صفقة رأس بناس.. الجانب الخفي لزيارة رئيس الوزراء إلى السعودية.. كواليس حصرية
صفقة رأس بناس، في خضم الاهتمام الواسع بزيارة الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء إلى السعودية، يبرز سؤال حول ما يجري خلف الكواليس وما يحمله هذا الحدث من تطورات غير معلنة. بينما تركز الأضواء على الترتيبات الرسمية والبيانات العامة، يبدو أن هناك تفاصيل خفية تتعلق بصفقة رئيسية تُعتبر محوراً أساسياً لهذه الزيارة.
ما هي طبيعة هذه الصفقة، وكيف يمكن أن تؤثر على العلاقات بين البلدين؟ في هذا السياق، تتكشف خيوط القصة لتكشف عن جوانب استراتيجية قد تغير المشهد السياسي والاقتصادي على الساحة الإقليمية، تفاصيل وكواليس نكشفها لكم عبر الموجز.
زيارة رئيس الوزراء إلى السعودية
توجه الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس الوزراء، أمس الأول، إلى العاصمة السعودية الرياض، ضمن وفد حكومي رفيع المستوى، في زيارة استثنائية، كان عنوانها الأبرز تعزيز الشراكة الاقتصادية والاستراتيجية بين البلدين الشقيقين، إذ التقى مدبولي عددًا من المسئولين ورجال الأعمال والمستثمرين السعوديين، قبل أن يختتم زيارته بلقاء خاص مع ولي العهد السعودي، محمد بن سلمان، أعلنت فيها الحكومة المصرية عن خطوة بارزة تمثلت في عزم السعودية ضخ استثمارات بقيمة 5 مليارات دولار في مصر، وتم الاتفاق على تخصيص هذا المبلغ كمرحلة أولى عبر صندوق الاستثمارات العامة السعودي.
وأكد بيان لمجلس الوزراء المصري أن الأمير محمد بن سلمان وجه صندوق الاستثمارات العامة للقيام بهذه الاستثمارات، وهي جزء من خطة أوسع تتضمن استخدام ودائع السعودية في مصر، التي تتجاوز قيمتها 10 مليارات دولار، في مشاريع متنوعة خلال الفترة المقبلة.
من جانبه، أعلن وزير الاستثمار السعودي خالد الفالح أن هذه الأموال ستوجه إلى مشروعات متعددة، في إطار اتفاقية متوقعة بين البلدين لحماية وتعزيز الاستثمارات، والتي من المقرر أن تدخل حيز التنفيذ خلال الشهرين القادمين. وفي هذا السياق، أشار مدبولي إلى حل العديد من المشكلات التي تواجه المستثمرين السعوديين، مع الالتزام بحل المتبقي منها قبل نهاية العام.
وفي مؤتمر صحفي بالرياض، قدم مدبولي اعتذارًا بشأن البيروقراطية التي قد تكون انتقلت من مصر إلى السعودية في وقت سابق، مشيرًا إلى أن الهدف الحالي هو تبسيط الإجراءات وتحسين مناخ الاستثمار عبر إصلاحات تشريعية وتقديم حوافز جديدة، خاصة في القطاعات الصناعية والزراعية والسياحية والتطوير العقاري والطاقة المتجددة.
في الوقت نفسه، أكد رجال أعمال مصريون أن الاستثمار في مصر يعتبر من بين الأعلى عائدًا في المنطقة بفضل الفرص الاستثمارية المتنوعة وسوق استهلاكي كبير. يذكر أن الإمارات كانت قد سبقت السعودية في هذا الاتجاه بتحويل ودائعها البالغة 11 مليار دولار إلى استثمارات في مصر ضمن صفقة رأس الحكمة، في محاولة لدعم الاقتصاد المصري وسط تحديات نقص النقد الأجنبي والأزمات الجيوسياسية.
صفقة رأس بناس
على ضفة أخرى، تبرز صفقة رأس بناس، كنز البحر الأحمر، كإحدى أهم الشراكات بين البلدين، فقد كشف شريف الشربيني، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية الجديدة، عن بدء وضع مخطط استثماري لمنطقة رأس بناس على البحر الأحمر، بهدف طرحها على شركات القطاع الخاص لتطويرها على غرار مشروع رأس الحكمة.
فيما كشف المهندس طارق شكري، وكيل لجنة الإسكان بمجلس النواب، عن تطورات جديدة تتعلق بصفقة رأس بناس، التي تأتي بعد صفقة رأس الحكمة التي حصلت عليها الإمارات، مؤكدًا أن هناك ضغطًا كبيرًا من الدولة لتحسين مناخ الاستثمار وتوسيع نطاق تصدير العقار إلى مستوى عالمي.
وأشار شكري إلى أن صفقة رأس الحكمة تُعتبر من بين أكبر الصفقات الدولية في مجال العقارات، وأن الحكومة المصرية تسعى الآن للعمل على صفقات مشابهة مثل صفقة رأس بناس، التي تتميز بجمال مياهها الصافية وتنوع شعابها المرجانية بالإضافة إلى كونها محمية طبيعية.
وأكد شكري وجود جدية كبيرة من الجانب السعودي في المفاوضات للحصول على رأس بناس، لافتًا إلى أن العملية تسير في الاتجاه الصحيح ولكنها قد تستغرق بعض الوقت.
رأس بناس .. جنة البحر الأحمر
و توصف “رأس بناس” بأنها من أكبر تجمعات الشعاب المرجانية البكر في العالم، ويمتد لسان شبه الجزيرة بطول 50 كيلومترًا داخل مياه البحر الأحمر، وتضم ميناء برنيس القديم.
تقع منطقة رأس بناس، التي تُعد "جنة البحر الأحمر"، جنوب مدينة مرسى علم بحوالي 140 كيلومترًا. تتميز بموقعها الجغرافي الفريد على شكل لسان يمتد داخل مياه البحر الأحمر بطول 50 كيلومترًا. تشتهر المنطقة بعدد كبير من نقاط الغوص، وتعتبر من أفضل وجهات الغوص في العالم، بفضل تجمعها الكبير للشعاب المرجانية البكر، وتعد رأس بناس واحدة من أبرز المناطق الواعدة للاستثمار السياحي في المستقبل القريب.
اقرأ أيضا: