بالتسلل إلى شاحنات الهلال الأحمر المصري.. تفاصيل إحباط مخطط ماجد فرج وإسرائيل لإحداث الفوضى بغزة
ماجد فرج.. تصدر اسم اللواء ماجد فرج رئيس المخابرات الفلسطينية محركات البحث على جوجل، خلال الساعات الماضية، بعد المفاجأة التي فجرتها وزارة الداخلية بغزة، والتي تتعلق باعتقال قيادة القوة الأمنية التي شكّلها رئيس جهاز المخابرات العامة الفلسطينية اللواء ماجد فرج، والتي كانت تهدف إلى إحداث الفوضي في غزة.
قوة أمنية مشبوهة
يأتي ذلك بعد أن كشف مسؤول بوزارة الداخلية في قطاع غزة عن أن قوة أمنية مشبوهة تسللت مع شاحنات الهلال الأحمر المصري بالتنسيق مع قوات الاحتلال الإسرائيلي.
وأكدت وكالة الأناضول أن القوة الأمنية المسلحة التي شكلها مدير المخابرات ماجد فرج قامت بإذن من إسرائيل مساء السبت لأول مرة بحماية المساعدات التي وصلت مفرق الكويت جنوب مدينة غزة.
توجيه اتهامات لـ ماجد فرج
ووجهت لـ ماجد فرج اتهامات تتعلق بإدارته لعمل القوة بطريقة أمنية مخادعة وضلل فيها الفصائل والعشائر، بهدف إحداث حالة من البلبلة والفوضى في صفوف الجبهة الداخلية، وبتأمين من جهاز الشاباك الإسرائيلي وجيش العدو، وذلك بعد اتفاق تم بين الطرفين".
وقالت وزارة الداخلية إن المعلومات الأولية تشير إلى أن القوة قوامها مئات وأعد كشف بها من قبل ماجد فرج ورفع للاحتلال.
اعتقال قوة ماجد فرج
وأوضحت داخلية غزة أن الأجهزة تعاملت مع هذه العناصر، وتم اعتقال عشرة من قوة ماجد فرج، وإفشال المخطط الذي جاءوا من أجله، وسيتم الضرب بيد من حديد على كل من تسوّل له نفسه أن يلعب في مربع لا يخدم سوى الاحتلال.
وعلى الفور اتهمت حماس لحركة فتح بإرسال ضباط أمن إلى شمال قطاع غزة بذريعة تأمين شاحنات المساعدات، فيما نفى مسؤول بالسلطة الفلسطينية هذا الاتهام الذي وجهته وزارة الداخلية في غزة.
بناء قوة مُسلحة جنوب غزة
وفي 12 مارس الماضي، كشفت إسرائيل عن أن مدير المخابرات الفلسطينية ماجد فرج بدأ العمل على بناء قوة مسلحة جنوب قطاع غزة.
وأكدت القناة الـ14 الإسرائيلية أن قوة فرج تتكون من عائلات لا تؤيد حركة حماس لتوزيع المساعدات من جنوب القطاع إلى شماله.
تقارير: فرج هو أقوى وأكبر شخصية أمنية في السلطة الفلسطينية
وطبقًا لتقارير الصحافة الإسرائيلية، فإن ماجد فرج (61 عامًا) هو أقوى وأكبر شخصية أمنية في السلطة الفلسطينية، ويعتبر مقربًا من عباس، وله علاقات ممتازة مع كبار المسؤولين الأمنيين الإسرائيليين.
وبحسب هذه التقارير، ينسق ماجد فرج نيابة عن السلطة مع كل من الشاباك ووكالة المخابرات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) ووكالات الاستخبارات العربية والغربية.
اسرائيل تدرس تعيين مدير مخابرات السلطة الفلسطينية حاكمًا لغزة بعد انتهاء الحرب
وأفادت تقارير إسرائيلية بأن المؤسسة الأمنية الإسرائيلية تدرس إمكانية الاستعانة بمسؤولين داخل السلطة الفلسطينية، لإدارة قطاع غزة مؤقتًا.
وأشارت هيئة البث الإسرائيلية (كان) إلى أن رئيس مجلس الأمن الإسرائيلي تساحي هنغبي التقى مؤخرًا فرج بموافقة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو.
وأوضحت "كان" أن وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت اقترح تولي رئيس مخابرات السلطة الفلسطينية إدارة قطاع غزة مؤقتًا بعد انتهاء الحرب.
وقالت الهيئة إن إسرائيل تدرس استخدام رئيس المخابرات الفلسطينية لبناء بديل لحركة حماس في اليوم التالي للحرب، وينص المقترح على أن يتولى ماجد فرج إدارة غزة بمساعدة شخصيات ليس بينها عضو في حركة حماس.
زعيم المعارضة الإسرائيلية: فرج من أكثر الشخصيات التي عملت معنا ضد حماس
ومن جانبه، قال زعيم المعارضة في إسرائيل يائير لبيد إنه "من الطبيعي أن نذكر اسم فرج، فهو في السلطة الفلسطينية من أكثر الشخصيات التي عملت معنا ضد حماس".
وأضاف في مقابلة تلفزيونية: "الجهاز المدني ليس لديه عائق أمام العمل مع السلطة الفلسطينية، لأنه حتى اليوم يعمل معهم. يجب على الحكومة أن تقرر ما إذا كانت ستتعامل مع السياسة أو أمن إسرائيل. إذا كان الأمر يتعلق بأمن إسرائيل، فسنعمل مع السلطة الفلسطينية".
وتابع لبيد: "نحن فقط سنضمن أمننا، وليس اقتراح الاعتماد على السلطة الفلسطينية في الحرب على الإرهاب".
من هو ماجد فرج؟
ماجد فرج هو سياسي فلسطيني وقيادي في حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح)، من مواليد عام 1963، اعتقل عندما كان طالبًا في المرحلة الثانوية، وقضى بالسجن عامًا ونصف العام بسبب نشاطه في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وساهم في تأسيس الشبيبة الفتحاوية، وكان أيضًا من الوجوه البارزة في الانتفاضة الفلسطينية الأولى.
وفيما يتعلق بمساره السياسي، انضم فرج مع إنشاء السلطة الفلسطينية عقب اتفاق أوسلو عام 1993 لجهاز الأمن الوقائي في بيت لحم، ثم عين مديرًا للجهاز بمحافظة دورا، وعام 2000 تولى الأمن الوقائي بمحافظة الخليل، وعام 2003 عمل مستشارًا لوزير الداخلية حكم بلعاوي، إلى أن عين مديرا لجهاز الاستخبارات العسكرية الفلسطينية عام 2006.
وكلفه عباس برئاسة المخابرات العامة الفلسطينية في 15 سبتمبر 2009، خلفًا للواء محمد منصور، وهو الرئيس الرابع للجهاز بعد أمين الهندي وتوفيق الطيراوي ومنصور.
ولعب فرج دورًا هامًا في الكثير من الملفات الإستراتيجية للسلطة الفلسطينية أبرزها المصالحة مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والمفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية، والتنسيق الأمني مع إسرائيل، بالإضافة إلى ملفات خاصة عديدة أوكلها إليه عباس مما أكسبه نفوذًا واسعًا.
وشارك فرج ضمن وفد حركة فتح في حوارات المصالحة مع حركة حماس، والتي عقدت في القاهرة ما بين عامي 2009 و2011.
كما شارك فرج في وفد منظمة التحرير الفلسطينية الذي زار قطاع غزة في أبريل 2014، مما نتج عنها إبرام اتفاق مصالحة مع حركة حماس وتشكيل حكومة توافق وطني برئاسة رامي الحمد الله.
وتُحظى شخصية فرج بالقبول لدي الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل، وبسبب هذا القبول كلفه عباس في 2 ديسمبر 2017 بترؤس وفد من السلطة لزيارة واشنطن لمناقشة أزمة إغلاق مكتب البعثة الفلسطينية بالعاصمة واشنطن.
وأصدر رئيس السلطة قرارًا بقانون في العاشر من يناير 2023 سمح بموجبه لرئيس المخابرات بالبقاء في منصبه لمدة مفتوحة لا تنتهي إلا بقرار منه، وأن يكون رئيس المخابرات العامة بدرجة وزير.
وكانت ولاية فرج قد انتهت عام 2023 بموجب القانون السابق، لكنه ظل يشغل منصبه بدعم من رئيس السلطة.
وتؤكد التقارير أن هذا القرار يعد خطوة لتعزيز حظوظ فرج في معركة الخلافة على منصب الرئيس، ومحاولة من عباس لتوسيع دائرة القيادات المتنافسة على منصبه بعد وفاته أو فقدانه القدرة على إدارة السلطة بسبب العجز الطبي.
ولخلافة عباس، يُحظى فرج بالقبول الأمريكي والإسرائيلي بالنظر لدوره في التنسيق الأمني بين السلطة وإسرائيل، وتعاونه مع وكالة الاستخبارات الأمريكية، في عدد من الملفات، ودعمه خطة الأمريكي مايكل فينزل التي تستند إلى فكرة إنشاء قوة أمنية فلسطينية يتم تدريبها وإرسالها لمواجهة المجموعات شمال الضفة الغربية.
اقرأ أيضًا
انفراد .. الجيش المصرى علي أرض قطاع غزة قريبا
بعد التشكيك في قدرته على مواجهة حركة حماس والمطالبة بالإطاحة به..نتنياهو يُقرر تأديب بايدن