الكشف عن تفاصيل سرية في قضية مقتل ذكرى على يد زوجها أيمن السويدي
الفنانة التونسية ذكرى أسرت قلوب محبيها بصوتها القوي وأدائها الرائع، وتركت بصمة لا تُنسى في عالم الغناء العربي رغم مسيرتها القصيرة التي حققت خلالها نجاحات متتالية جعلتها واحدة من أبرز الأصوات في عالم الطرب.
تميزت ذكرى، بقدرتها على نقل الأحاسيس والمشاعر من خلال أغانيها، وقدرتها على أداء ألوان غنائية متنوعة جعلتها تحظى بشعبية واسعة في الوطن العرب، ورغم رحيلها المفاجئ يزال صوتها وأغانيها حاضرين في ذاكرة جمهورها.
محطات مؤثرة في حياة ذكرى
ويرصد موقع “ الموجز ”، أبرز المعلومات والمحطات في حياتها بمناسبة ذكرى رحيلها، وُلدت ذكرى في 16 سبتمبر 1966 بتونس، وكانت واحدة من أبرز الأصوات التي أضاءت الساحة الغنائية العربية.
و اشتهرت ذكرى بقوة صوتها وأدائها العذب، ما جعلها محط أنظار العالم العربي منذ بداياتها، تلك المسيرة انتهت بشكل مأساوي عندما استيقظ المصريون على جريمة مروعة في صباح يوم 28 نوفمبر 2003، حيث قُتلت ذكرى على يد زوجها، رجل الأعمال أيمن السويدي، الذي أنهى حياتها وحياة مدير أعماله وزوجته، قبل أن ينتحر.
البداية الفنية للمطربة ذكرى
بدأت ذكرى رحلتها الفنية خلال سنوات دراستها، بدعم من والدها الذي آمن بموهبتها، بينما كانت والدتها زهرة تعارض دخولها المجال الفني، لكن وفاة والدها غيّرت الموقف، حيث بدأت أسرتها في دعمها، في عام 1980شاركت ذكرى في برنامج اكتشاف المواهب "بين المعاهد"، وقدمت أغنية "اسأل عليا" لليلى مراد، لاحقًا شاركت في برنامج الهواة "فن ومواهب"، حيث غنت الأغنية ذاتها إلى جانب "الرّضى والنور" لأم كلثوم، فأبهرت الجميع بأدائها وصوتها المميز، وفازت بلقب البرنامج عام 1983، ما شكل نقطة انطلاقتها الحقيقية في عالم الغناء.
وفي عام 1983 كان عامًا محوريًا في مسيرتها الفنية، حيث سجلت أولى أغانيها الخاصة بعنوان "يا هوايا"، من ألحان عز الدين العياشي، في العام ذاته، تألقت في مهرجان قرطاج وانضمت إلى فرقة الإذاعة والتلفزة التونسية، حيث تعاونت مع الملحن عبد الرحمن العيادي الذي قدم لها العديد من الألحان التي أثرت مسيرتها.
انطلاقة ذكرى بعد السفر إلى مصر
كما سافرت إلى مصر بعد ذلك والتقت بالموسيقار هاني مهنا الذي أنتج لها ألبومين غنائيين خلال عام 1995،1996 وحققت من خلالهم نجاحاً كبيراً.
في عام 1997، أصدرت ذكرى ألبومها الشهير "الأسامي"، ثم أتبعت ذلك بألبوم "يانا" عام 2000، أما آخر ألبوماتها فكان بعنوان "يوم ليك ويوم عليك"، الذي غنته باللهجة المصرية وقد طرحته عام 2003، فقد صدر قبل رحيلها بثلاثة أيام فقط.
خلال مسيرتها، لم تقتصر ذكرى على تقديم الأغاني فقط، بل شاركت أيضًا في أعمال جماعية، كان أبرزها أوبريت "الحلم العربي" عام 1998، الذي جمع نخبة من نجوم الطرب في الوطن العربي، ليبقى اسمها خالدًا في ذاكرة الفن العربي.
رغم مرور سنوات طويلة على إغلاق التحقيقات في قضية مقتل المطربة ذكرى، إلا أن الجريمة لا تزال محاطة بالجدل والإشاعات، مع استمرار انتشار العديد من الروايات والسيناريوهات التي تناقض الرواية الرسمية للتحقيقات.
تحكمات زوجها أيمن السويدي
صرّح الموسيقار هاني مهنا عقب الحادثة بأن ذكرى كانت "شهيدة الحب"، مشيرًا إلى أنها تحدثت معه قبل الجريمة بيوم واحد لتخبره عن شجار حاد بينها وبين زوجها أيمن السويدي، الذي كان يحاول فرض سيطرته على حياتها المهنية، وأوضحت ذكرى له أنها مصممة على الحفاظ على استقلالها الفني، كما أكدت أن إحدى الخادمات، كانت شاهدة على تلك الأحداث، وأن السويدي طلب منها التفرغ كليًا لحياتها الزوجية، لكنها رفضت بشدة، مذكّرة إياه بأنها كانت فنانة منذ البداية، وأنها لن تتخلى عن عملها.
أغنية تسببت في قتل ذكرى
ظهرت فرضية أخرى مع تداول أغنية نسبت إلى الشاعر الليبي علي الكيلاني، وقيل إنها كانت تنتقد أنظمة الحكم في عدد من الدول العربية، مما أثار جدلًا واسعًا، انتشرت شائعات تشير إلى تورط مخابرات دولة عربية في اغتيال ذكرى انتقامًا بسبب هذه الأغنية، مما جعلها تُعرف بين الجمهور باسم "الأغنية التي قتلت ذكرى".
تورط جمال مبارك في قتل ذكرى
بعد ثورة يناير، خرج شقيق ذكرى، شفيق الدالي، ليؤكد أن الأسرة تمتلك أدلة تثبت تورط جمال مبارك في مقتلها وزوجها، زعم أن العائلة تحتفظ بشهادة خبير طب شرعي مسجلة بالفيديو، تؤكد أن أيمن السويدي قُتل برصاصات متعددة، وليس برصاصة واحدة كما أوردت التحقيقات الرسمية، إلا أن الأسرة لم تكشف الأسباب المحتملة وراء تورط جمال مبارك.
تحدثت تقارير عن أن الغيرة والشك كانا السبب وراء الجريمة، وفقًا لشهادة الخادمة، طالب السويدي ذكرى بترك الفن بسبب شكوكه في سلوكها، إلا أن المقربين من ذكرى نفوا هذه المزاعم تمامًا، مؤكدين أنها كانت تتمتع بأخلاق عالية ومخلصة لزوجها بشكل كبير.
تفاصيل مثيرة في قضية نقتل ذكرى
سيناريو آخر أشار إلى أن أيمن السويدي ارتكب الجريمة بسبب أزمة نفسية كبيرة نتيجة خسائر مالية ضخمة تعرض لها في البورصة، عُثر في خزنته الخاصة على وصية كتب فيها عن معاناته النفسية والضغوط المالية، محذرًا شقيقه من التعامل مع مدير أعماله الذي اعتبره مسؤولًا عن تدهور أوضاعه المالية، في وصيته أشار السويدي إلى ديونه الكبيرة وعدم تحمله للضغوط، ما أوحى بأنه كان يعاني من انهيار نفسي قبل وقوع الجريمة.
لغز مقتل ذكرى يظل المسيطر على القضية
ظهرت روايات أخرى تزعم أن ذكرى كانت ضحية فتوى دينية، قيل إن أحد الشيوخ اتهمها بالكفر وأفتى بإهدار دمها بعد تصريح نُسب إليها تُشبه فيه معاناتها في الفن بمعاناة الرسول محمد عليه الصلاة والسلام، رغم أن ذكرى نفت هذا التصريح بشكل قاطع، وأصدر مفتي الديار المصرية فتوى تبرئها، إلا أن هذه الواقعة ظلت تُربط بالجريمة من قبل البعض، الذين اعتقدوا أن ما حدث قد يكون نتيجة لتحريض ديني.
وأخيراً تظل قضية مقتل ذكرى واحدة من أكثر القضايا غموضًا في الوسط الفني العربي، حيث يستمر الجدل حولها رغم مرور أكثر من عقدين على رحيلها، ومع كل سيناريو يظهر، يعود الحديث عنها ليذكرنا بنهاية مأساوية لفنانة تركت إرثًا فنيًا خالدًا.
اقرأ أيضاً
اكتشف موهبة سميرة سعيد ثم تزوجها وكوكب الشرق والعندليب تميمة حظه.. محطات في حياة الموسيقار هانى مهنى
هانى مهنى يروى مواقف فريد الأطرش الانسانية على أنغام ”الربيع”