حكايات 3 مشاهد مؤثرة عن الرفق بالحيوان في حياة النبي
الرفق بالحيوان.. ذكر مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية أن إنسانية رسول الله ﷺ لم تقتصر على الإحسان إلى البشر فحسب، بل شملت كل ما في الكون، حيث كان النبي ﷺ يرقُّ لضعف الحيوان، ويحرص على الرفق بالحيوان ويشفق عليه، ويوصي بالإحسان إليه. هذه الرحمة التي غمر بها النبي ﷺ المخلوقات تُعد درسًا خالدًا في الرفق بالحيوان وأهمية العناية به.
ويرصد الموجز خلال السطور التالية مشاهد من حياة الرسول للرفق بالحيوان
رحمة النبي ﷺ بالطير
أثناء سفر النبي ﷺ مع أصحابه، حدثت واقعة توضح تعاطفه مع الحيوانات، رأى النبي طيرًا يرفرف بفزع بعد أن فقد صغاره، فأمر بإعادة الصغار لأمهم قائلًا: «مَنْ فَجَعَ هَذِهِ بِوَلَدِهَا؟ رُدُّوا وَلَدَهَا إِلَيْهَا».
هذا الموقف يظهر كيف أن النبي كان يدعو للرحمة بكل الكائنات، حتى أصغرها.
الرفق بالجمل
في يوم آخر، دخل النبي ﷺ بستانًا ووجد جملًا يعاني من الألم والجوع، بمجرد أن رأى الجمل النبي، بدأ يشكو إليه؛ فبادر النبي بمسح رأس الجمل وسنامه، مما هدأ الجمل.
وعندما سأل عن صاحبه، حثَّه على أن يخاف الله في معاملته للجمل وألا ينهكه بالجوع والعمل الشاق.
رسالة النبي ﷺ في حسن معاملة البهائم
كما مر النبي ﷺ ذات مرة بجمل آخر قد أنهكه الجوع والضعف، فرقَّ لحاله وأوصى أصحابه بمعاملته برفق، قائلًا: «اتَّقُوا اللَّهَ فِي هَذِهِ الْبَهَائِمِ الْمُعْجَمَةِ، فَارْكَبُوهَا صَالِحَةً، وَكُلُوهَا صَالِحَةً».
وأوضح مركز الأزهر للفتوى الالكترونية أن شريعة الإسلام حرمت التعرض للحيوان بضرر أو أذى، ورتبت على الرفق به المثوبة من الله سبحانه.
الإسلام أمر بالترفق بالحيوان
وشددت لجنة الفتاوى الإلكترونية على أن الإسلام أمر بالترفق بالحيوان، ونهى عن التعرض له بالضرر والأذى دون سبب معتبر شرعًا، وتوعد من يفعل ذلك بالعقاب الشديد؛ قال سيدنا رسول الله ﷺ: «دخلت امرأة النار في هرة حبستها لا هي أطعمتها ولا هي تركتها تأكل من خشاش الأرض». [متفق عليه]
وبينت اللجنة، في منشور سابق عبر الصفحة الرسمية للمركز على فيس بوك، أن الإسلام وعد من رفق به وأحسن إليه بالأجر والمثوبة، فقال ﷺ: «بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش فوجد بئرًا، فنزل فيها فشرب، ثم خرج، فإذا كلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال الرجل: لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي كان بلغ بي، فنزل البئر فملأ خُفّه ثم أمسكه بفيه فسقى الكلب؛ فشكر الله له؛ فغفر له» قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرًا؟ فقال: «نعم، في كل ذات كبد رطبة أجر». [متفق عليه]
ونوهت إلى أنه إذا تملك إنسانٌ حيوانًا مأذونًا في تملكه وتربيته؛ وجب عليه شرعًا أن يطعمه ويسقيه، ويتعهده بالعناية والرعاية، وألَّا يكلفه في العمل فوق طاقته؛ فعن عبد الله بن جعفرٍ، قال: أرْدفَني رسولُ الله ﷺ خلفَه ذاتَ يومٍ، فأسرَّ إليَّ حديثاً لا أُحدَّث به أحداً من الناس، وكان أحبُّ ما استتر به رسولُ الله ﷺ لحاجته هَدَفًا أو حائشَ نخلٍ، قال: فدخل حائطًا لرجلٍ من الأنصار، فإذا جملٌ، فلما رأى النبي ﷺ حَنَّ وذَرَفَت عيناه، فأتاه النبيُّ ﷺ، فمسح ذِفْراه فسكتَ، فقال: «من ربُّ هذا الجملِ؟ لمن هذا الجملُ؟» فجاء فتًى من الأنصارِ، فقال: لي يا رسول الله، قال: «أفلا تتقي اللهَ في هذه البهيمةِ التي مَلَّككَ اللهُ إياها، فإنه شكا إليَّ أنك تُجِيعُه وتُدْئبه». [أخرجه أبو داود]
اقرأ أيضا:
الأزهر يحيي ذكرى رحيل الشيخ صديق المنشاوي وهذه قصة محاولة قتله بالسم