنة النبوية

حددت  السنة النبوية الأشهر الحرم بأربعة أشهر هي: ذو الحجة، ذو القعدة، المحرم، ورجب، وتتميز هذه الأشهر بفضائل كبيرة، حيث يضاعف الله فيها الحسنات، مما يدعو إلى الإكثار من الأعمال الصالحة كالصدقات والطاعات، وتجنب المعاصي والآثام.

لا يفوتك

فضل صيام الأيام البيض من شهر رجب المبارك وكافة الأشهر الهجرية

هل التسبيحة في شهر رجب خير من ألف تسبيحة في غيره؟.. الافتاء ترد

شهر رجب هو أحد هذه الأشهر الحرم، وقد سمي بهذا الاسم لأن العرب كانوا يترجيبون الرماح من الأسنة ويمنعون القتال فيه. ويقال أيضًا أن رجب يعني التوقف عن القتال، كما يقال "رجب الشيء" أي عظمته وهيبته، وبذلك يعد شهر رجب من الأشهر التي يجب تعظيمها والالتزام فيها بتعاليم الدين الإسلامي، كما قال الله تعالى في كتابه الكريم: "إِنَّ عِدَّةَ الشُّهُورِ عِندَ اللَّهِ اثْنَا عَشَرَ شَهْرًا فِي كِتَابِ اللَّهِ يَوْمَ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ مِنْهَا أَرْبَعَةٌ حُرُمٌ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ فَلا تَظْلِمُوا فِيهِنَّ أَنْفُسَكُمْ" (التوبة: 36).

الحكمة من انفراد شهر رجب

ذكر بعض العلماء أن الحكمة من انفراد  شهر رجب عن الأشهر الحرم تتعلق بتمكين العرب من أداء العمرة في منتصف السنة، بينما كانت الأشهر المتوالية مخصصة للحج، وقد قال ابن كثير، رحمه الله: "وقوله تعالى: منها أربعة حرم، فهذا مما كانت العرب تُحرمه في الجاهلية أيضًا، وكان جمهورهم على ذلك، باستثناء طائفة من العرب تُسمى "البسل"، الذين كانوا يحرمون ثمانية أشهر من السنة."

أما عن انفراد شهر رجب عن الأشهر المتوالية، فقد أضافه الله إلى مضر ليبين أنه الشهر الذي يقع بين جمادى وشعبان، في حين كان يظن البعض من قبيلة ربيعة أن رجب المحرم هو الشهر الذي بين شعبان وشوال. وقد أوضح النبي صلى الله عليه وسلم أن رجب الذي بين جمادى وشعبان هو رجب مضر.

وتعود الحكمة من تخصيص أربعة أشهر حرم، ثلاثة متوالية (ذو القعدة، ذو الحجة، المحرم) وواحد مفرد (رجب)، إلى تسهيل أداء مناسك الحج والعمرة، فقد حرمت العرب القتال في شهر ذو القعدة تمهيدًا للحج، ثم حرمت ذو الحجة بسبب أداء المناسك، وبعدها كان شهر المحرم ليعود الناس إلى ديارهم بأمان، أما رجب فكان مخصصًا للعمرة وزيارة البيت الحرام لأولئك الذين يأتون من أماكن بعيدة، ليتمكنوا من أداء العمرة ثم العودة إلى بلادهم في أمان،

وفي قوله تعالى: "ذلك الدين القيم"، إشارة إلى أن هذا هو الشريعة المستقيمة التي يجب أن يمتثل فيها أمر الله، بما في ذلك احترام الأشهر الحرم واتباع ما أمر الله به في كتابه الكريم.

حرمة الأشهر الحرم

اختص الله سبحانه وتعالى الأشهر الأربعة الحرم بمزيد من الحرمة، ونهى الناس عن ظلم أنفسهم فيها من خلال ارتكاب المعاصي أو انتهاك الحرمات، كما جاء في قوله تعالى: {...فلا تظلموا فيهن أنفسكم...} [التوبة: 36]. لذلك، فإن الظلم في هذه الأشهر يُعد أعظم خطيئة وأكبر وزر مقارنةً بالظلم في غيرها من الأيام.

يشمل الظلم في هذه الآية جميع أنواع المعاصي، سواء كانت كبيرة أو صغيرة، مثل ارتكاب المحرمات أو ترك الواجبات. كما يتضمن ظلم الإنسان في حق الله تعالى، وظلمه لنفسه، وظلمه لأخيه الإنسان، وحتى ظلم المخلوقات الأخرى، ويزداد تأثير المعاصي في الأشهر الحرم بشكل أكبر، فكما أن المعاصي في مكة المكرمة تتضاعف عقوبتها، فقد ورد في قوله تعالى: {...ومن يرد فيه بإلحاد بظلم نذقه من عذاب أليم} [الحج: 25].

اقرأ أيضا:

تعرف على فضل شهر رجب 2025.. أبرزها الصيام والذكر والدعاء

تعرف على حكم العبادات وصيام رجب.. دار الإفتاء المصرية توضح