غريب محمود.. لقب أبو العريف وعرف بالأب الحنون وتوفى فجأة على المسرح
تحل ذكرى رحيل الفنان غريب محمود، يوم 10 ديسمبر، حيث غادر عالمنا في عام 2006، وكان رحيله د مفاجئًا ومؤلمًا لجمهوره وعائلته، إلا أن إرثه الفني الكبير ما زال حيًا في أذهان محبيه.
يعد غريب محمود أحد أبرز الوجوه الكوميدية التي أمتعت المصريين والعرب على مدار عقود من الزمن، حيث كان يتميز بأداء كوميدي خفيف الظل، جمع بين البساطة والعمق، مما جعل أعماله تلامس قلوب المشاهدين.
يرصد الموجز أبرز محطات غريب الفنية خلال السطور التالية.
بداية مشوار غريب محمود
وُلد غريب محمود في 10 مايو 1945 في منطقة العباسية بالقاهرة، ونشأ في بيئة فنية ساعدت على اكتشاف موهبته في وقت مبكر. انضم إلى معهد الفنون المسرحية حيث درس التمثيل، ليبدأ بعدها مشواره الفني على خشبة المسرح في أوائل السبعينات.
كان له حضور قوي في العديد من المسرحيات التي شكلت جزءًا من ذاكرة الفن المصري، من أبرزها "جحا يحكم المدينة"، "علشان خاطر عيونك"، "أنا ومراتي ومونيكا"، و"شارع محمد علي". هذه العروض كانت بمثابة منصة لإبراز موهبته الكوميدية، ما جعله يحجز لنفسه مكانًا بارزًا في عالم الفن.
غريب محمود بين السينما والتليفزيون
لم يكن المسرح وحده ما أبدع فيه غريب محمود، بل كان له حضور قوي أيضًا في السينما والتليفزيون. شارك في العديد من الأفلام الشهيرة مثل "المولد"، "بخيت وعديلة"، "بوحة"، و"شمس الزناتي"، حيث قدم أدوارًا كوميدية كانت مليئة بالطرافة والذكاء. كما شارك في مسلسلات حققت نجاحًا كبيرًا مثل "عفاريت السيالة"، "آن الأوان"، "الوتد"، و"أرابيسك"، حيث كان يظهر دائمًا بوجهه المميز وحضوره الطاغي الذي لا يُنسى.
واستمرت مسيرته الفنية حتى أوائل الألفينات، حيث أصبح غريب محمود واحدًا من أشهر الوجوه الكوميدية في مصر. كان له أسلوبه الخاص الذي جعل من كل دور يؤديه علامة مميزة في حياته الفنية.
تميز بتقديم الشخصيات البسيطة المليئة بالحكمة والفكاهة في آن واحد، مما جعله يحقق شهرة واسعة بين مختلف الأجيال.
علاقته بأسرته.. الأب الحنون والمحب للفن
على الرغم من كونه أحد نجوم الكوميديا، إلا أن غريب محمود كان شخصًا عائليًا جدًا، فقد كان أبًا حنونًا وزوجًا محبًا.
في أكثر من مرة تحدث ابنه محمود غريب عن تأثره العميق بشخصية والده، مشيرًا إلى أنه كان نموذجًا في التعامل مع الحياة والفن.
وكان محمود يقول في أحد اللقاءات التلفزيونية: "محظوظ إني أتربيت في بيت فيه الفنان غريب محمود، استفدت منه في الحياة وفي الفن، وكان خفيف الظل جدًا".
كما أكد على العلاقة الخاصة التي كانت تجمع بين والده وبين عدد من الفنانين مثل نجاح الموجي وأحمد راتب، مشيرًا إلى أنه تأثر بهم فنياً وكان يشيد دائمًا بالفنان سيد زيان الذي كان له دور كبير في مسيرته الفنية.
من "أبو العريف" إلى "غريب محمود".. منطلقاته في فنون الكوميديا
غريب محمود عُرف بين جمهور الفنانين بلقب "أبو العريف" بسبب مشاركته في حملة محو الأمية التي قدمها في التليفزيون في التسعينات والألفينات، وهي حملة ساعدت على نشر الوعي بين فئات المجتمع المختلفة.
كان لهذا اللقب دلالة قوية على تأثيره الواسع، حيث جمع بين الكوميديا والفائدة الاجتماعية في عمله.
وقد كانت مشاركاته في هذه الحملات تمثل جزءًا من شخصيته الفنية التي لا تقتصر على الترفيه فحسب، بل تسعى أيضًا لتقديم رسائل اجتماعية هادفة.
رحيله المفاجئ وذكراه التي لا تموت
توفي غريب محمود في 10 ديسمبر 2006، أثناء تقديمه دورًا في مسرحية "حمام مغربي" مع الفنانة وفاء مكي أثناء أداء مشهد على خشبة المسرح، سقط مغشيًا عليه ولكن سرعان ما استعاد توازنه، ليعود للوقوف مع زملائه، لكنه سقط ثانية وفقد الوعي، ما دفع فريق العمل إلى محاولة إسعافه فورًا. تم نقله إلى المستشفى، ولكن لم تنجح محاولات الأطباء في إنقاذه، ليفارق الحياة تاركًا وراءه إرثًا فنيًا لا يُنسى.
غريب محمود لم يكن مجرد فنان كوميدي، بل كان رمزًا للمرح والذكاء والحكمة في أعماله، وكان له تأثير كبير على العديد من الفنانين الشبان الذين تأثروا بمسيرته.
لقد ترك غريب محمود وراءه رصيدًا ضخمًا من الأعمال الفنية التي تجاوزت 135 عملاً بين مسرح وسينما وتليفزيون، ما يجعله من أبرز الأسماء التي أضاءت سماء الفن المصري والعربي.
اقرأ أيضًا
بدأ حياته وأنهاها على المسرح.. نجله فنان معروف.. حكايات مآسوية في حياة غريب محمود
أبو العريف.. حكايات حزينة عن الفنان غريب محمود الذي مات ”علي المسرح ”