احتفالات رأس السنة بين ذكريات الزمن الجميل وأفكار جريئة في العصر الحديث
تعتبر ليلة رأس السنة واحدة من أهم المناسبات التي ينتظرها الجميع بفارغ الصبر، حيث يتم الاحتفال بها وسط أجواء من الفرح والموسيقى، ويتفنن النجوم والفنانون في تقديم حفلات فنية ومفاجآت لجمهورهم ولكن ما يميز هذه الليلة ليس فقط تلك الحفلات الراقية، بل العديد من المواقف الطريفة والغريبة التي شهدتها، سواء في الماضي أو الحاضر.
احتفالات رأس السنة كانت ولا تزال تعكس جوانب من شخصيات الفنانين، سواء كانوا في الزمن الجميل أو في العصر الحديث، لذلك يرصد الموجز أغرب عادات المشاهير في ليلة رأس السنة.
حسن فايق و"مقلب" الجنود الإنجليز
في عام 1941، وبينما كانت مصر تشهد حالة من الاضطراب بسبب الحرب العالمية الثانية، كان الفنان الكوميدي حسن فايق، صاحب الضحكة الشهيرة التي لا تُنسى، في طريقه إلى عمله مع فرقة الريحاني.
وفي ليلة رأس السنة تلك، كانت شوارع القاهرة مكتظة بالجنود البريطانيين والأستراليين الذين كانوا في حالة سكر شديدة.
ولم يكن حسن فايق يتوقع أن يكون محط اهتمام هؤلاء الجنود، الذين التفوا حوله وأخذوا يرقصون ويغنون بأيدٍ مملوءة بزجاجات البيرة.
ورغم أن حسن فايق كان يرتدي بدلة جديدة احتفالاً بهذه المناسبة، إلا أنه لم يكن أمامه سوى الاستجابة لطلب الجنود والاندماج معهم في الرقص والغناء على أمل الهروب من تلك المواقف المحرجة.
إلا أن الجنود تفاجؤوا به ورشوا زجاجات الخمر عليه، مما جعل بدلته الجديدة مبللة بالكامل وكأنها "فوطة مبتلة".
وعندما وصل فايق إلى مسرح الريحاني في تلك الحالة المزرية، سخر منه زملاؤه، وكان من أبرز التعليقات التي وجهها له الفنان الراحل نجيب الريحاني، قائلاً: "إيه ده يا أبو علي، أنت بقيت خمارة متحركة!"، لتتبدد بذلك فرحة حسن فايق ببدلته الجديدة، وليظل هذا الموقف أحد الطرائف الشهيرة التي تُذكر حتى اليوم.
"ذا روك" وتحدي جبل كليمنجارو
أما في الوقت الحالي، فقد شهدنا أفكارًا جديدة وجريئة حول كيفية الاحتفال بليلة رأس السنة، وخاصة من قِبل النجوم العالميين، أحد أبرز هذه الأفكار جاء من دواين "ذا روك" جونسون، نجم المصارعة العالمية والسينما الأمريكية، الذي قرر هذا العام تنظيم احتفال رأس السنة على قمة جبل كليمنجارو في تنزانيا.
لم يكن الأمر مجرد احتفال عادي، بل كان تحديًا حقيقيًا بالنسبة لجونسون وأصدقائه الذين رافقوه في هذا الحدث.
على الرغم من الإثارة التي أضافتها الفكرة، فإن البعض عبّر عن قلقه بشأن السلامة في مثل هذه الظروف الجوية القاسية.
يعد جبل كليمنجارو من أعلى القمم في أفريقيا، والتضاريس الوعرة والطقس القاسي جعل البعض يتساءل عن إمكانية تنفيذ مثل هذه الفكرة من دون مخاطر كبيرة، لكن دواين جونسون أثبت أن مغامرات رأس السنة يمكن أن تتجاوز حدود التوقعات.
بيونسيه ومزج الثقافات
لم تقتصر احتفالات رأس السنة على المغامرات الجغرافية، بل شهدت أيضًا تفاعلًا مثيرًا مع ثقافات متنوعة، خاصة من قبل الفنانة العالمية بيونسيه.
في العام الماضي، قررت بيونسيه أن تحتفل برأس السنة بطريقة مبتكرة من خلال ارتداء أزياء مستوحاة من ثقافات مختلفة حول العالم.
اختارت بيونسيه ملابس تقليدية من بلدان مثل الهند واليابان وأفريقيا، وهو ما أثار جدلًا واسعًا بين معجبيها وبعض النقاد.
في حين أشاد البعض بتنوعها واستخدامها للأزياء الثقافية، اعتبر آخرون أن هذه الخطوة قد تكون مثالًا على "الـ Cultural Appropriation"، أو الاستيلاء على الثقافات.
هؤلاء اعتبروا أن بيونسيه لم تُظهر احترامًا كافيًا للثقافات التي اختارتها، بل أنها استخدمتها بطريقة قد تكون سطحية أو غير مراعية لخصوصيات تلك الثقافات.
وبينما استمر الجدل حول هذا الموضوع، أكدت بيونسيه في عدة مناسبات أنها تهدف إلى الاحتفاء بتنوع الثقافات، مما جعل البعض يعيد النظر في هذه الفكرة.
إيلون ماسك والاحتفال في الفضاء
من بين الاحتفالات الأكثر غرابة وجرأة كان ما أعلن عنه الملياردير الأمريكي إيلون ماسك، الذي قرر أن يغير مفهوم احتفالات رأس السنة بشكل غير تقليدي حيث أعلن في العام الماضي عن خطط لإقامة حفل رأس السنة في الفضاء وذلك في إطار سعيه المتواصل لاستكشاف الفضاء الخارجي، عبّر ماسك عن استعداده لإقامة حفلة فاخرة على متن صاروخ فضائي، مع دعوة مجموعة من المشاهير للانضمام إلى هذه التجربة المذهلة.
ورغم أن الفكرة قد تبدو مثيرة للغاية، فإنها أثارت أيضًا العديد من التساؤلات حول إمكانية تحقيقها في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه مثل هذه الرحلات الفضائية.
لقد تغيرت الأزمان، وتطورت الطرق التي نحتفل بها، ولكن ما يظل ثابتًا هو رغبة الجميع في قضاء ليلة رأس السنة بطريقة فريدة ومميزة، سواء بالضحك والطرائف أو بالمغامرات الجريئة التي تجعل هذه الليلة لا تُنسى.
اقرأ أيضًا: