إيران وإسرائيل: سيناريوهات رد الاحتلال وقرارات نتنياهو.. ماذا تعرف عن صحراء النقب؟
بعد الضربات المتتالية التي شنتها إيران على إسرائيل خلال الأيام القليلة الماضية في رد على استهداف قنصليتها في دمشق في وقت سابق من هذا الشهر، والذي أدى إلى مقتل 7 من قادة الحرس الثوري، يترقب العالم الآن التطورات في الشرق الأوسط، السؤال الذي يطرح نفسه هو كيف سترد إسرائيل على هذه الهجمات الإيرانية غير المسبوقة؟ هل سيكون هذا الهجوم بالصواريخ والطائرات المسيرة من قبل إيران سببا لإعلان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الحرب ضد إيران؟
هجوم إيران على إسرائيل
شنت إيران هجومًا على إسرائيل يوم السبت الماضي، باستخدام العديد من الطائرات المسيرة والصواريخ. تم اعتراض أكثر من 300 صاروخ إيراني، الذي يعتقد أن معظمها أطلق من داخل الأراضي الإيرانية، قبل وصولها إلى إسرائيل بأكثر من 1770 كيلومتر، استمر الهجوم خمس ساعات.
أوردت صحيفة "ذا تليجراف" البريطانية أن الهجوم الذي نفذته إيران ضد إسرائيل في الليلة الماضية قد لا يكون الهدف الرئيسي الذي كانت طهران تنوي استهدافه. كان الهجوم محكم وجريء ويمكن اعتباره محاولة لاستعادة الردع ضد إسرائيل، لكنه توقف قبل أن يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة مع إسرائيل.
ماذا بعد هجوم إيران على إسرائيل؟
أشارت الصحيفة إلى أن السيناريوهات المحتملة بعد الهجوم الإيراني على إسرائيل تتضمن:
- يمكن لنتنياهو الرد بشكل مماثل، وربما تنفذ إسرائيل ضربات جوية على أهداف في إيران، مثل القواعد العسكرية أو المباني الحكومية، تشبه تلك التي ربما تكون وقعت على خط النار في تل أبيب.
- من المتوقع أن تكون الاختيارات الواضحة للرد على الانتقام الإسرائيلي ضربات جوية على مقر الحرس الثوري أو قواعده في إيران، وفي هذه اللحظة، قد يتوقف كل من الطرفين عن العداء بعد تحقيق كل منهما أهدافه المرجوة.
- ربما يكون السيناريو الأكثر قلقًا بالنسبة لتل أبيب هو تفوق الطائرات بدون طيار الإيرانية والصواريخ على الدفاعات الصاروخية الإسرائيلية، مما يؤدي إلى حدوث خسائر بشرية كبيرة في مدن مثل تل أبيب التي تضم الكيريا، مقر الجيش الإسرائيلي، ويمكن أن يجعل نتنياهو يتخذ إجراءات أكثر تطرفًا في الرد.
- أشارت الصحيفة إلى أن هناك احتمالًا مظلمًا لاندلاع حرب شاملة بين إيران وإسرائيل، وهو سيناريو رهيب قد يؤدي إلى خسائر كبيرة في الأرواح من الجانبين، وربما يقود الولايات المتحدة وبريطانيا إلى المشاركة في الصراع.
رد إسرائيل على الهجوم الإيراني
أشارت وسائل الإعلام الإسرائيلية إلى أن مجلس الحرب سيجتمع اليوم الأحد لبحث كيفية رد إسرائيل على الهجوم الإيراني. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية أن هناك اتجاهين متعارضين يؤثران على القرار المتوقع من قبل نتنياهو وجالانت وجانتس في تحديد الخطوط العريضة للرد.
تتطلب الضرورة الحاجة إلى كبح النظام الإيراني الذي يعرقل مصالح إسرائيل في الشرق الأوسط.
طلبت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا وكندا بحزم من إسرائيل أن تمتنع عن الرد بطريقة غير متناسبة التي قد تعرضها للخطر. لذلك، فإنه في مصلحة إسرائيل تأجيل ردها لحين توفر فرصة أخرى. تم إبلاغ بنيامين نتنياهو من قبل جو بايدن أن الولايات المتحدة لن تشارك في أي عمليات هجومية.
رد اسرائيل على ايران
قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن رغم فشل الهجوم، إلا أن الحملة العسكرية لم تكتمل بعد وينبغي على إسرائيل أن تكون جاهزة لجميع الاحتمالات.
وأوصى بعض أعضاء مجلس الوزراء الحربي بتنفيذ ضربة انتقامية على الفور، ولكن تم إلغاء ذلك بسبب ضغوط من الرئيس الأمريكي، جو بايدن، وفقا لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز.
وأفاد أحد المسؤولين لشبكة CNN بأن إسرائيل لم تقرر بعد ما إذا كانت ستقوم بمهاجمة إيران بعنف كرد على الهجوم.
قام الرئيس الإيراني بتحذير إسرائيل من القيام بأي تصرف غير محسوب على تداعياته، مهددا بأنه سيكون هناك رد أشد بكثير في حال حدوث ذلك.
ومن جهتها، في فجر اليوم الأحد، أطلق الحرس الثوري الإيراني عددًا من الصواريخ وطائرات بدون طيار ردًا على استهداف إسرائيل لقادة إيرانيين، بما في ذلك القنصلية الإيرانية في دمشق. وأدى هذا الهجوم الإسرائيلي إلى سقوط 7 من مستشاري الحرس الثوري الإيراني.
كشف المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، دانيال هاغاري، عن إطلاق إيران العشرات من الصواريخ الباليستية والطائرات بدون طيار، مع اعلان نجاح قوات الاحتلال في التصدي للهجوم بشكل كبير وتسجيل بعض الإصابات البسيطة.
حسب المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، تم إطلاق أكثر من 10 صواريخ كروز خارج الحدود، بينما تمت إعاقة العشرات من الطائرات المسيرة والصواريخ من خلال نظام القبة الحديدية.
وفيما يتعلق بالإصابات التي نتجت عن هجوم إيران على إسرائيل، قال: "تعرضت قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل بصحراء النقب لأضرار طفيفة في البنية التحتية، كما تضرر مطار عسكري وأصيبت طفلة نتيجة للهجوم الإيراني".
ماذا نعرف عن صحراء النقب في إسرائيل؟
تقع صحراء النقب في الجنوب الإسرائيلي، تحدها وادي عربة من الشرق وشبه جزيرة سيناء من الغرب، وتشكل شكل مثلث مقلوب.
تبلغ مساحتها 14،000 كيلو متر مربع، ويعيش فيها القبائل والعشائر العربية.
حوالي 300 ألف مواطن يعيشون فيها، حيث يعيش حوالي 150 ألف منهم في 45 قرية غير معترف بها من قبل إسرائيل.
تُعتبر بؤر أهم المدن التي توجد في صحراء النقب هي (بئر السبع، رهط، أم متان، القصر، اخشم، الأعسم، كسيفة، حورة، اللقية، أم بطين، شقيب السلام، عرعرة ، بير هداج، وادي النعم، تل السبع، تل عراد، أم حيران، ترابين الصانع).
تمثل العرب الذين اختاروا البقاء في النقب بعد الاحتلال الإسرائيلي حوالي 21% من السكان.
لا تعترف إسرائيل بالقرى، ونتيجة لذلك لا توفر لها الخدمات الأساسية مثل الكهرباء والمياه والرعاية الطبية والبنية التحتية.
تعود تسمية الصحراء إلى الخصائص الجغرافية لها، حيث تحتوي على تضاريس متنوعة مثل الجبال والوديان والسهول والهضاب الوعرة.
اقرأ أيضا:
عاجل وخطير.. اندلاع حرب عنيفة بين إيران وإسرائيل
التايمز تحذر : حرب وشيكة بين إيران وإسرائيل ستغير الشرق الأوسط