بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الأولى من شوال 2024 ثالث أيام عيد الفطر
شعائر صلاة الجمعة..بدأت منذ قليل شعائر صلاة الجمعة 12 إبريل 2024، الموافق ثالث أيام عيد الفطر المبارك، والتي ينقلها التليفزيون المصري والإذاعة المصرية من الجامع الأزهر الشريف بمحافظة القاهرة.
موضوع خطبة الجمعة
أصدرت وزارة الأوقاف تعليمات صارمة لأئمتها ، بضرورة الإلتزام بموضوع خطبة الجمعة التى تحددها الوزراة بشكل أسبوعي.
وحددت الأوقاف موضوع خطبة اليوم الجمعة 12 إبريل 2024، الموافق ثالث أيام عيد الفطر المبارك، والذ جاء بعنوان "الاستقامة والمداومة على الطاعة"، وشددت على ضرورة ألا تتجاوز مدة الخطبة 15 دقيقة.
نص خطبة الجمعة الأولى من شوال 1445
الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}(الحجر )، وأشهدُ أنْ لا إلهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهو علي كلِّ شيءٍ قدير، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا مُحمدًا عبدُهُ ورسولُهُ البشيرُ النذيرُ، والسراجُ المنيرُ سيّدُ الأولينَ والآخرين، أرسلَهُ ربُّهُ رحمةً للعالمين، وعلي آلِهِ وأصحابِهِ أجمعين، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلي يومِ الدينِ.
أولًا: {وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ }.
*عبادَ الله: نحن منذُ أنْ أتينَا إلي هذه الحياةِ نسيرُ إلي اللهِ يوشكُ أنْ نصلَ إليهِ، فكلُّ يومٍ يقربُنَا مِن الآخرةِ، ويبعدُنَا عن الدنيا، فما أحوجنَا أنْ نقطعَ الطريقَ في سيرٍ متواصلٍ، بلا كللٍ أو مللٍ، ولا يكونُ هذا إلّا إذا استحضرنَا طولَ الطريقِ، ولم نضيعْ جهدَنَا في بعضِ مراحلِهِ، فاستبقينَا هذا الجهدَ لبقيةِ الطريقِ، فإنَّ اللهَ خلقَنَا لعبادتِهِ، قالَ تعالَي :{وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ (58)}(الذاريات)، وهذه العبادةُ لا تنقطعُ إلّا بالموتِ، قالَ تعالي:{وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99)}(الحجر).
وأثنَي اللهُ عزَّ وجلَّ علي مَن يداومونَ علي عبادتِهِ، قال تعالي:{إِنَّ الْإِنْسَانَ خُلِقَ هَلُوعًا (19) إِذَا مَسَّهُ الشَّرُّ جَزُوعًا (20) وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا (21) إِلَّا الْمُصَلِّينَ (22) الَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ دَائِمُونَ (23)}(المعارج).
وأوصي اللهُ أنبياءَهُ بالمداومةِ علي العبادةِ والعملِالصالحِما دامُوا أحياءًا، قال تعالي:{ وَأَوْصَانِي بِالصَّلَاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيًّا (31)}(مريم).
ووصفَاللهُ الجنةَ التي أعدَّهَا لعبادِهِ المتقين بأنَّ أُكُلَهَا دائمٌ، وظلُّهَا، قال تعالي :{مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ أُكُلُهَا دَائِمٌ وَظِلُّهَا تِلْكَ عُقْبَى الَّذِينَ اتَّقَوْا وَعُقْبَى الْكَافِرِينَ النَّارُ (35) }(الرعد).
*فعلينَا عبادَ اللهِ أن نستقيمَ، ونداومَ علي طاعةِ اللهِ تعالَي في كلِّ وقتٍ وحينٍ حتي نلقًي اللهً تعالي، فإنَّ الاستقامةَ أمرَ اللهُ بهَا نبيَّهَ والمؤمنين، قال تعالي:{فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَكَ وَلَا تَطْغَوْا إِنَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (112)}(هود).
وهي وصيةُ النبيِّﷺ، فعَنْ سُفْيَانَ بْنِ عَبْدِ اللهِ الثَّقَفِيِّ ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، قُلْ لِي فِي الإِسْلاَمِ قَوْلاً لاَ أَسْأَلُ عَنْهُ أَحَدًا بَعْدَكَ قَالَ : قُلْ : آمَنْتُ بِاللَّهِ ، ثم اسْتَقِمْ.(صحيح مسلم).
و الاستقامةُ والاستمرارُ علي الطاعةِ مِن صفاتِ عبادِ اللهِ المؤمنين، قال تعالي:{ إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ (30)}(فصلت).
فعلينَا جميعًا أنْ نستقيمَعلي طاعةِ اللهِ، ونداومَ علي الأعمالِ الصالحةِ حتي نلقَي اللهَ تعالي.
ثانيًا: {وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا}.
*عبادَ الله: ما أسرعَ انقضاءَ الأيامِ، فها هو شهرُ رمضانَ الذي كنَّا ننتظرُهُ جميعًا انقضَي وذهبَ بمَا فيهِ مِن نفحاتٍ وبركاتٍ، فازَ فيهِ مَن فازَ، وخسرَ فيهِ مَن خسرَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ رَقَى الْمِنْبَرَ فَقَالَ: «آمِينَ، آمِينَ، آمِينَ» ، قِيلَ لَهُ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، مَا كُنْتَ تَصْنَعُ هَذَا؟ فَقَالَ: " قَالَ لِي جِبْرِيلُ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ أَدْرَكَ أَبَوَيْهِ أَوْ أَحَدَهُمَا لَمْ يُدْخِلْهُ الْجَنَّةَ، قُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ عَبْدٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ لَمْ يُغْفَرْ لَهُ، فَقُلْتُ: آمِينَ. ثُمَّ قَالَ: رَغِمَ أَنْفُ امْرِئٍ ذُكِرْتَ عِنْدَهُ فَلَمْ يُصَلِّ عَلَيْكَ، فَقُلْتُ: آمِينَ "(الأدب المفرد)، وهكذا العمرُ سرعانَ ما يمضِي، فما هي إلّا أنفاسٌ معدودةْ وآجالٌ محدودةٌ، وفي تقلبِ الدهرِ عبرةٌ لمَن أرادَ أنْ يعتبرَ، قال تعالي:{وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ خِلْفَةً لِمَنْ أَرَادَ أَنْ يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُورًا (62)}(الفرقان).
*عبادَ الله: انتهَي رمضانُ، وانقضتْ أيامُهُ ولياليه، وودعَهُ المسلمون، صفتْ فيهِ النفوسُ، وعمرتْ القلوبُ بالأعمالِ الصالحةِ، ولكنَّ المتأملَ في حالِ كثيرٍ مِن المسلمينَ يجدهُم يجتهدون في رمضانَ، ثمَّ ينقطعونَ عن العبادةِ بعدَ رمضانَ، إنَّ اللهَ لم يأمرْنَا بالعبادةِ في رمضانَ فقط، ولكنْ أمرنَا بهَا إلي انقضاءِ الأجلِ، فلا تكنْ عبدًا رمضانيًّا ولكنْ كنْ عبدًا ربانيًّا.
*عبادَ الله: إنَّ المداومةَ والثباتَ علي الطاعةِ مِن علاماتِ قبولِ العملِ، فلا نكونُ كالتي نقضتْ غزلَهَا بعدَ كدِّهَا وتعبِهَا فيهِ، فالذي اجتهدَ في رمضانَ في الصيامِ والقيامِ وقراءةِ القرآنِ وغيرِ ذلك مِن العباداتِ ثمَّ انقطعَ كهذهِ المرأةِ، قالَ تعالي: { وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا}(النحل)،فهذا مثلٌ ضربَهُ اللهُ لِمَن نكثَ عهدَهُ، فالآيةُشبهتْالذي يحلفُ ويعاهدُ ويُبرمُ عهدَهُ ثمَّ ينقضُهُ بالمرأةِ تغزلُ غزلَهَا وتفتلُهُ محكمًا ثم تحلُّهُ أنكاثًا أي أنقاضًا،و المفسرونَ قالُوا: بأنَّ امرأةًحمقاءَكانت بمكةَتغزلُ غزلَهَا ثمَّ تنقضُهُ، وكان الناسُ يقولونَ: ما أحمقَ هذه، فنسألُ اللهَ الثباتَ.
ثالثًا: ثمراتُ الثباتِ والمداومةِعلي العملِ الصالحِ.
**عبادَ الله: للمداومةِ والثباتِعلي العملِ الصالح ثمراتٌ وآثارٌ علي العبدِ المؤمنِ، وعلي قلبِهِ، ثمراتٌ في الدنيا وثمراتٌ في الآخرةِ:
أولًا: زيادةُ الإيمانِ.
فكلُّ عملٍ صالحٍ يزيدُ في الإيمانِ بحسبٍه، إنْ كان صغيرًا أو كبيرًا، قليلًا أو كثيرًا، قال تعالي: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ (2)}(الأنفال)، وكلُ طاعةٍ تدعُو إلي غيرِهَا، عروةُ بنُ الزبيرِ: قال إذا رأيتَ الرجلَ يعملُ الحسنةَ فاعلمْ أنّ لهَا عندَهُ أخوات، وإذا رأيتَهُ يعملُ السيئةَ فاعلمْ أنّلهَا عندَهُ أخوات، فإنَّ الحسنةَ تدلُّ على أختِهَا، وإنَّ السيئةَ تدلُّ على أختِهَا.(صفة الصفوة).
ثانيًا: محبةُ اللهِ تعالي.
فالعملُ الصالحِ والمداومةُ والثباتُ عليهِ سببٌ لمحبةِ اللهِ تعالي للعبدِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: ( إِنَّ اللَّهَ قَالَ: مَنْ عَادَى لِي وَلِيًّا فَقَدْ آذَنْتُهُ بِالحَرْبِ، وَمَا تَقَرَّبَ إِلَيَّ عَبْدِي بِشَيْءٍ أَحَبَّ إِلَيَّ مِمَّا افْتَرَضْتُ عَلَيْهِ، وَمَا يَزَالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إِلَيَّ بِالنَّوَافِلِ حَتَّى أُحِبَّهُ، فَإِذَا أَحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الَّذِي يَسْمَعُ بِهِ، وَبَصَرَهُ الَّذِي يُبْصِرُ بِهِ، وَيَدَهُ الَّتِي يَبْطِشُ بِهَا، وَرِجْلَهُ الَّتِي يَمْشِي بِهَا، وَإِنْ سَأَلَنِي لَأُعْطِيَنَّهُ، وَلَئِنِ اسْتَعَاذَنِي لَأُعِيذَنَّهُ).(صحيح البخاري).
ثالثًا: تكفيرُ الذنوبِ والخطايا.
المداومةٌعلي الطاعاتِ يُكفَّرُ بسببِهَا الخطايا والآثام، قَالَرَسُولَ اللهِ ﷺ: «أَرَأَيْتُمْ لَوْ أَنَّ نَهْرًا بِبَابِ أَحَدِكُمْ يَغْتَسِلُ مِنْهُ كُلَّ يَوْمٍ خَمْسَ مَرَّاتٍ، هَلْ يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ؟» قَالُوا: لَا يَبْقَى مِنْ دَرَنِهِ شَيْءٌ، قَالَ: «فَذَلِكَ مَثَلُ الصَّلَوَاتِ الْخَمْسِ، يَمْحُو اللهُ بِهِنَّ الْخَطَايَا».(صحيح مسلم).
رابعًا: النجاةُ مِن الشدائدِوالكروباتِ.
إنَّ العبدَ المداومَعلى العملِ الصالحِ في الرخاءِ، يفرجُ اللهُ عنهُ في ساعةِ الشدةِ، عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ رضي اللهُعنهما أَنَّهُ قَالَ: كُنْتُ رَدِيفَ رَسُولِ اللهِ ﷺ، فَقَالَ: " يَا غُلام أَلا أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهِنَّ؟ " فَقُلْتُ: بَلَى. فَقَالَ: " احْفَظِ اللهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظِ اللهَ تَجِدْهُ أَمَامَكَ، تَعَرَّفْ إِلَيْهِ فِي الرَّخَاءِ، يَعْرِفْكَ فِي الشِّدَّةِ، وَإِذَا سَأَلْتَ، فَاسْأَلِ اللهَ، وَإِذَا اسْتَعَنْتَ، فَاسْتَعِنْ بِاللهِ.(مسند أحمد).
خامسًا: دوامُ اتصالِ القلبِ باللهِ.
فيعطِي اللهُ المداومَ علي العبادةِ نورًا وثباتًا، وتعلَّقَ قلبُهُ باللهِ، وتوكلًا عليه، ومِن ثمَّ يكفيهِ همَّهُ، قال تعالي: { وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ}(الطلاق).
سادسًا: حفظُ النفسِ مِن الغفلةِ.
إنَّ اللهَ ذمَّ الغفلةَ وأهلَهَا، ونهَي عن الاتصافِ بهَا: قال تعالي :{وَاذْكُرْ رَبَّكَ فِي نَفْسِكَ تَضَرُّعًا وَخِيفَةً وَدُونَ الْجَهْرِ مِنَ الْقَوْلِ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ وَلَا تَكُنْ مِنَ الْغَافِلِينَ (205)}(الأعراف).
فالمداومةَعلي الطاعةِ وقايةٌ مِن الغفلةِ، التي تقودُ إلي الهلاكِ والخسرانِ، والنفسُ إنْ لم تشغلْهَا بالطاعةِ شغلتْكَ بالمعصيةِ.
ثامنًا: ثبوتُ الأجرِ عندَ المرضَ والسفرِ.
إنَّ العبدَ المداومَ علي العملِ الصالحِ إذا عرضَ لهُ عذرٌ مِن مرضٍ أو سفرٍ، كُتِبَ لهُ ما كان يعملُ حالَ الصحةِ والإقامةِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ﷺ: «إِذَا مَرِضَ العَبْدُ، أَوْ سَافَرَ، كُتِبَ لَهُ مِثْلُ مَا كَانَ يَعْمَلُ مُقِيمًا صَحِيحًا».(صحيح البخاري).
تاسعًا: سببٌ لحسنِ الختامِ.
لأنَّ العبدَ لا يزالُ يجاهدُ نفسَهُ بفعلِ الطاعاتِ وتركِ المحرماتِ، حتي يقوَي عزمُهُ ويستقيمَ حالُهُ، ويثبتْ علي ذلك حتي المماتِ، قالَ تعالي:{يُثَبِّتُ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ وَيُضِلُّ اللَّهُ الظَّالِمِينَ وَيَفْعَلُ اللَّهُ مَا يَشَاءُ (27) }(إبراهيم ).
عاشرًا: سببٌ لدخولِ الجنةِ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ: أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ قَالَ لِبِلاَلٍ: «عِنْدَ صَلاَةِ الفَجْرِ يَا بِلاَلُ حَدِّثْنِي بِأَرْجَى عَمَلٍ عَمِلْتَهُ فِي الإِسْلاَمِ، فَإِنِّي سَمِعْتُ دَفَّ نَعْلَيْكَ بَيْنَ يَدَيَّ فِي الجَنَّةِ» قَالَ: مَا عَمِلْتُ عَمَلًا أَرْجَى عِنْدِي: أَنِّي لَمْ أَتَطَهَّرْ طَهُورًا، فِي سَاعَةِ لَيْلٍ أَوْ نَهَارٍ، إِلَّا صَلَّيْتُ بِذَلِكَ الطُّهُورِ مَا كُتِبَ لِي أَنْ أُصَلِّيَ " قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ: «دَفَّ نَعْلَيْكَ يَعْنِي تَحْرِيكَ».(صحيح البخاري).
فالمداومةُ والثباتُعلي الطاعةِ، يُجزَي صاحبُهُ الجنةَ.
عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللهِ ﷺ قَالَ: " مَنْ أَنْفَقَ زَوْجَيْنِ فِي سَبِيلِ اللهِ نُودِيَ فِي الْجَنَّةِ: يَا عَبْدَ اللهِ، هَذَا خَيْرٌ، فَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّلَاةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّلَاةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الْجِهَادِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الْجِهَادِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصَّدَقَةِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الصَّدَقَةِ، وَمَنْ كَانَ مِنْ أَهْلِ الصِّيَامِ، دُعِيَ مِنْ بَابِ الرَّيَّانِ " قَالَ أَبُو بَكْرٍ الصِّدِّيقُ: يَا رَسُولَ اللهِ، مَا عَلَى أَحَدٍ يُدْعَى مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ مِنْ ضَرُورَةٍ، فَهَلْ يُدْعَى أَحَدٌ مِنْ تِلْكَ الْأَبْوَابِ كُلِّهَا؟ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «نَعَمْ، وَأَرْجُو أَنْ تَكُونَ مِنْهُمْ».(صحيح مسلم).
اللهُمّإنَّا نسألُكَ الثباتَ في الأمرِ، والعزيمةَ في الرشدِ، ونسألُكَ موجباتِ رحمتِك، وعزائمَ مغفرتِكَ، برحمتِكَ يا أرحمَ الراحمين، اللهُمَّ اجعلْ مصرَ أمنًا أمانًا سلمًا سلامًا سخاءً رخاءً وسائرَ بلادِ المسلمين، اللهُمَّ احفظهَا مِن كلِّ مكروهٍ وسوءٍ، وصلَّى اللهُ وسلَّمَ على نبيِّنَا مُحمدٍ وعلى آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.
إقرأ أيضا
بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الأخيرة من رمضان 1445
بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة الثالثة من رمضان 2024