اليوم العالمي للغة العربية.. لسان القرآن وحصن الهوية عبر الأزمان
يُعد اليوم العالمي للغة العربية فرصة سنوية للاحتفاء بإحدى أعظم اللغات في العالم، لغة الضاد، التي تُعتبر واحدة من أركان التنوع الثقافي للبشرية، و يُوافق هذا اليوم 18 ديسمبر من كل عام، وهو التاريخ الذي اعتمدت فيه الجمعية العامة للأمم المتحدة اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية ولغات العمل فيها عام 1973.
معلومات عن اللغة العربية
اللغة العربية ليست مجرد وسيلة للتواصل، بل هي حامل للهوية والتراث الثقافي العربي، ومصدر لإلهام الأدب والشعر والفن عبر التاريخ، وتجمع بين الفصاحة والبلاغة، وتحتضن بين ثناياها مخزونًا هائلًا من المعرفة والحكمة، مما جعلها جسرًا يربط بين الماضي والحاضر.
في هذا اليوم، يتم تسليط الضوء على أهمية اللغة العربية في تعزيز الحوار الثقافي والحضاري، ودورها في بناء جسور التواصل بين مختلف الشعوب، والتأكيد على ضرورة حمايتها من التحديات التي تواجهها، لتبقى نابضة بالحياة للأجيال القادمة.
ومن ناحية أشاد الدكتور نظير عياد، مفتي الجمهورية ورئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم، بمكانة اللغة العربية، خلال كلمته في احتفال الأزهر الشريف باليوم العالمي للغة العربية، مؤكدا أن اللغة العربية حظيت بشرف عظيم لا يضاهى حين اختارها الله لتكون لغة القرآن الكريم ولسان النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
وأوضح أن هذا الاختيار الإلهي لم يكن مجرد مصادفة، بل جاء نتيجة تفرد اللغة بخصائص متميزة، أبرزها قوتها البنائية، وجمالها الفريد، وبلاغتها الفائقة، مستشهدا بآية من القرآن الكريم: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون}، لتأكيد أن هذا الحفظ الإلهي يمتد للغتها، بما يجعلها لغة خالدة وأبدية.
اللغة العربية.. مرونة تعبيرية وقدرة على التجديد
ويستعرض الموجز، تصريحات المفتي عن إمكانات اللغة العربية الهائلة كما يلي..
وسلط الدكتور عياد الضوء على الإمكانات الهائلة التي تتمتع بها اللغة العربية، من اشتقاق وإعراب ونحت، وهي خصائص تمنحها مرونة استثنائية لاستيعاب مستجدات العصر، دون التفريط في هويتها أو أصالتها.
وأوضح أن هذه الخصائص تمكن اللغة العربية من التعبير عن أعمق المعاني بأدق الأساليب، لتظل قادرة على مواكبة التطورات العلمية والثقافية.
وأكد على ضرورة فهم هذه السعة اللغوية لفهم نصوص القرآن الكريم، مستشهدًا بقول الإمام الشافعي: "القرآن نزل بلسان العرب دون غيره؛ لأنه لا يعلم من إيضاح جمل علم الكتاب أحد جهل سعة لسان العرب وكثرة وجوهه".
الأزهر الشريف.. صرح لحماية اللغة العربية والهوية الثقافية
ويقدم الموجز، تصريحات مفتي الجمهورية المتعلقة بدور الأزهر الشريف في الحفاظ على اللغة العربية في السطور التالية..
وأشار الدكتور عياد إلى أن الأزهر الشريف كان وما زال الحصن المنيع للغة العربية، ومنارة العلم التي حفظت على مدار قرون الهوية الدينية والثقافية للأمة.
وأضاف أن الأزهر تصدى لمحاولات الاستعمار والتغريب التي استهدفت طمس معالم اللغة العربية وهويتها، مؤكدًا أن دوره في حماية اللغة ليس وليد اللحظة بل امتداد لتاريخ طويل من الجهود المخلصة.
ونقل عن فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب قوله: "الأزهر هو الحارس الأمين على اللغة العربية، ونجح عبر تاريخه في التصدي لموجات التغريب، التي حاولت النيل من هويتنا العربية والإسلامية".
تعزيز مكانة اللغة العربية في مواجهة التحديات
اختتم الدكتور نظير عياد كلمته بتوجيه الشكر للحاضرين والمشاركين في احتفال اليوم العالمي للغة العربية، مشيدًا بجهودهم في الحفاظ على اللغة وتعزيز مكانتها.
ودعا إلى تكثيف الجهود من أجل مواجهة التحديات التي تواجه اللغة العربية في العصر الراهن، والعمل على تأصيل دورها باعتبارها ركيزة أساسية للهوية الثقافية والحضارية للأمة.
اقرأ أيضا
بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية.. حديث شريف عن اللغة العربية وأهميتها
اليوم العالمي للغة العربية.. كيف احتفل الأزهر الشريف بلغة الضاد ؟