هل علاج الزوجة من واجبات الزوج؟ رأي الشرع والقانون المصري
أثارت مسألة إنفاق الزوج على علاج زوجته المريضة جدلًا واسعًا في الصعيد الاجتماعي والديني، وجاءت الإجابة من مركز الأزهر العالمي للفتوى للرد الحاسم حول هذا الجدل، لتؤكد أن هذه النفقات ليست فقط مسألة أخلاقية، بل واجب شرعي وقانوني على الزوج، حيث يشمل مفهوم النفقة جميع احتياجات الزوجة الأساسية، بما فيها تكاليف العلاج.
يرصد الموجز حكم الشرع والقانون حول علاج الزوجة المريضة والانفاق من الزوج.
نفقة الزوجة تشمل العلاج والدواء
أكدت الدكتورة إيمان محمد، عضو مركز الأزهر العالمي للفتوى، أن نفقات الزوجة، بما في ذلك الدواء والعلاج، هي من حقوقها الشرعية على الزوج.
أوضحت خلال فتوى لها أن القانون المصري أخذ هذا الأمر في الاعتبار، وجعله جزءًا من الحقوق الزوجية التي يجب على الزوج الالتزام بها.
وأشارت إلى أن هذه النفقات تشمل زيارة الطبيب والعلاج إذا دعت الحاجة لذلك، مع التأكيد على أن هذا يتم في إطار من التعاون بين الزوجين.
وأضافت: "إذا كانت الزوجة تحتاج للعلاج أو الذهاب للطبيب بسبب حالتها الصحية، فإن ذلك يُعد من النفقات الواجبة على الزوج، مع ضرورة أن يكون الذهاب للطبيب لحاجة فعلية وبالتفاهم بين الطرفين."
مسؤولية الزوج وقوامته
فيما يتعلق بسؤال حول تأثير تقصير الزوج في النفقات على قوامته، شددت الدكتورة إيمان على أن القوامة ليست امتيازًا بل تكليفًا.
وأوضحت أن القوامة تقوم على الرعاية والتكامل بين الزوجين. وإذا حدث تقصير من أحد الطرفين، فإن الحل يكون باللجوء إلى أهل الاختصاص لضمان استمرارية العشرة بالمعروف.
وأشارت إلى أن الشريعة الإسلامية تجعل العلاقة الزوجية قائمة على المودة والرحمة، مما يستدعي من الزوج القيام بمسؤولياته تجاه زوجته دون تقصير، لا سيما في حالات المرض التي تتطلب دعمًا ماديًا ونفسيًا.
الاتفاق على الواجبات
أكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية في رد رسمي أن علاج الزوجة يُعد جزءًا من النفقة الواجبة على الزوج، وهو ما يتفق مع روح الشريعة الإسلامية وعدالتها.
كما أوضح مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن نفقة الزوجة تشمل المأكل، والمشرب، والمسكن، والملبس، وكذلك العلاج، وذلك بقدر استطاعة الزوج وظروفه المادية.
واستشهد المركز بقول الله تعالى:
{لِيُنْفِقْ ذُو سَعَةٍ مِنْ سَعَتِهِ وَمَنْ قُدِرَ عَلَيْهِ رِزْقُهُ فَلْيُنْفِقْ مِمَّا آتَاهُ اللَّهُ لَا يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلَّا مَا آتَاهَا}.
كما نقل المركز حديث النبي محمد ﷺ عندما سُئل عن حقوق المرأة على زوجها، فقال:
"أَنْ يُطْعِمَهَا إِذَا طَعِمَ، وَأَنْ يَكْسُوَهَا إِذَا اكْتَسَى، وَلَا يَضْرِبِ الْوَجْهَ، وَلَا يُقَبِّحْ، وَلَا يَهْجُرْ إِلَّا فِي الْبَيْتِ."
اقرأ أيضًا: زوجة في دعوى خلع بمحكمة الأسرة: خاني مع صاحبة عمري
زوجة تقيم دعوى خلع ضد زوجها بمحكمة الأسرة.. والسبب: ديكتاتوري