ما هي قدرات ومميزات صواريخ ستينجر «الفتاكة» التي حصلت عليها مصر؟
أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية موافقتها على صفقة لبيع 720 صاروخًا من طراز "ستينجر" إلى مصر، في خطوة تهدف إلى تعزيز القدرات الدفاعية المصرية وسط استمرار التوترات في المنطقة، حسب تقرير لشبكة "army-technology".
ويرصد الموجز خلال التقرير التالي كافة التفاصيل عن صفقة الصواريخ أرض - جو ستينجر الأمريكية، من حيث قيمة الصفقة ومكوناتها ومميزات هذه الصواريخ المتطورة.
قيمة صفقة صواريخ ستينجر أرض-جو
وبحسب التقرير تبلغ قيمة هذه الصفقة 740 مليون دولار (حوالي 35.7 مليار جنيه إسترليني)، وتسهم في تقوية العلاقات الاستراتيجية بين الولايات المتحدة وأحد حلفائها الرئيسيين في الشرق الأوسط.
مكونات الصفقة وأهميتها
تتضمن الصفقة تزويد مصر بصواريخ "ستينجر" أرض-جو، بالإضافة إلى عناصر الدعم اللوجستي الضرورية مثل قطع الغيار، معدات الاختبار، والخدمات الهندسية.
ومن بين العدد الإجمالي، سيتم تخصيص 20 صاروخًا لإجراء اختبارات طيران بهدف التحقق من توافق الصواريخ مع المتطلبات التشغيلية قبل استخدامها الكامل في الدفاعات المصرية.
دعم الأنظمة الدفاعية المصرية
تأتي هذه الصفقة استجابة لطلب مصر لتقوية أنظمتها الدفاعية، وخاصة تلك المتعلقة بنظام الدفاع الجوي المتقدم "أفنجر" الذي تعتمد عليه في حماية أجوائها.
وتعد صواريخ "ستينجر" أحد الأسلحة الدفاعية الهامة المستخدمة في التصدي للتهديدات الجوية، وقد أثبتت فعاليتها في العديد من النزاعات الأخيرة.
صواريخ ستينجر في النزاعات العالمية
يُشار إلى أن صواريخ "ستينجر" لعبت دورًا بارزًا في النزاعات العالمية، لا سيما استخدامها من قبل القوات الأوكرانية في مواجهة الغزو الروسي.
إلى جانب مصر، وافقت الولايات المتحدة في السنوات الخمس الأخيرة على تزويد تايوان بهذه الصواريخ، مما يعكس أهميتها في تعزيز الدفاعات الجوية لدى الدول الحليفة.
التعاون الدولي والدعم الأميركي المستمر
تأتي هذه الصفقة في سياق التزام الولايات المتحدة بدعم حلفائها في الناتو والشرق الأوسط.
على سبيل المثال، شهدت الأعوام الأخيرة صفقات متعددة لصواريخ "ستينجر" مع دول مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا، والتي حصلت على 940 صاروخًا ضمن عقد قيمته 780 مليون دولار.
إضافة إلى ذلك، حصلت شركة "رايثيون" (RTX Corporation)، المقاول الرئيسي لهذه الصفقة، على عقد بقيمة 624 مليون دولار لتجديد مخزون الجيش الأمريكي من هذه الصواريخ، الذي تم إرساله إلى أوكرانيا خلال الأزمة الروسية الأوكرانية.
تاريخ وتجارب صواريخ ستينجر
تعد شركة "رايثيون" المعروفة أيضًا باسم "RTX" من أبرز الشركات التي تطور صواريخ "ستينجر".
وفي عام 2021، نجحت الشركة في اختبار إطلاق صاروخ "ستينجر" من وحدة جافلين خفيفة الوزن، حيث أسقطت مركبة جوية غير مأهولة خلال تجربة عسكرية في قاعدة إيجلين الجوية بولاية فلوريدا، ويعزز هذا النجاح سمعة "ستينجر" كسلاح فعّال في التصدي للتهديدات الجوية الحديثة.
قدرات صواريخ "ستينجر" الأمريكية
تمتاز صواريخ "ستينجر" الأمريكية بمواصفات تقنية دقيقة تجعلها أحد أقوى أسلحة الدفاع الجوي المحمولة، وتستخدم لمواجهة التهديدات الجوية، كما تتميز بالأبعاد التالية:
الطول: 5 أقدام (1.5 متر)
القطر: 2.75 بوصة (7 سم)
الوزن: 22 رطلاً (10 كجم)
الوزن مع القاذفة: 34.5 رطل (15.2 كجم)
المتفجرات: 2.2 رطل بصمام تصادم ينفجر عند التلامس مع الهدف.
السرعة: تصل إلى 1500 ميل في الساعة (2400 كم/ساعة، 2 ماخ).
نطاق الارتفاع: حوالي 11000 قدم (3 كم).
نطاق المسافة: يصل إلى 5 أميال (8 كم).
سعر الصاروخ: 38,000 دولار أمريكي.
مميزات صواريخ ستينجر
تتميز صواريخ "ستينجر" بأنها خفيفة وسهلة الحمل، مما يمكن الجنود وحتى المدنيين المدربين من إطلاقها من على الكتف.
وبفضل قدراتها على التصدي للتهديدات الجوية الصغيرة، تُعد هذه الصواريخ أداة فعالة في دعم القوات البرية.
وبالإضافة إلى ذلك، تتمتع هذه الصواريخ بقدرتها على "تغيير قواعد اللعبة" في المعارك الجوية.
استخدام "ستينجر" في الدفاعات الجوية العالمية
تستخدم العديد من الدول صواريخ "ستينجر" لتعزيز دفاعاتها الجوية، ومن بين هذه الدول الهند، ألمانيا، إسرائيل، باكستان، تركيا، المملكة المتحدة، والولايات المتحدة.
كما أثبت الصاروخ فعاليته في عدد من الصراعات العالمية، مثل الحرب السوفياتية الأفغانية، حرب الشيشان، الحرب الأهلية في سريلانكا، والأزمة السورية.
وفي سبتمبر الماضي، طلبت تايوان شحنة إضافية من 2000 صاروخ "ستينجر"، كما قامت دول أوروبية مثل ألمانيا وإيطاليا وهولندا بشراء هذه الصواريخ في صفقات سابقة.
كيفية عمل صواريخ ستينجر
تستخدم صواريخ "ستينجر" أنظمة متقدمة لاعتراض الطائرات ذات الأجنحة الثابتة والمروحيات.
وتم تجهيز هذه الصواريخ بمعالج دقيق قابل لإعادة البرمجة (RMP)، مما يتيح لها تحقيق معدل نجاح يزيد عن 90% في اختبارات الموثوقية والتدريب.
كما تتمتع الصواريخ أيضًا بقدرة فائقة على مواجهة الصواريخ المجنحة والطائرات المختلفة بفضل دقتها العالية وسرعتها فوق الصوتية.
تطوير صواريخ ستينجر
بدأ تطوير صواريخ "ستينجر" في أوائل السبعينيات، وظلت منذ ذلك الحين واحدة من أكثر الأسلحة تأثيرًا في الحروب الحديثة، وفي الثمانينيات، استخدمت القوات الأفغانية هذه الصواريخ لإسقاط الطائرات السوفياتية، مما أسهم في تغيير مسار الصراع.
تحديثات وتطورات حديثة
في السنوات الأخيرة، أضاف الجيش الأمريكي تحديثات على هذه الصواريخ من خلال تزويدها بصمامات قرب، مما يتيح لها تدمير الطائرات بدون طيار سواء بضربات مباشرة أو عن طريق الانفجار بالقرب منها.
ونجحت التجارب في اعتراض الطائرات المسيرة، مما يعزز من فعالية الصواريخ في حماية القوات البرية من التهديدات الجوية.
مدى تأثير "ستينجر" في الحروب الحديثة
بحسب تصريحات الفريق المتقاعد جيم دوبيك لمجلة "Army Times"، يعتبر صاروخ "ستينجر" سلاحًا ذا قدرة كبيرة على تغيير المعادلات في الحروب، حيث يمنح القوات البرية القدرة على السيطرة على المجال الجوي ويعوق قدرة العدو على تنفيذ العمليات الجوية بكفاءة.
اقرأ أيضًا: صاروخ حزب الله "فادي".. ما هي قدراته وسبب تسميته؟