كواليس الأيام الاخيرة في حياة حسن فايق بعد تجاهل زملائه لمعاناته
حسن فايق هو واحد من أبرز نجوم الكوميديا في العصر الذهبي للسينما المصرية، كان مشهوراً بطول قامته وابتسامته الدائمة التي كانت جزءًا من شخصيته المميزة، وقد اشتهر بضحكته الشهيرة التي أصبحت جزءًا من بصمته الفنية، والتي لم تكن ضحكته الطبيعية بل اقتباسًا من أحد باشوات عصره، كما ذكر في العديد من لقاءاته الصحفية.
معلومات عن حسن فايق
ويرصد موقع الموجز، أبرز المعلومات والمحطات في حياة حسن فايق، بدأ مسيرته الفنية خلال عام 1914 مع فرقة عزيز عيد من خلال مشاركته في مسرحية "فران البندقية" مع الفنانة روز اليوسف، وبعد ذلك شارك في عدة فرق مسرحية مثل فرقة الشيخ سلامة حجازي وجورج أبيض، ليصبح من أشهر وجوه المسرح المصري.
وُلد حسن فايق في 1898 في الإسكندرية، وقد نشأ في بيئة فنية بفضل علاقات والده في الوسط الفني، وكان يشبع شغفه الفني منذ الطفولة من خلال استماعه لأغاني الشيخ سلامة حجازي الذي كان صديقًا لوالده، ورغم ميله الطبيعي للفن، إلا أنه بدأ في العمل بائعًا في محل ملابس بعد قرار والده بإيقاف تعليمه بعد المرحلة الابتدائية، لكن حبه للفن دفعه في النهاية للالتحاق بعالم المسرح، رغم اعتراض والده في البداية.
أعمال حسن فايق الفنية
تدرج حسن فايق في مجاله الفني بدءًا من إلقاء المونولوجات النقدية حول الظروف الاجتماعية حتى بدأ في المشاركة في الأعمال السينمائية في عام 1932، حيث ظهر في فيلم "أولاد الذوات" وفيلم "عنتر أفندي"، كان مشهوراً بمشاركته في أكثر من 160 فيلمًا سينمائيًا، مثل "الزوجة 13"، "شارع الحب"، "معبودة الجماهير" بطولة شادية، وغيرها من الأعمال التي ترك من خلالها بصمة واضحة في تاريخ السينما المصرية.
بالرغم من نجاحاته في الكوميديا، الإ أنه كان يرفض تصنيفه كممثل كوميدي، وكان يرى نفسه ممثلًا يقدم شخصيات حقيقية تعكس الناس الطيبين في المجتمع، وقد لخص ذلك قائلاً إنه لم يتخصص في الكوميديا بل كان يقدم جميع الألوان الفنية، وكان يردد في بعض الأحيان أن فرقة المسرح كانت تتنقل بين الألوان الفنية ولم تكن مقتصرة على الكوميديا فقط.
مشاركة حسن فايق في ثورة 1919
في فترة من حياته، شارك حسن فايق في الكثير من الأنشطة الفنية الوطنية خلال ثورة 1919، حيث ألقى مونولوجات حماسية عن الثورة وسعد زغلول، مما جعله عرضة للملاحقة من قبل السلطات البريطانية التي أغلقت مسرحه عدة مرات، كما تعرض لمضايقات شديدة لكنه استمر في دعم قضايا وطنه عبر الفن، حتى قدم أغنياته داخل الكنيسة دعماً للثوار.
واستمر حسن فايق في تقديم العديد من الأعمال الإذاعية والمسرحية، حيث كان من أبرز المشاركين في برنامج "ساعة لقلبك"، وقد اعتبر أن عبدالمنعم إبراهيم هو خليفته في عالم الفن الكوميدي، وكان يرى أن فؤاد المهندس يقلده.
زيجات حسن فايق
على الصعيد الشخصي، تزوج حسن فايق مرتين، الأولى من زوجة أم لطفلين، ثم تزوج ثانية من فتاة أصغر منه، الأمر الذي تعرض لانتقادات صحفية، إلا أنه برر هذا الزواج قائلاً إنه لا يستطيع العيش وحيدًا بعد رحيل زوجته الأولى وافتراق بناته عنه، في إحدى اللحظات العادية كان حسن فايق جالسًا في أحد المقاهي يحتسي فنجانًا من القهوة عندما وقع ما لم يكن في الحسبان، ارتعشت يداه وسقط الفنجان، و بعد ذلك بإغماء مفاجئ، بعد فحصه من قبل الأطباء، كانت الصدمة بتشخيصه بشلل نصفي، مما جعله يظل حبيس منزله لسنوات طويلة، عاش حسن فايق بعدها 15 عامًا من الألم والصمت، بعيدًا عن الأضواء لم يعد قادرًا على العمل كما كان، وتحول لشخص معتمد على دعم الأصدقاء والزملاء، ورغم محنته لم يتلقَ الدعم من الوسط الفني الذي كان جزءًا منه، حتى جاء قرار الرئيس الراحل أنور السادات بصرف معاش استثنائي له، ليخفف عنه بعض معاناته، و توفي في 14 سبتمبر 1980.
اقرأ أيضًا:
أحزان أبو ضحكة جنان.. حسن فايق زوجته كانت تصغره بـ 30 عام وتخلت عنه بعد إصابته بالشلل
آمر سعد زغلول الثوار بحمله علي الأعناق..أيام الشهد والدموع في حياة حسن فايق أبو ضحكة جنان