من هو يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس الجديد؟
تعرّض إسماعيل هنية، رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، لمحاولة اغتيال فجر الأربعاء الماضي في مقر إقامته بطهران، حيث لقي حتفه مع حارسه الشخصي، وجاء هذا الحادث بعد يوم واحد من تنصيب الرئيس الإيراني الجديد، ويُتهم الكيان الإسرائيلي رسميًا بالوقوف وراء هذه العملية، واليوم تم اختيار يحي السنوار خلفًا له، حسب تقرير لقناة القاهرة الإخبارية.
الآن، وبعد اختيار يحي السنوار رئيسًا للمكتب السياسي لحركة حماس، تزداد التساؤلات عن من هو يحي السنوار؟
ويشار إلى أن إسرائيل تُعد من بين الدول القليلة التي تتبنى سياسة الاغتيالات كأداة أساسية في استراتيجياتها الخارجية والأمنية.
فمنذ تأسيسها، اعتمدت الدولة المحتلة على عمليات القتل المستهدف كوسيلة للقضاء على قادة فلسطينيين وألمان بعد الحرب العالمية الثانية.
وذلك بخلاف دول أخرى التي تفضل الابتعاد عن سياسة الاغتيالات نظرًا لمخاوفها من العواقب والتقييم المنخفض لفوائد هذه الممارسات.
يحي السنوار.. مهندس عملية طوفان الأقصي
تصف وسائل الإعلام الفلسطينية يحيى السنوار بأنه أحد أبرز الشخصيات في حركة حماس.
وُلد السنوار في عام 1962 بمخيم خان يونس، ويُعتبر من المؤسسين لجهاز الأمن الداخلي للحركة الذي أُنشئ في عام 1985.
حُكم عليه من قبل إسرائيل بأربعة أحكام بالسجن مدى الحياة بالإضافة إلى 25 عامًا أخرى.
تم إطلاق سراحه في عام 2011 كجزء من عملية تبادل أسرى، حيث أُفرج عنه مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
بعد خروجه من السجن، شارك السنوار في الانتخابات الداخلية لحماس في عام 2012، حيث انتُخب لعضوية المكتب السياسي للحركة.
كما تولى مسؤولية الإشراف على الجهاز العسكري للحركة.
في مارس 2021، أعيد انتخابه لولاية ثانية مدتها أربع سنوات رئيسًا لفرع حماس في غزة.
يعتبر السنوار الذي تم اختياره لرئاسة المكتب السياسي لحركة حماس، مهندس عملية طوفان الأقصى يوم 7 أكتوبر الماضي، وأسفر عن مقتل حوالي 1200 شخص وأسر أكثر من 200 آخرين، والتي كبدتها خسائر بشرية وعسكرية وهزت صورة أجهزتها الاستخباراتية والأمنية أمام العالم.
يقول الخبراء حسب تقرير لشبكة “BBC”، أن السنوار، كان يُعتبر الرجل الثاني في قيادة حماس بعد إسماعيل هنية الذي تم اغتياله من أيام، وأن السنوار كان مختبئ في أنفاق تحت غزة ويخشى التواصل مع الخارج لزيادة احتياطاته الأمنية لتجنب تعقب إشارته وتحديد موقعه.
خلفية وحياة يحيى السنوار
وُلد يحيى السنوار، المعروف بلقب "أبو إبراهيم"، في مخيم خان يونس للاجئين في جنوب قطاع غزة.
كان والداه من عسقلان، لكنهما أصبحا لاجئين بعد "النكبة" التي تلت تأسيس إسرائيل في عام 1948.
حصل على تعليمه في مدرسة خانيونس الثانوية للبنين ثم أكمل دراسته الجامعية في اللغة العربية من الجامعة الإسلامية في غزة.
بعد عامين من تأسيس حماس في عام 1987، أسس السنوار جهاز الأمن الداخلي للحركة، المعروف باسم "المجد".
سنوات السجن والتأثير
أمضى السنوار أكثر من 22 عامًا في السجون الإسرائيلية.
عند إطلاق سراحه في عام 2011 كجزء من صفقة تبادل أسفرت عن إطلاق سراح 1027 أسيرًا فلسطينيًا وعربيًا مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط، عاد السنوار إلى غزة كزعيم محوري لحركة حماس، وعاد إلى نشاطه في قيادة كتائب عز الدين القسام (الجناح العسكري لحماس)، ثم انتخب رئيسا للحركة في القطاع عام 2017 ومرة أخرى عام 2021.
في غزة، قوبل السنوار كزعيم، بفضل مكانته كعضو مؤسس للحركة وما عاناه من سنوات طويلة في السجون.
فور عودته، شكل تحالفًا مع كتائب عز الدين القسام، ومن ثم انتُخب عضوًا في المكتب السياسي لحركة حماس في عام 2013.
الأثر المستمر
ظل السنوار شخصية بارزة في الحركات العسكرية والسياسية لحماس، ويُعتقد أن شقيقه الأصغر محمد السنوار، الذي كان نشطًا في حماس وادعت الحركة وفاته في عام 2014، قد يكون لا يزال على قيد الحياة ويشارك في المقاومة العسكرية لحماس.