هل ينهى دفن الموتى بين الظهر والعصر؟.. الإفتاء تجيب
أوضحت دار الإفتاء المصرية حكم الدفن بين وقت الظهر والعصر والدعاء للميت جهرًا وليس سرا.
جاء ذلك عندما تلقت دار الإفتاء المصرية اليوم سؤالاً من شخص يقول: ما حكم الدعاء جهرًا على المقابر عقب دفن الميت؟ وما أيضاً حكم دفن الميت بين الظهر والعصر، حيث جاء حديث "ثلاث أوقات لا تصلوا فيها ولا تدفنوا فيهن موتاكم؛ منها عند قائم الظهيرة"؟.
وهذا السؤال الذي سيعرض إجابته الموجز فيما يلي من قبل رد دار الإفتاء المصرية.
وأجاب على هذا السؤال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق، قائلاً أن الدعاء للميت عقب دفنه هو سنةٌ واردةٌ عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم؛ فعن عثمان بن عفان رضي الله عنه قال: كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم إذا فرغ من دفن الميت وقف عليه فقال: «اسْتَغْفِرُوا لأَخِيكُمْ وَسَلُوا لَهُ التَّثْبِيتَ؛ فَإِنَّهُ الآنَ يُسْأَلُ» رواه أبو داود والحاكم وقال: صحيح الإسناد.
الطريقة الصحيحة للدعاء عند الدفن
أما بالنسبة لكيفية الدعاء عند الدفن، فيقول علي جمعة، في فتواه من خلال بوابة الدار الرسمية، إن الأمر فيها واسع؛ وذلك لأن الأمر إذا ورد على جهة الإطلاق وكان يحتمل في فعله وطريقة إيقاعه أكثر من وجه فإنه يتم أخذه على إطلاقه وسعته، ولا يصح أيضاً تقييد وجه دون وجه مـن غير إثبات.
وعليه: فيوضح فضيلة المفتي الأسبق إجازة الدعاء سرًّا وجهرًا أيضاً، فرادى وجماعات، ولا تضييق في ذلك، فكله يعد جائز، وكله موافق للسنة ولا بدعة فيه، وعلى أن الدعاء في الجمع هو أرجى للقبول وأيقظ للقلب وأجمع للهمة أيضاً وأدعى للتضرع والذلة بين يدي الله عز وجل، خاصة إذا وجدت موعظة، وقد قال سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم: «يَدُ اللهِ مَعَ الْجَمَاعَةِ» رواه الترمذي وحسنه والنسائي عن ابن عباس رضي الله عنهما.
الأوقات المنهي عن الدفن بها
وبالنسبة لوقت الدفن المثالي؛ فأشار علي جمعة إلى ما رواه أحمد وأصحابه "السنن" عن عقبة رضي الله عنه قال: "ثَلاثُ سَاعَاتٍ كَانَ رَسُـولُ اللهِ يَنْهَانَا أَنْ نُصَلِّيَ فِيهِنَّ أَوْ أَنْ نَقْبُرَ فِيهِنَّ مَوْتَانَا: حِينَ تَطْلُعُ الشَّمْسُ بَازِغَةً حَتَّى تَرْتَفِعَ، وَحِينَ يَقُومُ قَائِمُ الظَّهِيرَةِ حَتَّى تَمِيلَ الشَّمْسُ، وَحِينَ تَضَيَّفُ الشَّمْسُ لِلْغُرُوبِ حَتَّى تَغْرُبَ".
فيعد هذا الحديث فيه نهي عن الصلاة غير ذلك السبب الماضي أو المقارن وعن الدفن في هـذه الأوقات، فأما إذا كانت الصلاة لها سبب سابق أو مقارن؛ كصلاة الفريضة أداءً أو قضاءً أو سنة الوضوء أو تحية المسجـد أو صلاة الكسوف أو الخسوف، أو كان الدفن مستعجلًا؛ وذلك لخوف تغير الميت أو فساده، فيجوز في هذه الأحوال الصلاة والدفن في هذه الأوقات.
وقال جمعة في نهاية فتواه، إنه وعلى ذلك: فإن دفن الميت بين الظهر والعصر هو جائز مطلقًا وليس هذا الوقت من الأوقات التي يُنهى فيها عن الصلاة أو الدفن، وإنما المقصود بقائم الظهيرة تلك المدة البسيطة التي تسبق وقت الظهر مباشرة، والله سبحانه وتعالى أعلى وأعلم.
اقرأ أيضاً: