الخلافات الدبلوماسية بين اليونان وروسيا تظهر للعلن.. أثينا تتجاهل موسكو وتدعم أوكرانيا بالأسلحة

اليونان وروسيا
اليونان وروسيا

شهدت علاقة اليونان وروسيا حالة من التوتر في الوقت الحالي، رغم أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أعرب عن أمله في أن يقود التاريخ الجيد للعلاقات بين بلاده واليونان إلى إنعاش العلاقات الحالية بين البلدين وعودتها إلى سابق عهدها إلا أن إدانة أثينا للحرب الروسية على أوكرانيا، واتهامها موسكو بقتل عدد من أفراد العرقية اليونانية الذين يعيشون في مدينة ماريوبول، كانت من أقوي الأسباب التي أدت لتجمد العلاقة بين البلدين.

روسيا تُندد

ومن جانبها، أصدرت روسيا بيانًا نددت فيه بقرارات اليونان، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن موسكو قدمت للسفارة اليونانية تقييمها للوضع الحالي في العلاقات بين البلدين، منددة بالقرارات التي اتخذتها أثينا مؤخرًا ضد موسكو وتجاهلها لقواعد الاتصال الدبلوماسي مع روسيا.

وقالت زاخاروفا، ردًا على سؤال يتعلق بيوم استقلال اليونان، "تستمر أثينا في اتخاذ قرارات جنائية، على وجه الخصوص، بشأن إرسال الأسلحة إلى أوكرانيا، التي يستخدمها نظام كييف لإبادة السكان المدنيين، بما في ذلك اليونانيون الذين يعيشون في منطقة آزوف".

وأضافت: "لقد وصل الأمر إلى حد أن السفارة اليونانية في موسكو، من بين البعثات الدبلوماسية الأخرى لدول الاتحاد الأوروبي، تجاهلت قواعد الاتصال الدبلوماسي وتجاهلت دعوة للتحدث مع قيادة وزارة الخارجية الروسية".

وتابعت: "في 25 مارس، تم نقل أفكارنا وتقييماتنا حول حالة العلاقات بين البلدين مباشرة إلى السفارة اليونانية، ومن المؤسف أنه بدلاً من التهاني الودية التي كانت مناسبة في يوم من الأيام بمناسبة العيد الوطني، يتعين علينا أن نُذكِّر أثينا بالتاريخ الأساسي في هذا اليوم".

ولفتت إلى أن قادة اليونان منذ تأسيسها أشادوا بالدور الحاسم للأسلحة والدبلوماسية الروسية في انتصار الثورة اليونانية عام 1821، وكرموا ذكرى محبيننا، وحفظوا بعناية صفحات الماضي المشترك المجيد للبلدين. لكن شهد الوضع الحالي تحولات غريبة، لا يمكن تفسيرها بشكل أكبر لأن أساسها المهتز هو ظرف سياسي مشكوك فيه للغاية".

واستطردت أن"غياب الممثلين الروس عن الاحتفالات التقليدية بمناسبة عيد استقلال البلاد بناء على تعليمات قيادة وزارة الخارجية اليونانية ليس إلا عنصرًا من عناصر حملة عدائية محمومة".

تجاهل روسيا

وجاء بيان الخارجية الروسية بناءًا على حظر وزير الخارجية اليوناني يورغوس غيرابيتريتيس على البعثات الدبلوماسية في الخارج دعوة روسيا لاحتفالات اليونان بعيد الاستقلال، رغم دور روسيا الرئيسي في استقلال اليونان.

وجاء في رسالة وجهها الوزير إلى البعثات الدبلوماسية والقنصلية اليونانية في الخارج: "بمناسبة العيد الوطني في 25 مارس الجاري نطلب منكم عدم إرسال دعوات إلى ممثلي البعثات الدبلوماسية والقنصلية في روسيا لحضور فعالياتكم".

ومن جانبه، وصف موقع newsbreak.gr الإخباري قرار غيرابيتريتيس بأنه عار على أثينا، مذكرًا بأن روسيا كانت تُشارك دائمًا في الاحتفالات بهذه المناسبة.

وكتب الموقع: "لا يجب نسيان أنه في مثل هذا اليوم قبل 3 سنوات احتلت روسيا مكانة مرموقة في الاحتفالات بمناسبة الذكرى المئوية الثانية للثورة اليونانية في 25 مارس، رغم القيود المفروضة بسبب جائحة فيروس كورونا، رئيس الوزراء الروسي ميخائيل ميشوستين حضر شخصيا هذه الاحتفالات في أثينا، وأشادت الرئيسة اليونانية كاترينا ساكيلاروبولو بدعم روسيا الكبير للنضال اليوناني، وقام عمدة أثينا آنذاك كوستاس باكويانيس بمنح الضيف الروسي الميدالية الذهبية "للاستحقاقات لمدينة أثينا".

ولا تدعو اليونان ممثلين من روسيا لحضور احتفالاتها الوطنية للعام الثالث على التوالي.

زيارة رئيس الوزراء اليوناني لـ أوكرانيا

وفي بداية شهر مارس، شنّ الجيش الروسي ضربات على مدينة أوديسا الساحلية في جنوب أوكرانيا، أثناء زيارة لرئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس، والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وفق وكالة الصحافة الفرنسية.

وقال رئيس وزراء اليونان: "في ختام (الزيارة) سمعنا صفارات الإنذار ودوي انفجارات بالقرب منا. لم يكن لدينا الوقت للوصول إلى ملجأ".

وكانت اليونان طالبت روسيا بوقف هجماتها الجوية ضد المدنيين في أوكرانيا مستنكرة "القتل الجوي" لأوكرانيين من أصل يوناني.

اليونان تحتج رسميًا

واحتجت اليونان رسميًا لدى روسيا، على مقتل أوكرانيين من الأقلية اليونانية في غارات روسية في جنوب أوكرانيا.

وأعربت الوزارة في بيان عن "اشمئزازها من هذه الهجمات العسكرية غير المبررة ودعت روسيا إلى احترام القانون الإنساني الدولي ووقف الهجمات ضد المدنيين".

وأضاف البيان: "كما تؤكد الوزارة قلق اليونان الكبير على سلامة المواطنين اليونانيين والجالية (العرقية) اليونانية على أراضي أوكرانيا" وتجدد "مناشدتها روسيا الاتحادية التي تشن هجمات في المنطقة أن تحترم حقوقهم وتحمي أرواحهم".

اليونان تُندد

وكانت اليونان قد نددت بشدة بإعلان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضم مناطق شرقية من أوكرانيا إلى بلاده.

ونقلت صحيفة (جريك ريبوتر) اليونانية عن رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس قوله على تويتر" إن بلاده لن تعترف أبدا بالضم غير القانوني لأراضي أوكرانيا، أن روسيا تقوض النظام الدولي القائم على القواعد وتنتهك الحقوق الأساسية لأوكرانيا في الاستقلال والسيادة، وأن اليونان والاتحاد الأوروبي يقفان بحزم مع أوكرانيا".

كما نددت وزارة الخارجية بالخطوة قائلة إنها لا تعترف بقرار روسيا، مشيرة إلى أنه غير قانوني باعتباره انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، وشددت الوزارة على أنه بالإضافة إلى ذلك، ستواصل اليونان العمل من أجل تحقيق العدل، وحماية حقوق الجالية اليونانية في أوكرانيا، والتي تم متابعتها بشكل خاص في الأشهر الأخيرة".

اقرأ أيضًا

تنين اليونان.. تقلبات طارئة في طقس اليوم الثلاثاء 27-2-2020

عاجل .. حرب عالمية جديدة .. روسيا تكشف آخر تطورات حادث موسكو الإرهابي

أوكرانيا تنفي مسؤوليتها.. روسيا تكشف آخر تطورات حادث موسكو الإرهابي وسط إدانات دولية

تم نسخ الرابط