جوكر المسرح.. نهاية مأسوية ولحظات حزينة في حياة محمود القلعاوي
الفنان محمود القلعاوي كان مولودًا في عائلة تعشق الفن، مما جعل الفن جزءًا من حياته منذ الصغر، برع في تقديم الكوميديا على المسرح والشاشة، وكان له حضور مميز مع الجمهور، ورغم أن المسرح كان الأقرب إلى قلبه، إلا أنه اختار الابتعاد عنه في نهاية المطاف.
نشأة محمود القلعاوي
وفي هذا التقرير يرصد موقع الموجز أبرز المعلومات والمحطات في حياته، ولد محمود القلعاوي في القاهرة يوم 12 نوفمبر 1939، وسط عائلة فنية؛ فهو ابن الفنان عبدالحليم القلعاوي، وشقيق الفنانة الراحلة إحسان القلعاوي، عشق الفن منذ صغره وتخرج من كلية الحقوق، حيث بدأ حياته العملية كموظف في الشؤون القانونية، ثم عمل لفترة في هيئة المسرح، بدأ القلعاوي مشواره الفني كمطرب في برنامج "شجرة الحواديت" على التلفزيون المصري، بأجر قدره 12 جنيهًا لكل حلقة.
أفلام محمود القلعاوي
في عام 1971، دخل عالم التمثيل من خلال فيلم "لعنة امرأة" مع فريد شوقي وناهد شريف، ليبدأ بعدها في المشاركة في عدد من الأفلام البارزة مثل: "برج المراهقين"، "العبقري خمسة"، "ولا من شاف ولا من دري"، "الرجل الذي عطس"، "أحضان الخوف"، "قمر الليل"، و"صباح الخير يا سيناء"، كما ظهر كضيف شرف في فيلم "علي سبايسي".
أما في الدراما، فقد تميز القلعاوي بمشاركته في مسلسلات مثل "رحلة المليون"، وظهر كضيف شرف في مسلسل "يوميات ونيس" للفنان محمد صبحي، إلى جانب مشاركاته في مسلسلات "الرجل الذي عطس"، "هدى ومعالي الوزير"، و"أحضان الخوف".
كان للمسرح مكانة خاصة في حياة القلعاوي، حيث قال إنه يمثل طاقة إبداعية هائلة وأساس الفن، شارك في العديد من المسرحيات التي حققت نجاحًا واسعًا، منها: "واحد لمون والتاني مجنون"، "أولاد دراكولا"، "أنا ومراتي ومونيكا"، "المحظوظ"، "عبده يتحدى رامبو"، "خد الفلوس واجري"، "دربكة همبكة"، و"افتح المحضر"،"انت حر"، و,"المهزوز".
وقد وقف القلعاوي أمام عمالقة الفن مثل سمير غانم، محمد نجم، محمد صبحي، وخلال مسيرته الفنية، حاز على ثلاث جوائز، منها تكريم من الجامعة الأمريكية، والمركز الكاثوليكي، وتقدير خاص في مهرجان الكوميديا عام 2011.
سبب عدم استمرار محمود القلعاوي في الإعلانات
في عام 1990، دخل القلعاوي عالم الإعلانات من خلال تقديمه إعلانا لأحد منتجات البسكويت الشهيرة، وحقق نجاحًا ملحوظًا، لكنه لم يستمر في هذا المجال رغم نجاحه فيه، بسبب تذكر الجمهور للإعلان أكثر من أعماله، حيث قال في تصريحات تلفزيونية له:" لقيت الناس عارفاني إني بتاع إعلان ونسيوا إني ممثل، قولت والله ما أنا عامل إعلان تاني".
كواليس مسرحية “الجوكر”
ويعد تعاونه مع الفنان محمد صبحي من أبرز محطاته الفنية، وخاصة في مسرحية "الجوكر" التي تركت بصمة لدى الجمهور بفضل العبارات التي اشتهر بها مثل "تعالى لحمو يا حبيبي" و"فيه حد يقول على ست الكل غسالة ثم هي خلاص بطلت".
ومن الطرائف التي قيلت عن دوره في مسرحية "الجوكر" أن محمود القلعاوي لم يكن مرشحًا لهذا العمل في البداية، إلا أن الحظ لعب دوره معه، حيث ذهب لتهنئة محمد صبحي على المسرحية، فاقترح عليه صبحي أن ينضم للعمل، ليقبل التحدي ويؤدي الدور بنجاح.
تلقى محمود القلعاوي أجرًا قدره 400 جنيهاً عند عرض "الجوكر" للمرة الأولى، وارتفع إلى 600 جنيهاً بعد نجاح المسرحية، وعندما سُجلت للعرض التلفزيوني، حصل على مكافأة إضافية قدرها 40 جنيهًا.
ورغم نجاحه الفني، إلا أن القلعاوي شعر بالخذلان بسبب قلة الأعمال التي عرضت عليه في نهاية حياته، حيث أبدى في مقابلاته التليفزيونية أسفه على عدم تقديم دور كوميدي يليق بمكانته لدى الجمهور.
سبب اعتزال محمود القلعاوي
وقد قرر بعد ذلك الاعتزال لأسباب تتعلق بتدهور المسرح وتراجع الفرص التي تأتيه، حيث قال في أحد تصريحاته الصحفية إنه كان يظهر كضيف شرف في بعض الأعمال، ولكنه اضطر للانسحاب لأن أماكن التصوير كانت بعيدة وأصبح يشعر بعدم الارتياح.
عبر عن حزنه تجاه بعض زملائه مثل محمد صبحي وصلاح عبدالله لعدم تعاونهم معه لاحقًا، واختار في سنواته الأخيرة الابتعاد عن الساحة الفنية، فلم يظهر سوى في مناسبات بسيطة لتقديم واجب العزاء.
وفاة محمود القلعاوي
رحل الفنان محمود القلعاوي في 10 ديسمبر 2018، عن عمر 79 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيا يخلده محبوه وجمهوره.
وفي لقاءات صحفية، أكدت ابنته هبة القلعاوي أن والدها لم يعانِ من أي أمراض قبل وفاته، وأنه كان يفضل الانعزال بعد وفاة والدتها، ليعيش فترة هادئة بعيدًا عن الأضواء حتى رحيله.
اقرأ أيضاً:
نجم المسرح.. أيام الحزن والفرح فى حياة محمود القلعاوي
نجوم الوسط الفني يحضرون عزاء الفنان الراحل محمود القلعاوي