حكاية مثل امسك الخشب.. ما علاقته بدفع الحسد؟
الأمثال الشعبية من أهم ما يميز التراث في مصر، فهذه العبارات البسيطة التي قد تكون طريفه، تحمل في معانتها خلاصة سنوات طويلة من الحكمة والتجارب التي مر بها أجدادنا وصاغوها في هيئة أمثال تتناقلها الأجيال.
ويعتبر مثل "امسك الخشب"، واحدًا من أشهر الأمثال المصرية الدارجة، والذي يٌقال للتعبير عن الوقاية من الحسد، ولكن دون أن يعرف الكثيرون العلاقة بين مسك الخشب وبين دفع الحسد.
أصل مثل امسك الخشب
يعود مثل امسك الخشب إلى أصول غير عربية، إلا أنه انتقل إلى التراث الشعبي العربي، إذ تكشف بعض المراجع التاريخية أن المثل أصلُه وثنيٌ حيث كان يَعتقد الأقدمون ممن كانوا يُقدسون الأوثان أنَ هناك أرواحًا خيّرة تعيش في الأشجار.
وبالتالي أصبح الإمساك بالأشجار مصدرًا للبركة والحماية، ثم لاحقًا بعد انتشار المسيحية في العالم تم استخدام هذا التعبير للإشارة إلى الصليب الخشبي بدلًا من الأشجار.
حكاية مثل امسك الخشب
كما يرتبط مثل امسك الخشب بواقعة أخرى حدثت في عهد الإمبراطور الروماني قسطنطين، ووقتها كان جُموع المُعتنقين للديانة المسيحيَة يسيرون في مسيراتٍ عامَة ويُمسكون بالصليب الكبير، حيث كان الجميع يتدافعون ليلمسوا هذا الصليب بغرض التبرُك والحماية من الحسد والشر، ثم بعد ذلك تم وضع هذا الصليب الكبير في كنيسة القسطنطينية، وأصبح الناس يتوافدون لزيارته ولمسه بغرض التبرك والتطُهر والحماية من الحسد.
ومن بعدها، صار تعبير "امسك الخشب" يُستخدم على نطاق أوسع حتى وصل إلينا في عالمنا العرَبي، وأصبح أحد الأمثال الشعبيَة المشهورة في تُراثنا.
أقرأ أيضا:
حكاية المثل الشعبي ”بيننا ما صنع الحداد”
حكاية مثل شايل طاجن ستك.. ماذا فعلت الجدّات ليرتبطن بالحزن والنكد؟