الشلل والفقر.. نهاية حزينة لأسطورة الكوميديا حسن فايق
عاد اسم الفنان الكبير حسن فايق إلى الواجهة مجددًا بعد ظهور حفيده، الدكتور حازم الشاذلي، في حوار تلفزيوني على قناة النهار مع الإعلامية مفيدة شيحة في برنامج "الستات".
كشف حفيد الفنان عن جوانب خفية من حياة جده الشخصية والفنية، مؤكدًا أن حسن فايق كان يعيش حياة بسيطة وهادئة، بعيدًا عن الصورة التي عرفها الجمهور من خلال أدواره السينمائية التي غلب عليها الطابع الكوميدي، لذلك يرصد الموجز تفاصيل صادمة من حياة الراحل حسن فايق في التقرير التالي.
حب الفن منذ الصغر ومواقفه الوطنية
لم يكن حسن فايق فنانًا عاديًا، بل كان عاشقًا للفن منذ نعومة أظافره، بدأ حياته الفنية في وقت مبكر، حيث شبّ على حب التمثيل والمسرح ولكن المفاجأة التي قد لا يعرفها الكثيرون هي أن حسن فايق كان شخصية وطنية بامتياز.
فقد شارك في ثورة 1919، وكان له دور بارز في مواجهة الاحتلال الإنجليزي من خلال استخدام فنه.
قدم العديد من الاسكتشات الغنائية الجريئة التي هاجمت الاحتلال الإنجليزي، وكان دائمًا قريبًا من زعيم الثورة المصرية سعد زغلول.
تعد هذه المرحلة من حياة حسن فايق علامة فارقة في مسيرته الفنية، حيث جمع بين الكوميديا والفن الوطني الهادف، لم تكن أدواره على الشاشة تعكس فقط الجانب المرح، بل كانت تعبيرًا عن روح وطنية متقدة، مما أكسبه احترام الجماهير ليس فقط كفنان، بل كمناضل وطني أيضًا.
صداقة العمر مع إسماعيل ياسين والخلاف المفاجئ
من بين الشخصيات التي ارتبط بها حسن فايق طوال مسيرته الفنية كان الفنان إسماعيل ياسين، الذي شكّل معه ثنائيًا كوميديًا ناجحًا.
تشارك الاثنان بطولة العديد من الأفلام التي أصبحت من كلاسيكيات السينما المصرية وكانت علاقتهما قوية إلى درجة أن الجمهور اعتقد أنها امتدت إلى حياتهما الشخصية. ولكن، كأي علاقة إنسانية، لم تخلُ هذه الصداقة من الخلافات.
ذكر الدكتور حازم الشاذلي حادثة وقعت أثناء تصوير فيلم "إجازة في جهنم"، عندما تطلبت أحد المشاهد أن يقوم إسماعيل ياسين بصفع حسن فايق على وجهه ولكن الضربة جاءت قوية وغير متوقعة، مما أغضب حسن فايق بشدة وترك موقع التصوير على الفور، مصممًا على عدم استكمال دوره في الفيلم وحاول العديد من زملائه في العمل تهدئته، لكن كل المحاولات باءت بالفشل حتى تدخل المخرج عز الدين ذو الفقار والنجمة سامية جمال، وتمكنا من إقناعه بالعودة إلى التصوير بعد اعتذار إسماعيل ياسين له.
ورغم أن حسن فايق وافق على العودة واستكمال دوره في الفيلم، إلا أن العلاقة بينه وبين إسماعيل ياسين لم تعد كما كانت، ولم يستطع أن يصفح عن هذه الواقعة تمامًا، مما أثّر على طبيعة صداقتهما لاحقًا.
السنوات الأخيرة ومعاناة المرض
لم تكن حياة حسن فايق خالية من المتاعب، فقد واجه في سنواته الأخيرة صعوبات كبيرة، بعد مشوار طويل من النجاح والشهرة، أصيب بالشلل الذي لازمه لمدة 15 عامًا.
كانت تلك الفترة من أصعب فترات حياته، حيث عانى من الفقر وتدهورت حالته الصحية بشكل كبير، ولكن في لفتة إنسانية، أصدر الرئيس المصري الأسبق أنور السادات أمرًا بصرف معاش استثنائي للفنان الكبير تقديرًا لما قدمه من إسهامات في مجال الفن.
رغم المعاناة التي عاشها في سنواته الأخيرة، إلا أن حسن فايق ظل محتفظًا بروحه المرحة التي اشتهر بها طوال حياته.
كان محبوه وزملاؤه دائمًا بجانبه، يحاولون التخفيف من آلامه والاحتفاء بذكرياته الفنية التي تركت أثرًا لا يُنسى في قلوب الجماهير.
حسن فايق.. رجل عاشق للحياة
في إطار ذلك، أوضح الدكتور حازم الشاذلي حفيد حسن فايق خلال اللقاء الأخير، أن جده كان يحب البساطة في حياته ويعيشها بروح مرحة، لكن في الوقت نفسه، كان لديه لحظات من العصبية التي كانت بعيدة كل البعد عن المبالغات التي ظهرت في أدواره الفنية.
تحدث حفيده أيضًا عن بعض العادات التي كان يتحلى بها حسن فايق في حياته الشخصية، حيث كان يفضل الابتعاد عن التعقيدات ويميل إلى الحياة البسيطة الهادئة. وأشار إلى أن حسن فايق كان رجلاً يمتاز بالكرم، بعكس ما قد يتردد أحيانًا من شائعات حول بخله، حيث كانت ملابسه أنيقة وذوقه.
اقرأ أيضًا
أحزان أبو ضحكة جنان.. حكايات في حياة حسن فايق
أحزان أبو ضحكة جنان.. حسن فايق زوجته كانت تصغره بـ 30 عام وتخلت عنه بعد إصابته بالشلل