أحمد زكي.. فقد بصره وعاش يتيما وفكر في الانتحار بسبب سعاد حسني
أحمد زكي، الفنان الملقب بالنجم الأسمر والنمر الأسود، كان أحد أعمدة التمثيل في مصر، تميز بموهبة فريدة وأداء استثنائي جعل منه أسطورة فنية، اشتهر بخفة ظله وقدرته على تقليد الشخصيات، بالإضافة إلى إتقانه للأدوار المعقدة التي جسدها ببراعة، ترك بصمة لا تُمحى في عالم الفن، وولد في مثل هذا اليوم عام 1946.
بدايات أحمد زكي الفنية
ويرصد موقع “ الموجز”، لمحات من حياته الشخصية، وُلد أحمد زكي في محافظة الشرقية، وكان الابن الوحيد لوالده الذي توفي بعد ولادته بوقت قصير، بعد وفاة والده، تزوجت والدته وانتقل للعيش مع جده الذي تكفّل بتربيته، درس في مدرسة الزقازيق الثانوية الصناعية قسم البرادة، تألق مبكرًا في فريق التمثيل المدرسي، وحقق نجاحًا باهرًا في ثلاث مسرحيات:" أحمس، الطريق الأبيض، غاب القمر"، أثارت موهبته إعجاب لجنة التحكيم، التي ضمت أسماء لامعة مثل محمد توفيق وعبد المنعم إبراهيم، شجعوه على الالتحاق بمعهد التمثيل، وهو ما كان بداية طريقه نحو النجومية.
انطلاقة أحمد زكي مع المسرح
خلال دراسته بمعهد التمثيل، جذبت موهبته انتباه الفنان عبد المنعم مدبولي الذي اختاره لدور في مسرحية "هاللو شلبي"،أطلق عليه آنذاك لقب "الكوميديان الصعلوك" بعد النجاح الكبير الذي حققه في "هاللو شلبي"، شارك في مسرحية "مدرسة المشاغبين"، التي شكلت انطلاقة قوية له واستمرت تُعرض لمدة أربع سنوات.
خطوة أحمد زكي الأولى في السينما
رشح أحمد زكي لدور في فيلم "الكرنك"، لكن البطلة سعاد حسني اعترضت على مشاركته قائلة: "هوه ده اللي حايمثل أمامي ويبوسني؟"، أثّر هذا الموقف عليه بشدة حتى أنه فكر في الانتحار، ورغم الصعوبات، شارك بدور صغير في فيلم "ولدي" عام 1972، بعدها حصل على أول بطولة في فيلم "شفيقة ومتولي" مع سعاد حسني، الذي كان بداية انطلاقه في السينما.
علامات سينمائية بارزة في حياة أحمد زكي
قدّم أحمد زكي مجموعة من الأفلام التي تعد من كلاسيكيات السينما المصرية، مثل:"البريء، الهروب، البيه البواب، الراقصة والطبال، معالي الوزير، النمر الأسود، كابوريا، وأبناء الصمت"، آخر أفلامه كان "حليم"، الذي جسد فيه حياة عبد الحليم حافظ وعُرض بعد وفاته.
تجسيد الزعماء والشخصيات التاريخية
تميز أحمد زكي بقدرته على تجسيد الشخصيات التاريخية، حيث تألق في فيلمي "ناصر 56"،"أيام السادات"، كان يتمنى تقديم شخصيات مثل المشير عبد الحكيم عامر والشيخ الشعراوي، تحدث عن صعوبة هذه الأدوار قائلاً في تصريحات سابقة له:"كل ما يهمني في عملي أن يقتنع المشاهد بالشخصية التي أؤديها، وأن تجسيد شخصية رئيس أو زعيم أصعب مليون مرة من تجسيد شخصية عادية، فمثل هذه الشخصيات التاريخية تحتاج إلى تجسيدها بحيادية وتحتاج إلى الصدق والأمانة في عرض الأحداث والأهم من ذلك أن اقتنع بالشخصية أولا".
أعمال أحمد زكي الدرامية
رغم قلة أعماله التلفزيونية، إلا أنها كانت مؤثرة، بدأ مشواره مع الدراما بمسلسل "الأيام" عن حياة طه حسين، ثم شارك في المسلسل الشهير "هو وهي" مع سعاد حسني عام 1985، من تأليف سناء البيسي وسيناريو صلاح جاهين.
في حياته الشخصية، تزوج أحمد زكي مرة واحدة فقط من الفنانة الراحلة هالة فؤاد، ورزق منها بابنه الوحيد، الفنان الراحل هيثم أحمد زكي، الذي توفي عن عمر 35 عامًا في فيلته بمدينة الشيخ زايد.
نهاية رحلة أحمد زكي
عانى أحمد زكي في سنواته الأخيرة من سرطان الكبد، لكنه استمر في العمل حتى أيامه الأخيرة، توفي أثناء تصوير فيلم "حليم" عام 2005، بعد مسيرة فنية حفرت اسمه في تاريخ السينما المصرية، واختيرت خمسة من أفلامه ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما.
تحدث الدكتور ياسر عبد القادر، أستاذ علاج الأورام بكلية طب القصر العيني الذي كان معالجا له عن الأيام الأخيرة في حياته قائلاً في تصريحات سابقة له:"ظل أحمد زكي فاقدًا لبصره لمدة 15 يومًا، ولم يكن أحد يعلم بذلك إلا أنا وهو فقط، بسبب انتشار الورم الذي وصل إلى العصب البصري، ومع تفاقم حالته، امتد الورم إلى الغشاء البلوري بالكبد، ما تسبب في وفاته".
كما أضاف الطبيب:"كان أحمد زكي ممثلاً عبقرياً يجري التمثيل في عروقه، حتى أنه تخيل قبل وفاته مشهد لقاءه بملك الموت ومثله أمامي، وتخيل نص الحوار بينه وبين عزرائيل حيث طلب منه أن يمهله وقت ليجهز ترتيبات العزاء ثم يعود له ثانيا ليقبض روحه".
اقرأ أيضاً:
”أهلاوي صميم وكرة القدم كادت تقتله”.. أحمد زكي وحكايته مع الرياضة