نهاية عماد حمدي المأساوية.. مات على الحديدة وفقد بصره بسبب نادية الجندي
عماد حمدي هو أحد أبرز نجوم السينما المصرية في القرن العشرين،
اشتهر بلقب "فتى الشاشة الأول"، وبرز في العديد من الأفلام المصرية التي أصبحت جزءًا من تاريخ السينما العربية.
لمحات من حياة عماد حمدي
ويرصد موقع الموجز، لمحات من حياته الشخصية، وُلد عماد حمدي يوم 25 نوفمبر عام 1909 في سوهاج، كان له شقيق توأم يُدعى عبد الرحمن، وكان والده يعمل موظفًا هناك.
أفلام عماد حمدي
قدم عماد حمدي العديد من الأفلام المهمة التي أثرت في السينما المصرية، مثل "أنا الماضي"، "حياة أو موت"، "موعد مع السعادة"، "بين الأطلال"، "الرباط المقدس"، "الرجل الذي فقد ظله"، "خان الخليلي"، "ميرامار"، "ثرثرة فوق النيل" من أعمال نجيب محفوظ، "الرجل الآخر"، و"المذنبون"، رغم النجاحات والشهرة، انتهت حياته بشكل مأساوي بسبب الإفلاس والإهمال، وكان له العديد من القصص التي شغلت الرأي العام.
زيجات عماد حمدي
من أشهر القصص في حياة عماد حمدي كانت قصة إفلاسه، حيث تزوج أربع مرات، كانت أولى زيجاته من الراقصة حورية محمد، لكنها لم تدم طويلاً، ثم تزوج الفنانة فتحية شريف التي أنجب منها ابنه نادر،بعدما اعتزلت الفن لتتفرغ لحياتهما الزوجية، لكنهما انفصلا بعد 8 سنوات، ثم تزوج من شادية وهي في الرابعة والعشرين من عمرها بينما كان هو في الـ45، مما أدى إلى رفض أسرتها لهذا الزواج، رغم المشاكل المادية والخلافات العديدة، استمر الزواج ثلاث سنوات، ولكن بعد حادثة صفعه لها على وجهها أمام أصدقائهما، انفصلت شادية عنه، ورغم ذلك استمرت علاقتهما المهنية، حيث قدما معًا أفلامًا بعد الطلاق.
كما تزوج من الفنانة نادية الجندي، التي كانت تصغره بـ40 عامًا، وأنجب منها ابنه هشام، هذه الزيجة الأخيرة كانت محط اهتمام كبير، فقد بدأت بعد أن جمعتهما علاقة فنية في فيلم "زوجة من الشارع" الذي أخرجه حسن الإمام وشارك فيه كمال الشناوي وهدى سلطان، وفي أثناء التحضير للفيلم، سمع عماد عن نادية الجندي كممثلة شابة وموهوبة، وعندما رآها، شعر بانجذاب كبير تجاهها رغم فارق السن، كان حريصًا على توجيهها وتقديم النصائح لها، مما أدى إلى تقارب بينهما، حتى تحولت العلاقة من مجرد تعاون فني إلى قصة حب قوية.
فيلم "بمبة كشر"
هذه العلاقة أثارت جدلًا واسعًا، فقد كانت نظرات الحب وتفاعلهم معًا في الكواليس واضحة، وأصبح السؤال المطروح حول حقيقة هذه العلاقة بين الفنان الكبير والممثلة الشابة، وقبل انتهاء تصوير الفيلم، تزوجا، عاشا حياة سعيدة لفترة، وكان حبه الشديد لها دفعه للتفكير في سبل إسعادها، فقرر إنتاج فيلم لها، وكان قد سبق له أن أنتج لفنانات أخريات مثل شادية، قرر إنتاج فيلم "بمبة كشر" الذي أخرجه حسن الإمام، وكان فيلمًا استعراضيًا غنائيًا يتطلب نفقات ضخمة من مجاميع وراقصات واستعراضات وديكورات.
قصة إفلاس عماد حمدي
ورغم أن عماد حمدي قام بكتابة الفيلم باسم زوجته نادية الجندي لتجنب ضرائب الإنتاج، فإنه لم يتوقع أن تكون تلك الخطوة هي السبب في خسارته لكل شيء، حيث لم يحصل على أي جزء من إيرادات الفيلم رغم أن "بمبة كشر" كان هو الذي جعل نادية الجندي تُعرف كبطلة لفيلم استعراضي، وأدى إلى دفعها قدمًا في مسيرتها الفنية، وفي مذكراته، أشار عماد إلى أنه لم يندم على أي شيء فعله، بل كان سعيدًا لأنه قدم خدمة لزوجته، ولكن تجربة إنتاج الفيلم تركت في نفسه آثارًا لا يمكن نسيانها.
ورغم الحب الكبير الذي جمعهما، لم تدم العلاقة بينهما طويلاً، كانت الخلافات تنشأ بسبب الفارق الكبير في العمر، ما دفعه في النهاية إلى اتخاذ قرار بالانفصال، بعد أن قام بتحزيم بعض ملابسه، ترك عماد حمدي منزل الزوجية في منتصف الليل، ثم ذهب إلى منزل شقيقه التوأم في حي الزمالك، حيث مكث هناك لمدة ستة أيام، ثم توجه إلى المأذون وأتم إجراءات الطلاق، عبّر عماد عن حزنه لهذا الانفصال، قائلاً:"لم أندم على شيء، لا على الإنتاج السينمائي الذي كلفني آلالاف ولا على شقة الزمالك، شقة تمليك كانت في الأصل شقتين حولتها إلى شقةٍ واحدة من تسع غرف لا يقل ثمنها حسب أسعار الثمانينات عن ربع مليون جنيه كتبتها أيضا باسمها، ولكن فضلت راحة البال عن كل هذا".
وعندما انفصل عن نادية الجندي، لم تثر الصحف كما حدث عندما انفصل عن شادية، كانت الصحافة قد كتبت كثيرًا عن انفصالهما، لكن مع انفصاله عن نادية الجندي، لم تكتب الصحف إلا خبرًا مختصرًا عن الطلاق، وكأن تلك النهاية كانت متوقعة، وفي وقت لاحق، ردت نادية الجندي على اتهام نادر، ابن عماد حمدي، لها بأنها تسببت في إفلاس والده، مؤكدة أنه لم يكن يملك شيئًا في آخر أيامه وأنها كانت قد انتجت فيلم "بمبة كشر" من أموالها الخاصة، التي حصلت عليها من متجر الأزياء الذي كانت تمتلكه، و أنها لم تطالب بنصف شقة عماد حمدي، بل تركتها لابنه هشام.
نهاية عماد حمدي المأسوية
في نهاية حياته عانى عماد حمدي من إكتئاب شديد عقب وفاة شقيقه التوأم عبد الرحمن، لذا امتنع عن الطعام والشراب وبقى في منزله ولم يخرج في الشارع لمدة ثلاث سنوات، بجانب أنه في أواخر أيامه فقد بصره، وزاره وقتها الشيخ الشعراوي الذي نصحه بالتماسك والرضا بقضاء الله، لذا شعر براحة لفترة ثم عاد للإكتئاب مرة أخرى، وتوفي يوم28 يناير عام 1984 عن عمر يناهز 74 عامًا، بعد تعرضه لأزمة قلبية.
اقرأ أيضاً:
مذكرات عماد حمدى.. سر إفلاسه و حكايته مع نادية الجندى وزوجاته الأربعة
فى ذكرى رحيله.. حكايات أربع نساء فى حياة فتى الشاشة الأول عماد حمدى ومأساة أيامه الأخيرة