الأزهر يستنكر الإساءة للسيد المسيح في افتتاح أولمبياد باريس
أدان الأزهر الشريف يوم الأحد "مشاهد الإساءة للسيد المسيح" في افتتاح دورة الألعاب الأولمبية في باريس، مشيراً إلى أن "تصوير السيد المسيح بشكل مسيء لشخصه الكريم، ولمقام النبوة الرفيع، وبأسلوب همجي طائش، لا يحترم مشاعر المؤمنين بالأديان والقيم الإنسانية الرفيعة، أثار غضباً عالمياً واسعاً".
تفاصيل العرض المثير للجدل
خلال الحفل الافتتاحي للأولمبياد يوم الجمعة، قدم أحد العروض محاكاة للوحة "العشاء الأخير" لليوناردو دافنشي بمشاركة مجموعة من الممثلين الذين جسدوا شخصيات اللوحة الشهيرة، هذا العرض أثار انتقادات واسعة واعتبره كثيرون "مسيئاً ومهيناً للمعتقدات الدينية".
موقف الأزهر من الإساءة للأنبياء
أكد الأزهر في بيانه "رفضه الدائم لكل محاولات المساس بأي نبي من أنبياء الله"، موضحاً أن "الأنبياء والرسل هم صفوة خلق الله، اجتباهم وفضلهم ليحملوا رسالة الخير للعالمين".
وأشار البيان إلى أن "الأزهر وملياري مسلم يؤمنون بأن عيسى عليه السلام هو رسول الله"، معتبراً أن "الإساءة إليه أو إلى أي نبي هي عار على مرتكبيها ومن يقبلونها".
التحذير من استغلال المناسبات العالمية
حذر الأزهر من "خطورة استغلال المناسبات العالمية لتطبيع الإساءة للدين وترويج الأمراض المجتمعية الهدامة مثل الشذوذ والتحول الجنسي".
وأضاف البيان أن الأزهر ينادي بضرورة "التصدي لهذا التيار المنحرف الذي يستهدف إقصاء الدين وتأليه الشهوات الجنسية، ونشر الأمراض الصحية والأخلاقية".
اعتذار منظمي الأولمبياد
بعد ردود الفعل الغاضبة، سارع منظمو دورة الألعاب الأولمبية في باريس إلى الاعتذار للكاثوليك ولطوائف مسيحية أخرى.
وقالت المتحدثة باسم أولمبياد باريس 2024، إن ديكا، في مؤتمر صحفي يوم الأحد: "لم تكن هناك نية لإظهار عدم الاحترام لأي طائفة دينية"، مؤكدة أن حفل الافتتاح "حاول الاحتفاء بقيم التسامح". وأضافت: "إذا شعر الناس بأي إساءة، فنحن آسفون حقاً".
ردود الفعل السياسية
بينما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن فخره بنجاح افتتاح الألعاب الأولمبية، غرد عبر حسابه في "إكس" قائلاً: "هذه هي فرنسا".
في المقابل، هاجم سياسيون أوروبيون الحفل، معتبرين أنه يعبر عن "ضعف الغرب وتفككه".
ووصف رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان الحفل بأنه "تجسيد للخواء الأخلاقي في الغرب"، مشيراً إلى تراجع القيم الأخلاقية في المجتمع.
استياء داخلي في فرنسا
في فرنسا، انتقدت بعض الأصوات من أقصى اليمين المشاهد التي اعتبروها مسيئة، بينما استنكر الأساقفة مشاهد "سخرية واستهزاء بالمسيحية".