أمينة رزق.. حكايات راهبة الفن مع الحب والزواج
أمينة رزق.. في مثل هذا اليوم، تصادف ذكرى وفاة واحدة من أعظم فنانات الدراما والسينما المصرية، الفنانة الكبيرة أمينة رزق، هذه السيدة التي لقبت بـ"أم الفنانين" و"راهبة الفن" لكونها فضلت مسيرتها الفنية على الزواج، لتكرس حياتها بالكامل للفن وتترك وراءها إرثًا لا يُنسى من الأعمال التي لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور حتى اليوم، ويستعرض الموجز ابرز خطوراتها الفنية.
نشأة أمينة رزق.. من طنطا إلى القاهرة بحثًا عن الأمان
ولدت الفنانة الكبيرة أمينة رزق يوم 15 أبريل عام 1910 في مدينة طنطا. بدأت مسيرتها الفنية في سن مبكرة بعد انتقالها إلى القاهرة برفقة والدتها وخالتها، إثر وفاة والدها، هربًا من تهديد أحد الأشخاص الذي كان يعتقد بامتلاكهم ثروة كبيرة. في عمر الثانية عشرة، وقفت لأول مرة على خشبة المسرح مع فرقة علي الكسار في مسرح روض الفرج، لتبدأ بذلك رحلتها الطويلة في عالم الفن.
انطلاقة أمينة رزق الفنية.. من المسرح إلى السينما
كان لعشق الفنانة الكبيرة أمينة رزق للمسرح تأثير كبير على مشوارها الفني، حيث انضمت إلى فرقة رمسيس المسرحية التي أسسها يوسف وهبي. وفي عمر الرابعة عشرة، برزت موهبتها الحقيقية عندما شاركت في مسرحية "راسبوتين" أمام يوسف وهبي، لتحقق نجاحًا كبيرًا وتبدأ في ترسيخ اسمها كواحدة من نجمات المسرح المصري.
لم تقتصر مسيرتها على المسرح فحسب، بل انتقلت سريعًا إلى السينما، حيث شاركت في ثاني الأفلام المصرية، "قبلة في الصحراء" عام 1928. على الرغم من أنها لم تحصل على البطولة المطلقة في السينما، إلا أنها كانت عنصرًا مشتركًا في العديد من الأعمال الناجحة. فقدمت مجموعة من الأفلام التي أصبحت من علامات السينما المصرية، مثل "دعاء الكروان" و"الشموع السوداء" و"العار" و"المولد".
أمينة رزق والأدوار المؤثرة.. تجسيد الأم المصرية بحرفية عالية
أبرزت الفنانة الكبيرة أمينة رزق موهبتها الاستثنائية في تجسيد دور الأم المصرية بحرفية عالية، حيث استطاعت من خلال أدوارها أن تترك بصمة واضحة في قلوب المشاهدين. ومن أشهر أدوارها فيلم "دعاء الكروان" الذي قدمت فيه دور الأم الحنون والمضحية، وفيلم "الشموع السوداء" حيث جسدت دور والدة لاعب الكرة الشهير صالح سليم، إضافة إلى دورها المؤثر في فيلم "العار" الذي قدمت فيه دور أم نور الشريف ومحمود عبد العزيز وحسين فهمي.
مواقف شخصية.. الحب والزواج في حياة أمينة رزق
على الرغم من نجاحها الكبير في الفن، إلا أن حياتها الشخصية لم تكن بعيدة عن التحديات. كانت أمينة رزق دائمًا موضع اهتمام المعجبين، لكنها رفضت الزواج أكثر من مرة مفضلة الفن على الحياة الشخصية. ورغم أنها كانت محبوبة من قبل العديد من زملائها في الوسط الفني، إلا أن حبها للفن وتفانيها فيه جعلها تبتعد عن الزواج خوفًا من فقدان حريتها وإبداعها.
يُقال إن أمينة رزق كانت تحمل حبًا كبيرًا للفنان يوسف وهبي، لكنها لم تعبر عن هذا الحب كعاطفة رومانسية، بل كان احترامًا وتقديرًا عميقين. كما تعرضت لمواقف عدة مع رجال آخرين كانوا يرغبون في الزواج منها، لكنها كانت دائمًا تضع الفن أولًا.
الأوسمة والتكريمات.. اعتراف بمسيرة فنية ممتدة لأكثر من 75 عامًا
لم تكن مسيرة أمينة رزق مجرد مسيرة فنية عادية، بل كانت مشوارًا استثنائيًا امتد لأكثر من 75 عامًا. تكريماتها كانت عديدة، حيث كرمت من ثلاثة رؤساء مصريين. حصلت على وسام الاستحقاق من الدرجة الأولى من الزعيم جمال عبد الناصر، ومعاش استثنائي من الرئيس محمد أنور السادات، وتعيينها عضوًا في مجلس الشورى من قبل الرئيس محمد حسني مبارك.
أمينة رزق في أيامها الأخيرة.. فن وإيمان حتى الرمق الأخير
في أيامها الأخيرة، عانت أمينة رزق من المرض الذي أسكنها مستشفى قصر العيني، حيث حولت غرفتها إلى مكان للعبادة والتقرب إلى الله. رفضت أن تصبح جسدًا للتجارب الطبية، وظلت تماطل في قبول العلاج بالإشعاع على أمل أن يشفيها القدر. تميزت تلك الفترة بقربها من الله وانسحابها من الحياة العامة، مفضلة العزلة والصلاة.
في يوم 24 أغسطس 2003، رحلت أمينة رزق عن عالمنا بعد حياة حافلة بالعطاء الفني. ورغم أنها غادرت الحياة، إلا أن إرثها الفني سيظل خالدًا في ذاكرة السينما والمسرح المصري.
اقرأ أيضًا:
منهم أمينة رزق وشادية.. حكايات نجوم الزمن الجميل علي شواطئ رأس البر والمعمورة