لغز قبر الأسقف السويدي الذي حيّر العلماء وسر الطفل المحنّط بين ساقيه
قبر الأسقف السويدي بيدر وينستروب الذي يعود تاريخه إلى القرن السابع عشر، يعد من أكثر الألغاز الغامضة التي أثارت اهتمام العلماء، لتصدم الجميع بعد ذلك بالحقائق الحزينة التي فطرت القلوب.
بداية الاهتمام بالقبر كانت قبل بضع سنوات، حينما اندهش العلماء حينما اكتشفوا الحالة الرائعة لجثة وينستروب، الذي توفي عام 1679 عن عمر يناهز 74 عامًا، إذ كان لا يزال يحتفظ بلحيته وأعضائه الداخلية وملابسه التي حافظت عليها جميعًا الظروف الجافة والباردة التي دُفن فيها.
لعز جثة الرضيع
ولكن الأمر الذي حيّر العلماء حقًا، هو العثور بالقرب من جثة الأسقف العجوز على جثة رضيع صغير محنط مخبأة بين ساقيه، وقد جادل البعض بأنه ربما كان ابن وينستروب غير الشرعي، ودُفن معه عند وفاته لتجنب الفضيحة، حتى توصل العلماء للقصة الحزينة وراء جثة الصغير المحنطة.
كان الصغير جنينا لم ينمُ بشكل كامل بحيث ولد بعد خمسة أو ستة أشهر من الحمل، وقد دٌفن بين ساقي الأسقف، وبحسب البحث المنشور في مجلة “sciencedirect” العلمية، يُعتقد أن والدة الطفل عانت من إجهاض في حوالي الشهر السادس من الحمل، ما أدى إلى ولادة جنين ميت.
وقد أجرى العلماء مجموعة من الدراسات على جثتي الأسقف والرضيع، إذ وجدوا تطابقًا بنسبة 25% في المادة الوراثية لكلا الجثتين، حيث تعبر هذه النسبة عن وجود قرابة من الدرجة الثانية.
لغز قبر بيدر وينستروب
وواصل العلماء أبحاثهم ليجدوا مفاجأة أخرى، وهي أن الطفل لديه سلالة مختلفة عن الحمض النووي للأسقف، مما يثبت أنهما ليسا من نفس نسب الأم، وبالتالي فإن الطفل مرتبط بالأسقف من جانب والده.
بصفته أسقفًا قريبًا من الدرجة الثانية، توقع العلماء أنه من الممكن أن يكون وينستروب عم الجنين أو الجد أو الأخ غير الشقيق أو ابن العم الطفل، لهذا قام الباحثون بتحليل شجرة عائلة الأسقف البارز، ويعتقدون أن التفسير الأرجح هو أن الجنين هو ابن ابنه، أي أنه حفيده.
وتقول ماجا كرزيوينسكا من مركز علم الوراثة القديمة بجامعة ستوكهولم، التي شاركت في عمليات التحليل: “من المحتمل أن يكون الطفل المولود ميتًا هو ابن بيدرسن وينستروب، وبالتالي كان الأسقف هو جده”.
وقال عالم الآثار توربيورن أهلستروم، الذي عمل في التحقيق: "نعلم أن الأسقف كان لديه ابن واحد من زواجه الأول نجا حتى سن الرشد. وكان اسمه بيدر بيدرسن وينستروب".
حل لغز قبر بيدر وينستروب
وتشير السجلات التاريخية إلى أنه تزوج من امرأة ثرية تدعى دوروثيا سباري، لكنهما خسرا كل أموالهما عندما استعاد التاج السويدي الأرض الممنوحة للنخبة.
ولا يُعرف أن وينستروب الصغير أنجب أي أطفال وتوقفت السلالة عنده. وربما وُضع الجنين في نعش الأسقف كإشارة رمزية.
وأوضح علماء الآثار في ورقتهم البحثية: "مع وضع نتائج تحليل الحمض النووي القديم في متناول اليد وعلم الأنساب، كان الشخص الوحيد القادر على توفير قريب من الدرجة الثانية لبيدير وينستروب من خلال النسب الأبوي هو ابنه بيدر".
أقرأ أيضا:
حكاية عالم الرياضيات الشهير الذي مات من الجوع بسبب الأشباح
لغز جسر الكلاب المنتحرة وعلاقته بشبح السيدة البيضاء