هل يجوز تأجيل الحمل لعدم القدرة على رعاية الأولاد؟.. إليك الإجابة
هل يجوز تأجيل الحمل لعدم القدرة على رعاية الأولاد، ورد دار الإفتاء عبر موقعها الإلكتروني سؤال يقول، هل يجوز تأجيل الحمل أو الإنجاب لعدم القدرة على رعاية الأطفال؟.
ويوضح الموجز في السطور التالية رأي الشرع في تأجيل الحمل لعدم القدرة على رعاية الأطفال، وذلك بناء على ما أفتى به الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية السابق في الفتوى التي حملت رقم 8023.
حكم تأجيل الإنجاب لعدم القدرة على رعاية الأطفال؟
هل يجوز تأجيل الحمل، وقال مفتي الجمهورية السابق في فتواه: إذا غَلَب على الإنسان الظن أنه لن يُحسن تربية أولاده أو أنه لا يستطيع أن يوفر لهم عوامل الطمأنينة والاستقرار والأمان والرعاية لسفر أو لمرض أو توقع خطر عليهم، شُرِعَ له حينئذٍ الامتناع عن الإنجاب، حتى يغلب على ظنه تحقق القدرة على القيام بذلك الحق، فيكون بذلك مراعيًا لظروفه وإمكاناته رافعًا عن نفسه إثم تكليف نفسه بما فوق وسعه وطاقته.
وأضاف علام: ذلك مقتضى ما تواردت عليه النصوص الشرعية، حيث أفادت أنه إذا خاف الزوجان أو أحدهما على ذريته من المشاق أو الضرر أو عدم القدرة على القيام بواجبه الشرعي نحوهم جاز أن يمتنع من الإنجاب حتى يزول ما يتخوف منه، وتتحقق لديه القدرة من القيام بحقِّ رعايتهم.
شوقي علام: الإضرار بالأولاد منهي عنه
واستشهد مفتي الجمهورية السابق في فتواه بقوله تعالى: ﴿لَا تُكَلَّفُ نَفْسٌ إِلَّا وُسْعَهَا لَا تُضَارَّ وَالِدَةٌ بِوَلَدِهَا وَلَا مَوْلُودٌ لَهُ بِوَلَدِهِ﴾ [البقرة: 233].
وأوضح أن الآية تفيد أن الإضرار بالأولاد منهي عنه مِن كلِّ وجهٍ، فكانت الوسيلة الموصلة لذلك منهيًّا عنها لما قد تقرر أنَّ "ما أدى إلى الحرامِ فهو حرامٌ"، كما نص على ذلك الإمام عزِ الدِّين ابن عبد السلام في "قواعد الأحكام".
وتابع: كما تواردت نصوص السُّنَّة المطهرة على مشروعية اتخاذ وسائل منع الحمل إذا ثَبَتَ أنه يترتب على حصوله الإضرار بالولد، ومن ذلك: ما همَّ به النبي صلى الله عليه وآله وسلم من النهي عن الغيلة -وهي أَنْ يُصِيبَ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ وَهِيَ تُرْضِعُ وَلَدَهَا، فتحملَ فيضرَّ لبنُها رضيعَها- فلما عَلِمَ أنَّ ذلك لنْ يَضر بالولد لم ينه عنه، فعَنْ جُدَامَةَ بِنْتِ وَهْبٍ الْأَسَدِيَّةِ رضي الله عنها أَنَّهَا سَمِعَتْ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وآله وَسَلَّمَ يَقُولُ: لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ أَنْهَى عَنِ الْغِيلَةِ، حَتَّى ذَكَرْتُ أَنَّ الرُّومَ وَفَارِسَ يَصْنَعُونَ ذَلِكَ فَلَا يَضُرُّ أَوْلَادَهُمْ. أخرجه الإمام مسلم في "الصحيح".
اقرأ أيضًا:
دعاء لمن تأخر في الإنجاب.. أدعية سيدنا زكريا عليه السلام هي الحلالقدر الواجب مسحه من الرأس في الوضوء للنساء .. دار الإفتاء تجيب