صلاح جاهين.. أصيب بالاكتئاب بسبب نكسة 1967 وكان من أشد المؤمنين بثورة 23 يوليو
الشاعر والكاتب صلاح جاهين، يعتبر أحد أبرز أعمدة الفن والثقافة في مصر،وُلد في عام 1930، ليصبح شاعرًا، ورسامًا، ومؤلفًا ترك بصمة لا تُنسى في تاريخ الفن المصري، تميزت أعماله بتنوعها وعمقها، فجمع بين الأغاني المبهجة، والرباعيات الفلسفية، والنصوص السينمائية المؤثرة، ليكون رمزًا للبهجة والحنين في قلوب الملايين.
نشأة صلاح جاهين
ويرصد موقع الموجز أبرز المعلومات والمحطات في حياته وُلد محمد صلاح الدين بهجت أحمد حلمي في حي شبرا بالقاهرة، حيث نشأ في كنف أسرة عريقة، كان والده يشغل منصب رئيس محكمة استئناف المنصورة، وقد أثر هذا الجو الثقافي على تكوين جاهين، التحق بكلية الفنون الجميلة، لكنه لم يكمل دراسته بها، لينتقل إلى كلية الحقوق، ومنها إلى عالم الصحافة حيث اكتشف شغفه الحقيقي، عمل رسامًا للكاريكاتير في مجلات كبرى مثل روز اليوسف، صباح الخير، والأهرام، وشكلت رسوماته علامة بارزة في تاريخ الصحافة المصرية.
إسهاماته السينمائية
قدّم صلاح جاهين للسينما المصرية مجموعة من أبرز الأفلام التي رسخت في الوجدان، مثل "أميرة حبي أنا"و"عودة الابن الضال"، كما كتب سيناريوهات خالدة منها "خلي بالك من زوزو"، "شفيقة ومتولي"، شارك أيضًا في التمثيل بأفلام مثل "المماليك"، و"اللص والكلاب"، بالإضافة إلى تقديمه 161 قصيدة شعرية وأوبريت"الليلة الكبيرة"، الذي يُعد من أشهر عروض العرائس في مصر.
كان جاهين صاحب رؤية فنية مميزة، واكتشف عددًا من النجوم الذين أصبحوا من أعلام الفن، مثل أحمد زكي، شريف منير، علي الحجار، كما جمعته علاقة وطيدة بالفنانة سعاد حسني، وأسهم في صياغة مشوارها الفني.
زيجات صلاح جاهين
تزوج صلاح جاهين مرتين؛ الأولى من سوسن محمد زكي، وأنجب منها ابنته أمينة وابنه الشاعر بهاء جاهين، أما زواجه الثاني فكان من الكاتبة منى قطان، وأنجب منها ابنته الصغرى سامية جاهين، رغم النجاح المهني، لم تخلُ حياته الشخصية من التحديات، حيث انعكست أزمات مثل النكسة عام 1967 على حياته الزوجية وأدت إلى انفصاله عن زوجته الأولى.
كان صلاح جاهين من أشد المؤمنين بثورة 23 يوليو ومشروع الرئيس جمال عبد الناصر، فجسّد آمال الثورة وطموحاتها من خلال عشرات الأغاني الوطنية التي خلدت تلك الحقبة، ورغم ارتباطه الوثيق بأحلام الثورة، إلا أن نكسة 1967 أصابته باكتئاب حاد، وازدادت حالته سوءًا بعد وفاة عبد الناصر في 1970.
صراعه مع المرض
عاش جاهين فترات طويلة من الاكتئاب، الذي أثّر على إبداعاته وحياته الشخصية. سافر إلى موسكو للعلاج، إلا أن معاناته ظلت مستمرة. تقول زوجته منى قطان عن هذه الفترة: "كانت حالته تجمع بين العبقرية والإحباط، تأرجح بين قمة الإبداع وألم الفقدان، لكنه ظل يحمل في داخله روح الفنان الحالم"، في 21 إبريل 1986، رحل صلاح جاهين.
اقرأ أيضًا: