تداعيات إنشاء إسرائيل مواقع عسكرية من الأسمنت المسلح في محور فيلادلفيا
مازالت إسرائيل تسعى بشتى الطرق للسيطرة على محور فيلادلفيا كجزء من استراتيجيتها الأمنية، ومن أجل ذلك وسع الجيش الإسرائيلي أنشطته بشكل ملحوظ في رفح، وبدا جليًا تقدم الوحدات على طول محور فيلادلفيا.
ويرصد “الموجز” في التقرير التالي آخر المحاولات الإسرائيلية للسيطرة علي محور فيلادلفيا الحدودي بين مصر وغزة.
إنشاء مواقع عسكرية في محور فلادلفيا
ومن جانبها، أفادت إذاعة الجيش الإسرائيلي ببدء إنشاء مواقع عسكرية من الأسمنت المسلح في محور فيلادلفيا الفاصل بين مصر وقطاع غزة.
وقالت إذاعة الجيش الإسرائيلي إن تلك المواقع ستزود بالكهرباء والإنترنت، من أجل تثبيت الوجود الإسرائيلي بشكل دائم في محور فلادلفيا.
وكان المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانيال هغاري قد أكد أن حركة حماس استخدمت محور فيلادلفيا في غزة "شريان أكسجين" ولـ "تهريب الوسائل القتالية إلى داخل قطاع غزة بشكل دائم".
وأضاف هغاري أن القوات الإسرائيلية عثرت على نحو 20 نفقاً في منطقة محور فيلادلفيا؛ بما في ذلك "بنى تحتية إرهابية متطورة شرق رفح، بطول 1.5 كيلومتر وعلى بعد نحو مائة متر من معبر رفح".
رفع العلم الإسرائيلي قرب محور فيلادلفيا
وفي بداية شهر مايو الجاري، اقتحمت القوات الإسرائيلية، لأول مرة منذ 19 عامًا، محور فيلادلفيا والذي يعتبر منطقة عازلة، وفقًا لما نصت عليه معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل عام 1979.
وتداولت مواقع التواصل الإجتماعي، فيديو لدبابة ترفع العلم الإسرائيلي قرب محور فيلادلفيا لأول مرة منذ عام 2005.
نتنياهو يسعي لغلق محور فيلادلفيا لعزل حماس
وفي بداية شهر يناير الماضي، اعتبر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أن محور فيلادلفيا يُمثل فتحة يتدفق منها السلاح لحركة حماس ويجب إغلاقها.
وأضاف أن غلق المنطقة الحدودية في غزة مع مصر، بما فيها محور فيلادلفيا لعزل حركة حماس أحد أهداف الحرب الجارية في غزة، مشيرًا إلى أن هناك عددًا من الخيارات تشمل نقل قوات إلى محور فيلادلفيا.
الأهمية الاستراتيجية لمحور فيلادلفيا
ومحور فيلادلفيا هو شريط حدودي عازل يبلغ طوله 14 كيلومترًا، وعرضه بضع مئات من الأمتار.
ويمتد محور فيلادلفيا من البحر الأبيض المتوسط شمالًا حتى معبر كرم أبو سالم جنوبًا.
ويُعرف محور فيلادلفيا فلسطينيًا باسم "محور صلاح الدين".
يفصل المحور بين الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء.
ويُمثل محور فيلادلفيا منطقة استراتيجية أمنية خاضعة لاتفاقية ثنائية مصرية- إسرائيلية.
أنشئ عليه معبر رفح البري الذي يمثل المنفذ الرئيسي للغزيين على العالم الخارجي.
حُدد محور فيلادلفيا في عام 1987 كمنطقة عازلة بعد اتفاقية "كامب ديفيد".
ووفقا للاتفاقية فإن المنطقة الحدودية التي تقع على الأراضي الفلسطينية، والتي أطلق عليها (د) تخضع لسيطرة القوات الإسرائيلية.
وحددت بحسب الاتفاقية بكتائب مشاة تصل إلى 180 مركبة مدرعة من الأنواع كافة وطاقم مكون من 4 آلاف عنصر إضافة إلى منشآت عسكرية وتحصينات ميدانية.
ومنعت الاتفاقية وجود أي قوات مسلحة مصرية على الأراضي المصرية المتاخمة للحدود الفلسطينية التي أطلق عليها (ج).
وسمحت فقط للشرطة المدنية المصرية بأداء مهام الشرطة الاعتيادية بأسلحة خفيفة.
وفي منتصف أغسطس 2005 تم تسليم محور فيلادلفيا للسلطة الفلسطينية التي منحت الإشراف على المناطق الحدودية والمعابر بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي.
في سبتمبر 2005، تم توقيع "اتفاق فيلادلفيا" بين إسرائيل ومصر الذي تعتبره إسرائيل ملحقًا أمنيًا لمعاهدة السلام 1979.
ويتضمن اتفاق فيلادلفيا نشر 750 جنديًا من حرس الحدود المصري لمنع عمليات التسلل والتهريب.
وعام 2007، سيطرت حماس على قطاع غزة وخضع محور فيلادلفيا لهيمنتها.
اقرأ أيضًا
مصر حذرت من الاقتراب منه.. ما هي الأهمية الاستراتيجية لـ محور فيلادلفيا الذي اقتحمته إسرائيل؟
أطفال غزة في مرمى الحرب.. الجيش الإسرائيلي يقصف عيادة للتطعيم ضد شلل الأطفال