حكاية الجزيرة السودانية التي حبس فيها سيدنا سليمان الجن العاصي
ترتبط العديد من المدن حول العالم بالأساطير عن الجن والأرواح التي تسكن الشوارع والمنازل، ولكن تلك الجزيرة السودانية المهجورة تختلف عنهم تمامًا، فالأمر لا يقتصر على بعض القصص عن مشاهدات أو ظواهر غريبة، وإنما يتمد إلى تاريخ طويل من الأساطير يؤمن به السكان ولا يتوقفون عن سرده.
جزيرة سواكن المهجورة تقع فى شمال شرق السودان، على الساحل الغربى للبحر الأحمر، ويقال أنها نشأت منذ قديم الزمان، وأنها كانت المكان الذي يسجن فيه نبي الله سليمان الجان الذي يعصي الأوامر، حتى قيل أنها كانت تٌسمى "سواجن" نسبة إلى السجون قبل أن تتحول باللغة الدارجة إلى سواكن.
حبس الجن
ويقول العالم السوداني محمد صالح ضرار في كتابه تاريخ سواكن والبحر الأحمر: "يعرف تاريخ سواكن بالضبط في العصور الخالية إلا تلك الخرافة القديمة، وهي أنها كانت كسائر الجزر التي في البحر الأحمر خالية من السكان، وليس فيها إلا الجن".
وأضاف ضرار "يروون أن أحد ملوك إثيوبيا أهدى سبعين جارية إلى نبي الله سليمان بن داود، أرسلن إليه في بيت المقدس ، فأبحرت بهن سفن حتى ألقت مرساها في سواكن، واستطابت الإقامة فيها، فواطأ السواكنيون (أو الجن كما يزعمون) أولئك الجواري لما هبطن إلى ساحل الجزيرة البري، ثم أقلعت بهن السفن إلى القدس، ثم ظهر عليهن آثار الحمل".
مدينة القطط والثعابين
وبعد التحقيق مع رؤساء السفن، أقروا بأن إقامتهم بسواكن كانت طويلة جدًا، وأن كل الذي حدث كان من السواكنيين، فأمرهم سليمان عليه السلام بردهن إلى سواكن، حيث يجب أن تكون إقامتهن بها نهائيًا، فاندمجن وذريتهن في أهل الجزيرة وأمر بأن تتخذ جزيرة سواكن سجنًا للمجرمين".
ويعتقد أهالي السودان أن الجن في سواكن لا يظهر مباشرة، وإنما يظهر على هيئة قطط أو ثعابين أو فتيات جميلات ويطلقون عليه أسماء من مخيلتهم تعارف عليها على أنها أسماء الجن مثل تشوكب وتهشو.
الزواج من الجن
ومن أساطير الجن في سواكن أن رجلًا تزوج جنية اشترطت عليه ألا يأتي إلى المنزل إلا بعد غروب الشمس، وعندما أنجب منها ابنًا صار عمره 10 سنوات، جاء نهارًا وكان الأب ينظر إلى طائر جميل فوق الشجرة، فقال له الابن يمكنني إحضاره لك، ولم يصدق الأب، ولكن الابن طار وأحضره.
فذهب الرجل إلى الشيخ وحكى له قصة ابنه، فقال له الشيخ لقد كشفت سر ابنك ولن يعيش بعد اليوم، فرجع إلى بيته فوجد أن ابنه مات، وعندما نظر إلى زوجته ظهرت له في هيئة قبيحة فأصبح يصرخ في حالة هيستيرية، وأشار بعض الشيوخ إلى أن هذه الجنية لن تغادر جسده".
أقرأ أيضا:
أسطورة السحر والأشباح.. مدينة عربية مٌصنّفة كخامس مدينة يسكنها الجن في العالم
سكنتها 6 أرواح شريرة.. حكاية الفتاة الألمانية المسكونة أناليس ميشيل