عبده السروجي.. صوت طربي أصيل حُرم من الأضواء وظُلم مع أم كلثوم

عبده السروجي
عبده السروجي

عبده السروجي، اسم لامع في تاريخ الغناء المصري، جمع بين الموهبة والصبر والإصرار على النجاح رغم الظروف الصعبة التي واجهها منذ نشأته وحتى رحيله في مثل هذا اليوم 13 ديسمبر 1978، استطاع أن يترك بصمة خالدة في عالم الغناء، خاصة بأغانيه الشعبية والعاطفية والوطنية ومع ذلك، لم تأخذ مسيرته حقها الكامل، فقد عاش حياة مليئة بالتحديات، من حذف اسمه من أفيشات الأفلام إلى نسب أغانيه لغيره.

يرصد موقع الموجز أبرز محطات عبده السروجى خلال السطور التالية.

نشأة وبدايات عبده السروجى 

وُلد عبده السروجي عام 1911 في حي قلعة الكبش الشعبي بالسيدة زينب، وترعرع في أجواء بسيطة كانت محفزًا لشخصيته الفنية.

بدأ  عبده السروجى حياته المهنية كمتعهد توزيع للصحف، وهو عمل أتاح له التعرف على الثقافة والموسيقى، فكان يردد ألحان الشيخ سيد درويش وأغاني منيرة المهدية وعبد اللطيف البنا، ما ساهم في تشكيل موهبته.

التحق  عبده السروجى بمعهد الموسيقى عام 1929، حيث تتلمذ على يد أساطين الموسيقى مثل الشيخ درويش الحريري وعلي محمود لكنه اضطر لترك الدراسة بسبب ضغوط الحياة وتزايد احتياجاته المعيشية.

عبده السروجي 

"على بلد المحبوب" وبداية الصراعات

كانت أغنية "على بلد المحبوب وديني" نقطة انطلاق عبده السروجي نحو الشهرة، حيث غناها لأول مرة في فيلم وداد، وحققت نجاحًا كبيرًا لكن مع تسجيل أم كلثوم الأغنية بصوتها ونسبتها إليها، شعر السروجي بالظلم، ما دفعه لعدم التعاون مرة أخرى مع رياض السنباطي، ملحن الأغنية.

مسيرته السينمائية

دخل السروجي مجال السينما وشارك بالغناء في عدة أفلام، مثل ملكة المسارح وأحلام الحب ونجف، رغم موهبته، لم يُنسب له النجاح السينمائي المستحق، وغالبًا ما كان اسمه يُحذف من الأفيشات، ما زاد من شعوره بالإحباط.

التعاون مع صلاح السقا والنجاحات الرمضانية

أحد أبرز إنجازاته كان غناءه في أوبريت "الليلة الكبيرة" الذي تعاون فيه مع صلاح جاهين وسيد مكاوي، حيث أدى شخصية بائع الملبن.

ومن المميز أن قلة تعرف أنه من أدى هذا الدور كذلك كان من أوائل المطربين الذين غنوا للمسحراتي في الإذاعة المصرية، من خلال أغاني مثل يا نيل هدية.

حياته الشخصية وميراثه الفني

ارتبط عبده السروجي بعلاقة عائلية مع المخرج صلاح السقا، حيث تزوج من ابنته وأصبح جد الفنان أحمد السقا، الذي عبر عن فخره بجده قائلاً: "عبده السروجي أول من غنى (بلد المحبوب) و(غريب الدار) وغنى لفلسطين أغنية تعد من الروائع اسمها (الله يصونك يا فلسطين)."

عبده السروجي 

الغناء والصحافة طريق مزدوج

رغم نجاحه في الفن، اختار السروجي الاستمرار في عمله كمتعهد توزيع للصحف لضمان استقرار حياته، كان يؤمن بأن الفن قد يغدر بأهله، ولهذا حافظ على مصدر دخل ثابت بجانب موهبته الغنائية.

عبده السروجي 

ختام مسيرة عبده السروجى 

عاش عبده السروجي حياة متواضعة بعيدًا عن الأضواء في مسكنه بحي عابدين، بعد أن شعر بالظلم والتهميش. 

ورغم ذلك، ترك إرثًا فنيًا غنيًا يشهد له تاريخ الغناء المصري، من أغانيه الشهيرة "غريب الدار" و"بكت في إيدي الشموع" إلى أدواره المميزة في السينما والأوبريتات.
 

اقرأ أيضًا 

فارس السينما.. كيف تحول أحمد السقا من كومبارس إلى سوبر ستار
 

الوجه الآخر لـ أم كلثوم.. سر النظارات السوداء وعلاقتها بالشائعات الغامضة
 

تم نسخ الرابط