كلمة نتنياهو أمام الأمم المتحدة تتضمن معلومات مضللة.. ردود أفعال عالمية
قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إنه كان ينوي في الأصل عدم الحضور إلى الجمعية العامة للأمم المتحدة هذا العام، ولكن بعد سماع "الأكاذيب والافتراءات" الموجهة ضد بلاده من قبل زعماء آخرين، قرر أنه يجب أن يأتي "ويصحح الأمور". مزيداً من التفاصيل يرصدها الموجز في التقرير التالي.
وأضاف "قررت المجيء إلى هنا للتحدث باسم شعبي، ولأتحدث باسم بلدي، ولأتحدث عن الحقيقة"، مؤكدا أن إسرائيل تتوق إلى السلام، قائلاً:"إننا نواجه أعداء متوحشين يسعون إلى إبادتنا، ويجب علينا أن ندافع عن أنفسنا ضد هؤلاء القتلة المتوحشين، الذين لا يسعون إلى تدميرنا فحسب، بل يسعون أيضًا إلى تدمير حضارتنا المشتركة وإعادتنا جميعًا إلى عصر مظلم من الاستبداد والإرهاب".
وشدد رئيس الوزراء نتنياهو على أن "المشاهد تذكرنا بالهولوكوست النازي".
وتحدث نتنياهو في الوقت الذي تجري فيه جهود الوساطة الدولية لمحاولة كبح جماح الصراع المتصاعد في لبنان، حيث تضرب إسرائيل أهدافا لحزب الله بشكل مكثف منذ الأسبوع الماضي، مما أدى إلى ارتفاع حصيلة القتلى في لبنان إلى المئات وإثارة المخاوف من أن الصراع قد يتحول إلى حرب شاملة.
وبعد وقت قصير من حديث رئيس الوزراء، هزت انفجارات العاصمة اللبنانية بيروت، وأعلن الجيش الإسرائيلي أنه قصف مقر حزب الله. ولم يتضح على الفور الهدف الدقيق للهجوم، لكن يبدو أنه كان كبيرا بما يكفي لدفع نتنياهو إلى قطع رحلته إلى نيويورك والعودة إلى الوطن.
وبعد دقائق من الغارة الإسرائيلية على مقر حزب الله، والتي كانت تستهدف اغتيال الأمين العام للحزب، حسن نصر الله، خرجت معلومات على وسائل الإعلام العبرية بنجاح عملية الاغتيال وتحقيق هدفها.
في المقابل ردت مصادر أمنية على المعلومات العبرية، تنفي نجاح عملية اغتيال حسن نصر الله ومعاونيه، مؤكدة أنه على قيد الحياة وفي مكان آمن.
وفي وقت متأخر من يوم الأربعاء، دعت الولايات المتحدة وفرنسا وحلفاء آخرون إلى وقف إطلاق نار "فوري" لمدة 21 يومًا للسماح بالمفاوضات.
وقالت إسرائيل يوم الخميس إن المناقشات جارية ولم يرد حزب الله رسميًا على اقتراح وقف إطلاق النار، لكنه قال إنه لن يتوقف عن إطلاق النار حتى تنتهي حرب غزة.
نتنياهو يدافع عن ردود الفعل الإسرائيلية
ويواجه نتنياهو ضغوطاً متزايدة من داخل حكومته ومن الإسرائيليين النازحين بسبب القتال لتوجيه ضربة قوية لحزب الله. وقد استهدفت الضربات الأخيرة كبار قادة الجماعة.
وأشار نتنياهو بإصبع الاتهام إلى إيران باعتبارها قوة مزعزعة للاستقرار في المنطقة، مشيرًا إلى دعمها لكل من حماس وحزب الله. وحذر طهران من أنه "إذا ضربتمونا، فسوف نضربكم". وبينما كان يتحدث، كانت المقاعد في الوفد الإيراني فارغة. وفي الخارج، تظاهر المتظاهرون ضد نتنياهو وسياسات إسرائيل خلف حواجز الشرطة.
وباستخدام الوسائل البصرية كما كان يفعل في الماضي، دافع رئيس الوزراء عن رد فعل بلاده على هجوم حماس على إسرائيل الذي أشعل فتيل الحرب التي دمرت قطاع غزة. وقال إن إسرائيل دمرت الكثير من ترسانة حماس الصاروخية، وقتلت أو أسرت نصف قوتها القتالية، وفككت العديد من أنفاقها تحت الأرض. وأضاف أن إسرائيل "تركز على تطهير ما تبقى من قدرات حماس القتالية".
وأكدت إسرائيل أن عملياتها العسكرية مبررة وضرورية للدفاع عن نفسها.
وقال نتنياهو "إن هذه الحرب يمكن أن تنتهي الآن. كل ما يجب أن يحدث هو أن تستسلم حماس وتضع سلاحها وتطلق سراح جميع الرهائن. ولكن إذا لم يفعلوا ذلك فسوف نقاتل حتى نحقق النصر الكامل. النصر الكامل. لا يوجد بديل له".
نتنياهو يوجه نداء للعلاقات الإسرائيلية
وفي خطابه الذي اتسم بالحديث عن الصراع، وجه نتنياهو نداء مطولاً للعلاقات الإسرائيلية مع المملكة العربية السعودية، في تكرار لمحتوى خطابه العام الماضي، عندما كانت الجهود جارية لتحقيق هذا الهدف. لكن محادثات التطبيع التي تدعمها الولايات المتحدة خرجت عن مسارها بسبب هجمات حماس، التي أعادت تسليط الضوء على الصراع الإسرائيلي مع الفلسطينيين، مما ألقى بظلال من الشك على حجة نتنياهو بأن العلاقات مع المملكة العربية السعودية لا تتوقف على قيام دولة فلسطينية.
وانتشرت على مواقع التواصل الإجتماعي، العديد من الفيديوهات التي تكشف عن انسحاب عدد كبير من الحضور، وذلك كنوع من أنواع التعبير عن رفضهم التام لحديث نتنياهو المتهم بتنفيذ الإبادة الجماعية ضد أهالي قطاع غزة الفلسطيني.
هذا كله فضلاً عن ردود أفعال على المستوى السياسي حول العالم، تفيد بأن ما ذكر في كلمة بنيامين نتنياهو هو معلومات مضللة للرأي العام العالمي، تجاه القضية الفلسطينية، وموقف اسرائيل منها.
"اقرأ أيضاً"
نتنياهو يقطع زيارته لنيويورك ويعود إلى إسرائيل بعد فشل اغتيال حسن نصر الله
صدمة أمريكية: نتنياهو يتراجع عن وقف إطلاق النار ويشعل مخاوف الحرب